عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لويس جريس أبانا الذى فى الصحافة!

لويس جريس أبانا الذى فى الصحافة!

بقلم : رشاد كامل

 ما أصعب الكتابة وأقساها عن الأحباء!!
 ومن هؤلاء الأحباء الكبار فى محبتهم وإنسانيتهم التى لا حدود لها الأستاذ والكاتب الكبير «لويس جريس» أستاذى وأخى الأكبر وصديقى الرائع طوال أربعين سنة لم تنقطع فيها العلاقة داخل وخارج مجلة «صباح الخير».
 وما أكثر الحكايات والذكريات عن «قامة وقيمة»، كان أكثر ما يسعده ويدخل السعادة إلى قلبه أن يرى أبناءه وبناته فى صباح الخير وهم ينجحون ويتألقون ويبدعون، كان نجاحهم نجاحه، وكانت سعادتهم سعادته، وكانت أحزانهم هى أحزانه أيضا!!
 لويس جريس طراز نادر من رؤساء التحرير فهو يسعد بكتابات الآخرين، ويطربه ما يكتبه تلاميذه سواء كان مقالاً أو حوارًا أو تحقيقًا صحفيًا!!
 لويس جريس الذى عرفته عبر أربعين سنة محررًا تحت التدريب ثم سكرتيرًا للتحرير طوال فترة رئاسته لتحرير «صباح الخير»، كان قمة التواضع وإنكار الذات، وما أكثر المرات التى كنا نذهب معه- أنا وزميلى الراحل « فوزى الهواري»  المشرف الفنى للمجلة- إلى بيت الأستاذ «صلاح حافظ» مايسترو الصحافة لكى يطلب منه أن يكون المسئول عن إصدار العدد الخاص من المجلة ويترك له المسئولية كاملة، حدث هذا فى كل الأعداد الخاصة من صباح الخير عند رحيل الأساتذة حسن فؤاد وجمال كامل وعبدالرحمن الشرقاوى وفؤاد حداد.
 وأمام دهشتى من هذا التصرف كان يقول بتواضعه الجم: إذا لم  أستفد من خبرة ورشاقة فكر وأستاذية صلاح حافظ.. أستاذ الصحافة الأول !!
وبعد صدور العدد كان يشيد أمام الجميع بأستاذيه وعبقرية «صلاح حافظ»!!
 هل رأيتم تواضعًا مثل هذا التواضع لا أظن!!
 وفى إحدى هذه المرات وبعد أن انتهى «صلاح حافظ» من إعداد العدد التفت إلى لويس جريس ممازحًا إياه بكل جدية:
 إيه رأيك يا لويس نعمل عددين خاصين من «صباح الخير» عنك وعنى ونسلمهما لرشاد وفوزى وبعد رحيلنا فى أى وقت ينشران هذه الأعداد الخاصة!!
 ولا أنسى أبدا درس العمر الذى علمنى إياه الأستاذ لويس عندما أصبحت رئيسًا للتحرير فى يونيو سنة 2003.
 وسألته النصيحة عن صدق، فقال لى : ولا حاجة اعمل مجلة حلوة يرضى عنها القارئ ولا ترهق نفسك بالحسابات والتوازنات، فالدولة مشغولة بما هو أهم. ثم أضاف: لقد شبعت كتابة وأصدرت ثلاثين كتابًا فدع زملاءك ينطلقون ويبدعون وينجحون وينشرون فلا تكن رقيبًا عليهم بل كن حافزًا ومشجعًا لكل فكرة جيدة!!
 وطوال مدة رئاستى للتحرير كان يكتب أسبوعيًا بابه «سقط سهوًا» وحاولت معه أن يكتب مذكراته الصحفية وما شاهده عن قرب وشارك فيه، وتحمس ووافق واقترح أن يكون عنوان المذكرات هو «89 أ شارع قصر العينى».
 وللأسف الشديد لم يكتب إلا بضعة سطور، لكنه - وكانت هذه متعته الكبرى - أن يحكى هذه الحكايات والذكريات.
 ولو كان هناك رئيس تحرير آخر غير لويس جريس لما كتبت ونشر لى باحترام وتقدير حواراتى الطويلة مع نجوم الصحافة المصرية، ومنهم الأستاذ «أحمد بهاء الدين وموسى صبرى وحلمى سلام ويوسف إدريس وفتحى غانم وصلاح حافظ وغيرهم»، هو وحده الذى فعل ذلك معى ومع كل أبناء جيلى وساندنا ووقف إلى جوارنا بدعم لا حدود له.
 كان كثير الأحلام الصحفية ومنها كتابة قصته مع سناء جميل، لكنه فى غمرة الأيام والأحداث نسى تحقيق أحلامه وأسعده أن تتحقق أحلام وطموحات تلاميذه.
سافر الأستاذ «لويس» وتبقى إنسانيته الدافئة ومحبته التى اتسعت للجميع حتى لمن اختلفوا معه.
 يا أبانا الذى فى الصحافة أستاذى «لويس جريس» إلى اللقاء.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز