عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الجلباب واللحية.. والسيف والقنبلة!

الجلباب واللحية.. والسيف والقنبلة!

بقلم : د. شريف درويش اللبان

نوقشت مؤخرًا تحت إشرافنا العلمي بكلية الإعلام جامعة القاهرة رسالة دكتوراه للباحثة إكرام محمود سيد عبد الرازق المدرس المساعد بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بعنوان "صورة الإسلام السياسي في مصر في الصحافة الغربية قبل ثورة 30 يونيو وبعدها: دراسة تطبيقية على الصحافتين الأمريكية والبريطانية".



وقد قامت الدراسة بطرح عدد من التساؤلات منها: في أي إطار تقدم الصحف الأمريكية والصحف البريطانية صورة الإسلام السياسي قبل ثورة الثلاثين من يونيو وبعدها؟ وما مدى استيعابها لمجريات الأحداث بعد ما سُمي عام حُكم الجماعة حتى بعد عام من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر؟ وكيف تحدد هذه العلاقة بين استخدام وسائل الإعلام لهذه الدول كنافذة لنقل الصورة والعوامل المؤثرة فيها؟ وسعت هذه الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس وهو التعرف على الصورة المقدمة للإسلام السياسي في مصر في الفترة من الثلاثين من يونيو 2012 حتى الثلاثين من يونيو 2015 في كلٍ من الصحف البريطانية والأمريكية طبقًا لمدارس تحليل الخطاب اللغوي والسيميولوجي والثقافي.

وشملت عينة الدراسة عددًا من الصحف الأمريكية (واشنطن بوست– نيويورك بوست– تايم)، وعددًا من الصحف البريطانية (ديلي تليجراف– جارديان– إيكونوميست).

وركزت نتائج الدراسة على الإطار العام لصورة الإسلام السياسي في مصر التي جاءت في إطار من الصراع، والمقصود هنا بالصراع أي أن القضايا التي ثارت حولها صورة الإسلام السياسي في مصر جاءت في إطار من الديمقراطية تارةً والاحتجاجات والعنف المتبادل بين مؤيدين ومعارضين لوجود الإسلام السياسي خصوصًا الإخوان تارةً أخرى، وبين رؤى دولية أمريكية وبريطانية داعمة لجماعة الإخوان ودعم شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي ضمن أبعاد دولية عملت على تحسين استراتيجياتها تجاه مصر بوضع صورة جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية بعد أن دعمتها في بادئ الأمر، وبعد أن رأت أن من مصالحها الأمنية دعم مصر في مكافحاتها للإرهاب بعد أن رأت كل من الإدارتين الأمريكية والبريطانية أن هجمات الإرهاب الراديكالي التي يشهدها الشارع الأوروبي خلال الثلاث سنوات الماضية يجب أن يتم التعامل معها بالقوة، وهذا ما عكسته السياسة التحريرية للصحف عينة الدراسة والتي تأثرت في تناولها لصورة الإسلام السياسي في مصر بصانع القرار السياسي.

أكدت نتائج الدراسة أن القضايا المطروحة بصحف عينة الدراسة عن الإسلام السياسي في مصر جاءت بما يتلاءم مع توافق سياسي وثقافة اجتماعية ورؤى سياسية وسياسة تحريرية من خلال رصدها لأجندة الموضوعات المطروحة بصحافتها واتجاهاتها إزاء الواقع الفعلي للإسلام السياسي في مصر؛ وبذلك يمكن القول إن للصحافة الغربية الأمريكية والبريطانية عينة الدراسة دورا كبيرا في نقل صورة الإسلام السياسي على نحو ما كشفت عنه المعايير الدولية والتحريرية.

أشارت نتائج الدراسة إلى أن بعض الرسوم الكاريكاتورية جمعت في أفكارها صورًا رمزية؛ حيث شمل الرسم الكاريكاتوري الواحد دلالات رمزية حول العنف، والإرهاب، والسيف والجلباب، واللحية، والإخوان، والانتخابات، وعلاقة الإخوان بالمؤسسة العسكرية، وثورات الربيع العربي.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الصحافة الغربية الأمريكية والبريطانية عينة الدراسة عرضت صورة الإسلام السياسي في مصر متأثرة بالمعايير المهنية والدولية قبل الثلاثين من يونيو بنسبة 42% بالصحافة البريطانية مقابل 34% بالصحافة الأمريكية، أما بعد الثلاثين من يونيو فقد عرضت الصحافة الأمريكية صورة الإسلام السياسي في مصر بنسبة 66%، مقابل 58% بالصحافة البريطانية.

كما جاء مضمون الأفكار التي تقدم بها صورة الإسلام السياسي في مصرفي إطار المعايير السياسة الدولية والتحريرية التي أثرت على طبيعة تناول القضايا حول صورة الإسلام السياسي في مصر قبل وبعد ثورة الثلاثين من يونيو بالصحافة الأمريكية عينة الدراسة وللقضايا الأخرى بنسبة 65.6% والتي شملت (الإرهاب– الإسلام الراديكالي– إعادة هيكلة العلاقات مع مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو– إسقاط مرسي) مقابل نسبة 35% ممثلة للقضايا الأخرى في الصحافة البريطانية ممثلة في (قمع جماعة الإخوان– رؤية الغرب للرئيس الأسبق محمد مرسي وعلاقته بالخارج– فرض أيديولوجية الإخوان– المصالح السياسية الأمريكية والتعامل مع الإخوان قبل وبعد الثلاثين من يونيو– أخطاء مرسي– محاربة الإسلام الراديكالي– معاناه الإخوان بعد الانقلاب).

وكشفت الدراسة عن تعاطف الصحافة البريطانية مع جماعة الإخوان لأنها قدمتها كجماعة إرهابية بنسبة 21% بالصحافة البريطانية، مقابل 9.5% للصحافة الأمريكية، وقدمت صورة الإسلام السياسي في مصر في إطار ارتباطه بدور الجيش في الحياة السياسية بنسبة 14% بالصحافة البريطانية، مقابل 12.5% بالصحافة الأمريكية. ويرجع هذا إلى الصورة السلبية التي اعتمدت عليها الصحافة البريطانية في تقديمها لصورة الإسلام السياسي في مصر، كما أنها ركزت على ردود الفعل الدولية المتعاطفة مع جماعة الإخوان.

تؤكد نتائج الدراسة أن بعض رسوم الدراسة الكاريكاتورية جمعت في أفكارها صورًا رمزية كدلالة على أن الإسلام يُرمز إليه في إطار من العنف والإرهاب، وهو رمزٌ للسيف والقنبلة والجلباب واللحية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز