عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المتعاطفون أنت إمامهم

المتعاطفون أنت إمامهم

بقلم : محمود حبسة

كعادة الإعلامي الكبير عماد الدين أديب يحدث دائما حالة من الجدل والخلاف حوله في كل مرة يدلي فيها بحوار سياسي شامل، شخصيا أعتبر نفسي واحدا من أشد المعجبين به وبأسلوبه وطريقته في سرد المعلومات والتدليل على آرائه، في حواره الأخير على قناة صدى البلد مع الإعلامي أحمد موسى خرج أديب عن منطقه بل وحتى عن أسلوبه وطريقته في الحوار والخلاف مع المختلفين معه الذين وصفهم بالمغفلين وبات أقل قدرة على التدليل على وجهة نظره والأكثر أهمية أنه بات متناقضا مع ما يؤمن به وما يدعيه أو يتبنيه من مواقف ورؤى سياسية ونستطيع أن ندلل على ذلك من خلال الآتي:



أولا: بداية فقد عدد عماد الدين أديب ظواهر ودلائل تؤكد عداء جماعة الإخوان لمصر منذ حادث فض رابعة وحتى حواره الأخير بدءا من المظاهرات وتأجيج الشارع المصري وبث الفوضى انتهاء بحمل السلاح على الدولة المصرية في سيناء وكل ربوع مصر مرورا بالاعتداء على الكنائس وأقسام الشرطة واستغلال التنظيم الدولي لاستثمارات الجماعة في الخارج خصوصا في أمريكا وأوروبا للتأثير على مواقف هذه الدول من النظام الجديد في مصر بعد ثورة 30 يونيو إضافة إلى إنشاء ست قنوات فضائية في حرب إعلامية واضحة تستهدف تشويه مصر وكذلك إجراء لقاءات سياسية مع برلمانيين في برلمانات أمريكا وبريطانيا والبرلمان الأوروبي للنيل من مصر والرد على الخطاب السياسي المصري ودفع الدول إلى عدم التعاون معها والأكثر خطورة استخدام الأموال القطرية والتركية لتمويل جماعات العنف والإرهاب، إضافة إلى تشكيل حركات مسلحة مثل حسم ولواء الثورة وغيرهما لتنفيذ عمليات ضد ضباط الجيش والشرطة وهنا سؤال يفرض نفسه وبقوة كيف مع كل هذه الجرائم واستمرارها طوال هذه السنوات يبقى هناك من يتعاطف مع الإخوان أو يؤيدهم أو يقتنع بمنطقهم من خارج الجماعة؟!

ثانيا: حكاية المحبين أو المتعاطفين مع الإخوان هي حكاية إخوانية خالصة مائة في المائة فالإخوان وليس غيرهم هم من ادعوا أن هناك متعاطفين أو محبين للجماعة وذلك بهدف تكريس مفهوم شعبية الجماعة الكاسحة وقدرتها على السيطرة على الشارع المصري والتأثير عليه والواقع يكذب هذا الادعاء تماما فالإخوان فشلوا في تنفيذ مليونية واحدة منذ فض رابعة وحتى يومنا هذا رغم مطالبتهم بذلك أكثر من مرة وكان آخرها 11/11/2016 بل وحتى المليونيات التي دعوا إليها إبان حكم المجلس العسكري والتي لم تشارك فيها الفصائل السياسية الأخرى، السؤال إذا أين هؤلاء المتعاطفون الذين يعدون بمئات الآلاف كما يزعم أديب؟ من ناحية أخرى ليس كل الرافضين للرئيس السيسي من الإخوان فهناك من تضرر من الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار وحتى هؤلاء فشلت الجماعة في اللعب عليهم أو تجنيدهم في صفوفها.

ثالثا: رفض أديب الإساءة إلى الإخوان بشكل عام أو إلى أحد قياداتها بشكل خاص فهو رغم قوله أكثر من مرة أنه عدوا للإخوان لم يقل كلمة "جماعة إرهابية" ولم يذكر الرئيس المعزول مرسي سوى بتعبير الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي وهو ما يكشف عن تعاطف أديب مع الجماعة ومع المعزول الذي يكن له كثيرا من الاحترام والذي قال في حوار سابق إنه استدعاه واستشاره حتى إنه تهرب من الإجابة عن سؤال لأحمد موسى في هذه النقطة بكثير من الذكاء.

رابعا: عصبية أديب في رده على الكاتب والسيناريست وحيد حامد ولجوئه إلى الصوت العالي والدخول في شوارع جانبية وخلفية بعيدا عن الموضوع الأساسي على عكس طريقته في الحوار وهدوئه المعروف عنه وثقته في نفسه يؤكد ضعف منطق الإعلامي الكبير بل ويكشف ما بداخله من زيف وباطل وأن القضية ليست قضية شباب مصري بمئات الألوف كما يقول بل هي قضية مصالح فأديب معروف عنه تعدد علاقاته الإقليمية والدولية ولا نستبعد أن تكون دوائر علاقات ومصالح أديب الدولية قد تداخلت وتشابكت مع دوائر علاقات ومصالح الإخوان.

خامسا: أديب يقول أنه ضد الحوار أو المصالحة مع الإخوان وأنه ضد المصالحة مع من تلوثت يداه بدماء المصريين أو مع من حرض على قتلهم إذن مع من تتحاور مع من تتصالح؟ القضية بلا مضمون لأنه إما أن تكون واضحا وصريحا وتقولها صريحة مصالحة مع الإخوان أم لا، غير منطقي قناعة أديب بأن هناك إحساسا بالمظلومية عند كثيرين متعاطفين مع الجماعة، الإحساس بالمظلومية موجود فقط عند من يعتنق فكر الجماعة ومن يسير على دربها أي من هم أعضاء في التنظيم بدليل أنه حتى السلفيون وذراعهم السياسي حزب النور كانوا ضد الجماعة وكذلك من شاركوا في مظاهرات 30 يونيو من الحركات والأحزاب والفصائل السياسية المختلفة طالبوا جميعهم بإنهاء حكم الجماعة والتعجيل بانتخابات رئاسية مبكرة في خطوة تؤكد قناعتهم بفشل الجماعة وباستئثارها بالسلطة، والمؤكد أنه لا يوجد في مصر متعاطفون مع الإخوان سوى الإخوان أنفسهم ومعهم فئة من فصيل الجماعة الإسلامية والإعلامي الكبير عماد الدين أديب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز