عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ريمونتادا مصرية

ريمونتادا مصرية

بقلم : أسامة سلامة

فى الأسبوع الماضى كان عشاق كرة القدم على موعد مع الريمونتادا،  حيث حدثت مرتين فى يومين متتالين، وهو ما سيتذكره جمهور الكرة طويلًا.
لم يكن أحد من متابعى الساحرة المستديرة فى العالم يتخيل ما حدث فى مباريات دور الثمانية فى بطولة دورى الأبطال الأوروبية، كان فريقا برشلونة وريال مدريد الإسبانيان هما بطلا الدراما الرياضية التى ستظل عالقة فى الذاكرة الكروية لفترات طويلة، برشلونة هو واحد من أكبر الأندية فى العالم وهو أبرز المرشحين  للفوز بالبطولة، وفاز فى مباراته الأولى على أرضه على فريق روما الإيطالى بأربعة أهداف لهدف واحد، وظنت كل جماهير الكرة أن الأمر انتهى وصعود فريق برشلونة إلى دور الأربعة فى البطولة محسوم، وأن مباراة العودة والتى ستقام على أرض روما هى تحصيل حاصل، خاصة أن الفريق الإسبانى يمر بأفضل حالاته الفنية ويلعب له أفضل لاعب  فى العالم وهو الأرجنتينى ليونيل ميسى، ولكن روما الذى لم يتوقع مشجعوه أن يفوز فعلها وأحرز ثلاثة أهداف أهلته للصعود بدلا من برشلونة، أما فريق ريال مدريد وهو صاحب اللقب فى العامين السابقين ويلعب له رونالدو البرتغالى المنافس الدائم على لقب أفضل لاعب فى العالم، فقد صعد للدور قبل النهائى بشق الأنفس وبمساعدة من الحظ.
و كان  قاب قوسين أو أدنى من الخروج مثل برشلونة، وكان قد فاز على فريق يوفنتوس الإيطالى على أرض الأخير بثلاثة أهداف نظيفة، وظن الجميع أن مباراة العودة فى مدريد مجرد نزهة يستعرض فيها فريق الريال عضلاته، ولكن الفريق الإيطالى قلب الطاولة واستطاع إحراز ثلاثة أهداف عادل بها نتيجة المباراة الأولى، وقبل النهاية وفى الوقت بدل الضائع احتسب حكم المباراة ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح المدريديين تمكنوا بسببها من الصعود وخرج الإيطاليون من البطولة مرفوعى الرأس، ما حدث فى المباراتين يسمونه فى عالم كرة القدم الريمونتادا، وهى كلمة إسبانية تعنى التعافى والعودة، وقد ظهرت أولًا خلال الحروب وفى وصف المعارك التى ينتصر فيها جيش على آخر بعد انكسار وهزيمة كبرى، ثم استخدمتها جماهير كرة القدم ونقادها فى وصف المباريات التى  ينتصر فيها فريق بعد أن يكون مرماه قد منى بعدد غير قليل من الأهداف،  وبعد أن تكون أغلبية المشاهدين قد تأكدوا من هزيمة الفريق، ولكنه يعود ويتعافى لأنه مرض لفترة ولم يمت، الريمونتادا تعتمد على الجدية والإصرار والمثابرة وعدم اليأس، والروح المعنوية المرتفعة التى لا تسمح بالانكسار يتسلل إلى النفوس، والحقيقة نحن فى حاجة لاستعارة الريمونتادا من عالم الكرة وأن تصبح أسلوب حياتنا وفى كل مجالاتنا، نحتاج إلى روحها وقواعدها وشروطها  ونحن نواجه الإرهاب، وكذلك فى معركتنا ضد الفساد حتى نستعيد القيم الأخلاقية، نتمناها فى التعليم الذى انهار وتراجع كثيرًا حتى أصبحت جامعتنا خارج التصنيف العالمى بعد أن كنا فى مقدمته، وفى الصحة التى كنا نفتخر بأن لدينا أفضل أطباء ومستشفيات فأصبحت مستشفياتنا الحكومية الداخل فيها مفقود والخارج مولود، أما مستشفياتنا الخاصة فأسعارها تقتل المريض قبل أن يقضى عليه المرض، نحتاج ريمونتادا لاستعادة قوتنا الناعمة التى تراجعت كثيرا ولم يعد لها نفس التأثير الكبير، نتمنى وجودها فى الحياة السياسية حتى تعود لها الحيوية وأن تسترد  الأحزاب عافيتها، نريدها فى الثقافة والفنون والإعلام الذين كنا يوما رواده، تلزمنا فى الصناعة والزراعة حيث كنا نصدر منتجاتنا إلى العالم فأصبحنا نستوردها من الخارج،  نحن نحتاج ريمونتادا مصرية فى كل المجالات.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز