عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قال مصالحة قال؟!

قال مصالحة قال؟!

بقلم : وليد طوغان

بعد يناير انكشف الغطاء عن مصر. انكشف الغطاء عن جماعة الإخوان وعن  تيار  الإسلام السياسى كله. أظهرت سنوات ما بعد يناير أن كل ما نادى به محسوبون على تيار الحريات والحقوق باعتبار الإخوان فصيلًا وطنيًا سياسيًا كان كلام ابن عم حديث. كان كلام فاضى وشعارات.. ليست فى محلها. 



النتيجة بعد سنوات من هوجة يناير أظهرت أن الإخوان كتنظيم انتهى فى مصر، وأدته الظروف وأسقطته الشواهد والاختبارات. الظرف أول من نوعه، اختلفت ظروف المرحلة عن كل معارك الإخوان السابقة مع الدولة من أول عهد عبدالناصر حتى عصر مبارك. 

سقط الإخوان مرحلة ما بعد يناير، بعدما ظهرت دوافعهم وأفكارهم ونظرتهم للحكم وطبيعة الدولة التى يريدون. أراد الإخوان أن يصنعوا من الجماعة دولة، مع أن الدول الحديثة لا تؤسسها جماعات، ولا تحكمها العشائر.. لن تصل مصر إلى حالة سيولة ما قبل يناير وما بعدها. لا الدولة ممكن أن تسمح، ولا الشارع المصرى ممكن أن يسير مغمض العينين مرة أخرى. لا الإخوان ممكن أن تعيد خداع الشارع مرة أخرى، ولا شعارات ساسة ما بعد يناير ممكن أن تتصدر مرة ثانية. 

ممكن تقول ان الإخوان كتنظيم انتهى إلى غير رجعة مهما قال من يحسبون أنفسهم على «الفكر الحر»، أو من يحشرون نفسهم فى زمرة التيار الليبرالى تدليسًا، بينما لا هم ليبراليون ولا دياولو. ليس من معانى الليبرالية غض الطرف عمن يسعى للقتل، أو التسامح مع من يخطط لنسف الأبرياء بقنابل صناعة محلية على محطات الأتوبيس وفى الميادين الكبرى. 

ليس من أصول الليبرالية التعامل مع جماعات مسلحة، تقتل رجال النظام، وتمارس حروب العصابات مع قوات تابعة  للدولة على حدود الدولة.. استبقاء  قادة الإخوان فى السجون، ليس ضد حقوق الإنسان، ولا ضد الحريات السياسية. وحقوق الإنسان ليس معناها التسامح مع مجرمين، ولا الحريات السياسية تعنى إفساح المجال لمسلحين يمارسون القتل الممنهج واختصار الدين فى ذواتهم.

المنتمون للإخوان سيظلون مطاردين من المجتمع والدولة لأنهم منتمون لتنظيم إرهابى ويحاولون إحياء تنظيم إرهابى. الإرهاب ضد حقوق الإنسان، والتنظيمات المسلحة ضد التعددية  وضد كل مفاهيم السياسة والمواطنة حتى ولو ظهر من يقول كلامًا مختلفًا. 

الكلام عن حقوق الإنسان أصبح لبانة فى أفواه بعضهم، إما رغبة فى ضوء أو إيحاءً بتفرد التفكير. أحيانًا ما يكون تفرد الأفكار جنونًا.. وكثيرًا ما يكون المتفرد بعيدًا عن الواقع أو محلقًا فى الأفق.. والأفق فراغ.. مصطلح المصالحة مع الإخوان ليس مناسبًا ولا لائقًا. المصالحة فى اللغة فعل بين متحابين اختلفا. يستخدم لفظ المصالحة بين أصدقاء بعد جفاء. والذين يستخدمون لفظ المصالحة مع الإخوان إما إنهم يلوون الحقائق، أو إنهم يحاولون تغيير الدلالات فى التفكير الجمعى بمرور الزمن.. وبصنعة لطافة.. فى التوجهات مع الأعداء تستخدم علوم السياسة مصطلح المعاهدات. لا يجوز استخدام مصطلح المصالحة مع عدو. الإخوان عدو محقق للدولة المصرية، مثلها مثل أغلب الجماعات المسلحة الخارجة فى دول أخرى ولو أن الإخوان تظل الأخطر. 

مصطلح المعاهدة أنسب، ويبقى السؤال: هل تجوز المعاهدة على السلم مع الإخوان؟ السؤال الأهم: كم مرة دخلت التيارات الإسلامية فى معاهدات مع الدولة، ثم تبين  لما واتت الظروف أن أظهرت تلك التيارات توجهاتها الحقيقية تجاه الدولة وتجاه الشارع؟ وفى الحديث عن المعاهدة.. لماذا لم نضع فى الحسان حقوق شهداء.. وحقوق أسر رجال دفعوا أرواحهم.. فى سيبل وطن؟ 

فى عهد الملكية، اقتربت الإخوان من القصر، ثم حرقوا القاهرة عام 1952 لما حان الظرف، وعمت الفوضى، وتبين أن رأس الدولة فى الطريق إلى غير رجعة. عام 1952 حققت الجماعة نفس سيناريوهات 2011. وفى قضية العربية  الجيب وجدت السلطات المصرية خرائط وخططًا لنسف محطات الكهرباء، ومحطات المياه، وحرق المؤسسات الحكومية، وتفجير الإذاعات المحلية. 

فى عهد عبدالناصر أبدت الجماعة بعضًا من لين، ثم حاولت قتل  عبدالناصر فى المنشية. ولما قرب الرئيس السادات الإسلاميين، مات شهيدًا برصاص الإسلاميين. فى عهد مبارك، دافع الحقوقيون وتجار شعارات الحرية عن الجماعة فأبدت الجماعة تعاطفًا مع التيار المدنى، واستخدمته، ثم نكلت به بعد 2011..  لا عهد للإخوان، ولا ميثاق. ولا معنى لمتعاطف مع الجماعة أو منتمٍ. الإخوان إخوان. ليس برا الكلام عن لين مع مجرمين بينما لكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب. 

لاحظ أن الخطاب فى الآية الكريمة لأولى الألباب. يعنى الذين يتفكرون، لا نجوم الفضائيات.. ولا مرتادى برامج التوك شو. 

قال مصالحة قال ؟!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز