عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العرب وحدهم يدفعون الثمن

العرب وحدهم يدفعون الثمن

بقلم : محمود حبسة

نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده وبدأ مع فجر أمس- السبت- ضرب سوريا بصواريخه التي قال عنها إنها دقيقة وذكية وجديدة، في تكرار لنفس السيناريو الأمريكي لضرب العراق منذ ما يقرب من 15 عاما قبل احتلاله عام 2003 بزعم امتلاك نظام صدام حسين للأسلحة النووية وهو ما فشل الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن ووزير خارجيته كولن باول في تقديم مستند واحد عليه يؤكد صحته، وكما فشل بوش ووزير خارجيته في إثبات صحة مزاعمهما حول امتلاك العراق لأسلحة نووية أو إثبات تعاونه مع جماعة القاعدة فشل ترامب وإدارته في إثبات صحة مزاعم أمريكا امتلاك الحكومة السورية لأسلحة كيماوية وأنها استخدمتها لضرب معارضين لنظام بشار الأسد، في الحالتين قامت أمريكا بالاعتداء على دولة ذات سيادة وفي خرق سافر لكل القوانين والمنظمات الدولية وفي المقدمة منها الأمم المتحدة بل ونسفها وكما وقف مجلس الأمن عاجزا عن فعل شيء وقفت أيضا الجامعة العربية عاجزة عن فعل شيء عاجزة عن منع العدوان والدفاع عن دولة عضو بها، لم يقدم ترامب دليلا واحدا يؤكد حماقة الرئيس السوري في استخدام السلاح الكيماوي لضرب معارضيه في الدوما أو غيرها كما ادعت أمريكا بل لم يثبت حتى الآن وجود آثار لاستخدام السلاح الكيماوي؟ لم يستند لتحقيق موثق أجرته لجنة مستقلة من الأمم المتحدة، الحماقة الوحيدة في رأيي التي ارتكبها النظام السوري هي إسقاطه طائرة مقاتلة إسرائيلية كانت تقوم بقصف مواقع سورية فكيف يجرؤ الرئيس الأسد على فعل ذلك؟ لماذا لم يترك سماء بلاده مفتوحة أمام الطيران الإسرائيلي ليجول ويصول فيها كيفما شاء؟ هل تصور الأسد أنه من حقه أن يدافع عن بلاده وأن يستخدم قدراته من دفاع جوي وخلافه في الذود عنها وعن مقدراتها؟! صمود الأسد واستمراره في الدفاع عن بلاده ضد أطماع أمريكا وإسرائيل لتبقى سوريا صامدة ومتماسكة أثار غضب وأحقاد الكارهين له ولبلاده، أصبح السؤال أو الأسئلة التي تدور في مخيلتهم هل تخيل الأسد أنه بإمكانه أن يوقف سيناريو ومخطط التقسيم الذي بدأ تنفيذه منذ عدة سنوات؟ ألم يستوعب الأسد الدرس مما حصل مع العراق؟ ألم يفهم حقيقة المناوشات الأمريكية- الإيرانية والمناوشات الإسرائيلية- الإيرانية وأن هدفها هو التمويه على الهدف الحقيقي وهو ضرب الدول العربية المناوئة لإسرائيل وتقسيمها؟



لم ولن تعدم الولايات المتحدة الأمريكية الوسائل، أو بمعنى أدق الذرائع للوصول لهدفها الحقيقي وهو زعزعة أمن واستقرار الدول العربية القوية المستقرة في المنطقة من الأسلحة النووية في العراق إلى الأسلحة الكيماوية في سوريا مرورا بورقة الأقليات وحقوق الإنسان في مصر، السيناريو واحد في جميع الحالات وهو الترويج للأكاذيب واستخدام الإعلام الدولي والمنظمات العميلة في تسويق ما تقوله وتدعيه واشنطن واستغلال عجز الأمم المتحدة.

يبقى السؤال مع انعقاد القمة العربية الـ29 وفى ظل التحديات التي تواجهها الأمة هل أدرك العرب أنه أصبح من المهم أن تتخذ الدول العربية موقفا سياسيا وقانونيا مغايرا، وأنه من المهم أن يكون لجامعة الدول العربية دور حقيقي في الدفاع عن أمن واستقرار ووحدة الدول العربية وسلامة أراضيها وحماية أرواح شعوبها الذين يسقطون بالمئات يوميا في سوريا والعراق واليمن وليبيا، هل أدرك القادة العرب أنه من الضروري أن يكون لجامعة الدول العربية خبراء وفنيون يستطيعون القيام بدور حقيقي ودقيق في التحري وبحث مدى كذب أو صحة استخدام السلاح الكيماوي في الاعتداء على المدنيين في أي دول عربية من قبل أي نظام عربي وفضحه ومواجهته، وأنه من المهم أن يكون لجامعة الدول العربية دور قوي وفاعل على المسرحين الإقليمي والدولي وبالتنسيق الفاعل مع الأمم المتحدة، هل أدرك القادة العرب أن العرب وحدهم هم من يدفعون الثمن فها هي روسيا لم تحرك ساكنا مع سقوط العشرات من الصواريخ الأمريكية على دمشق وضواحيها بعد كثير من "الطنطنة" التي سبقت التحرك الأمريكي والذي استهدف في الأساس الوجود الروسي السياسي على الأقل في سوريا بدليل أن ترامب في تغريدته التي أعلن فيها عن نيته ضرب سوريا وجه حديثه لروسيا قائلا "استعدي يا روسيا لصواريخنا" لكن روسيا لم ولن تفعل شيئا رغم أنها تستطيع وقف العدوان الأمريكي- لو أرادت- بإمكانها استخدام قواعدها وأساطيلها في البحر المتوسط في ضرب القواعد والسفن الأمريكية التي تنطلق منها الهجمات، اختارت روسيا السلامة مع أمريكا لم ترغب في الدخول في مواجهة مباشرة حتى ولو على نطاق ضيق وفوق أرض سوريا فقط وبقي كل همها أن تبقى الضربات الأمريكية لسوريا بعيدة عن قواعدها بها، بيد أن تلميح الرئيس الأمريكي بمساعدة أمريكا لروسيا اقتصاديا حقق أثره أو أنها تخشى عواقب المواجهة، وكما وقفت روسيا مكتوفة الأيدي أمام العدوان الأمريكي على سوريا فعلت إيران الشيء نفسه وقفت هي الأخرى مكتوفة الأيدي لم ترغب في مزيد من العداء الظاهري مع القطب الأمريكي، الحليفان روسيا وإيران تخليا عن سوريا ورئيسها الأسد، وهل أدرك القادة العرب مغزى تغاضي أمريكا وحلفائها عن العربدة التركية في العراق وسوريا إضافة إلى حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين ودون أن يحرك أحد منهم ساكنا؟

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز