عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كل هذا سيمر

كل هذا سيمر

بقلم : محسن عبدالستار

بعض الناس يستسلم للفشل، فيظن أن الحياة كلها ستقف عند هذا الشيء، الذي لم يحالفه الحظ في تحقيقه.. فالشعور بالفشل يرتبط مع الأفعال والتصرفات اليومية، وهناك من يتأثر نفسيًا، إذا لم ينجح في القيام بنشاط أو عمل معين، حيث يتحول عنده الشعور بالفشل إلى إحساس باليأس والإحباط، ما يجعله يتراجع عن القيام بنفس الأعمال المشابهة.. التي فشل في إتمامها.



الفشل الحقيقي أن تستسلم، وتتوقف عن المحاولة، ومادامت هناك فرصة لمحاولة أخرى يجب علينا استغلالها، فإذا حاولت مرة ثانية ولم تحقق ما تصبو إليه نفسك، فلا تحزن فتوجد محاولة ثالثة ورابعة.. فمتى أفشل؟ عندما أقف عن المحاولة.

والسؤال هنا، كيف نتجاوز الفشل ونتخطى المراحل الصعبة في حياتنا؟

لمعرفة الإجابة، علينا أن نعلم أن ما يعوق الأفراد عن تحقيق أهدافهم هو الخوف من الفشل وعدم المحاولة من جديد، لذا لا بد، بعد أي فشل أو عائق، أن نبدأ مرة أخرى، ونتحلى بالعزيمة والإرادة، لأننا نستطيع أن نقاوم مئات المرات حتى نصل إلى الهدف الذي نريده في حياتنا.

ولعل من أهم أسباب الفشل، أن الصغائر تصبح كبيرة وعظيمة في عين الفاشل على قاعدة "وتعظم في عين الصغير الصغائر".

على قدر أهل العزم تأتي العزائم    وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها    وتصغر في عين العظيم العظائم

فالإنسان يتعلم من الفشل أضعاف ما يتعلم من النجاح.. والذي مر بتجارب قاسية هو الذي تعلم.. ونجاح أي أمة، يكمن في تكاتف الناجحين من أبنائها، وهذا ما جعل الاكتشافات والإنجازات العظيمة تتم نتيجة تعاون الكثيرين لتحقيق أهدافهم.

وقد أُمر الإنسان بالجد والاجتهاد وعدم الاستسلام للفشل واليأس، وقيل: إن الإنسان الناجح هو الذي يحوّل الفشل إلى نجاح والهزيمة إلى نصر، من خلال الإرادة والجهد والعزيمة، لتحقيق ما يريد الوصول إليه.

في القديم جمع ملك كل حكماء مملكته، وطلب منهم طلبًا واحدًا، وهو عبارة تكتب فوق عرشه ينظر إليها في كل حين، ليستفيد منها، وتلهمه الصواب وقت الشدة،

وتعينه على تخطى الأزمات وتجاوزها، واحتار الحكماء وفشلوا في هذا الأمر، فهل توجد حكمة واحدة لكل الأوقات والأحوال؟!

 وجاءوا بعبارات كثيرة، لم تلق اهتمامًا من الملك، وبعد محاولات كثيرة، جاء أحدهم بحكمة رائعة أعجبت الملك كثيرًا، وهي.."كل هذا سيمر".

وفكر فيها الملك، فوجدها مناسبة لما طلبه من حكماء مملكته، لأن هذه الدنيا لا تبقى على حال، أيام السعادة لا محالة آتية، لكنها ستمر.. وسترى من الحزن ما يؤلم قلبك، ويدمي فؤادك.. لكن الحزن أيضا سيمر.. فالأوقات الحزينة ستمر والسعيدة ستمر أيضا.

ومن المتعارف عليه أن بعض الناس ينتشي سعيدًا، فلا يضع في حسبانه أن الأيام دول؛ فيكون البطر والتطرف في السعادة هو سلوكه وطبعه؛ ظانًا أنه قد ملك الدنيا وما فيها.

وحكمة الله أن كل أحوالنا، حسنها وسيئها، سرورها وحزنها، حتمًا ستمر.. وهنا تبسم الملك، وأمر أن تنسخ هذه الحكمة في المدينة كلها - لا فوق عرشه فقط - لكي يتذكر الناس أن دوام الحال من المحال.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز