عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سوريا.. المؤامرة مستمرة!
بقلم
محمد نجم

سوريا.. المؤامرة مستمرة!

بقلم : محمد نجم

ما أشبه الليلة بالبارحة.. فمنذ عدة سنوات وفي ذات قاعة مجلس الأمن بالأمم المتحدة، عرض كولن بأول، وزير خارجية أمريكا الأسبق، مجموعة من الصور، مدعيًا أنها الدليل القاطع الذي لا يقبل الشك على امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، طالبًا موافقة مجلس الأمن على قيام «التحالف الدولي» بضرب عراق صدام!



والغريب- وقتها- أنه لم ينتظر تلك الموافقة، وسارع بضرب بغداد بالصواريخ والطائرات قبل النجاح في احتلالها وتفكيك جيشها وتشريد أهلها.

ثم اتضح فيما بعد أن «الصور» كانت غير حقيقية «مفبركة»، والعراق لا يمتلك تلك الأسلحة، وأن الهدف الحقيقي هو القضاء على صدام وإخراج بغداد نهائيًا من النزاع العربي مع إسرائيل، والاستيلاء على بترول العراق بحجة سداد فواتير الحرب!

والآن.. وبعد أن نجحت روسيا في العودة إلى المنطقة، وبالتعاون مع إيران في إفشال المؤامرة الغربية ضد سوريا العزيزة، وبعد أن نجح الجيش العربي السوري بدعم من الأصدقاء الجدد في هزيمة المرتزقة الممولين والمدعومين من الغرب، أمثال قوات سوريا الديمقراطية، وجيش الإسلام، وجيش الرحمن، وجبهة النصرة.. الآن وبعد أن حبكت مؤامرة جديدة.. لا يرغب الغرب (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) في ترك سوريا في حالها، وبلغ الأمر بتهديدها بالضرب بصواريخ ذكية!

والحجة هذه المرة.. هو ضرب القوات السورية لمدينة دومة (معقل الإرهابيين) بالغازات السامة.

هذا في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الأمن الموضوع ولم ينته فيه إلى قرار، مع أن سوريا دعت منظمة الحد من انتشار الأسلحة النووية لزيارة المدينة المعنية وتعهدت بتسهيل مأمورية الوفد الذي سترسله المنظمة، لبيان حقيقة ما يدعى به، وعرض تقرير مفصل بنتائج الزيارة على مجلس الأمن أو أي جهة أخرى.

وقد تابعنا جميعا على الهواء مباشرة الجلسات التي عقدها مجلس الأمن لمناقشة الموضوع، وكيف كان التلاسن والتلقيح بين المندوبين، خاصة مندوبي أمريكا وبريطانيا وفرنسا مع المندوب الروسي، لقد نقل هؤلاء المندوبين الثلاثة خلافاتهم مع روسيا بسبب موضوعات أخرى إلى مجلس الأمن والحجة هذه المرة أنها تحمي نظامًا يضرب شعبه بالغازات السامة!

والكل يعلم ويتابع أن بينهم وبين روسيا ما يسمى حرب «طرد الدبلوماسيين»، والصعود الروسي المتنامي على الساحة الدولية، فضلا على التوسع الإقليمي والدولي في النفوذ والتواجد الفعّال، لقد حاولوا استخدام «سوريا» كشماعة لتسجيل نقاط إضافية في حربهم الباردة مع روسيا.. وإيران أيضا.

لكن من الذي سيدفع الثمن؟ ومن يتحمل فاتورة هذا الخلاف السياسي ومحاولات الإزاحة الاستراتيجية؟ إنه الشعب السوري الأعزل.. المنكوب.. والمشرد أبناؤه في جميع دول العالم.. والذي دمرت بلاده.. وخربت بنيته التحتية.

وما يزيد الطين بلة.. أن هذا «التلكيك».. ليس جديدًا، فقد سبق وادعوا أيضا أن القوات السورية ضربت مدينة شيخون بالغاز السام، واتضح من خلال التحقيق كذبهم وتضليلهم الرأي العام الدولي.

والآن.. يعاودون الكرة.. في تبجح وسخف ممقوت.

لقد نجح الدبلوماسي المخضرم بشار الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة في تفنيد ما أدعوه، وذكرهم بجناياتهم في كل من العراق وليبيا وغيرهما، وقرأ عليهم الدعوة الرسمية من وزارة الخارجية السورية للأجهزة والمنظمات المعنية والتابعة للأمم المتحدة لزيارة سوريا والتحقيق في الموضوع على أرض الواقع، وعدم الاعتماد على الصور المفبركة والأخبار الكاذبة التي سربتها جماعة «الخوذات البيضاء» والتابعة للمخابرات البريطانية عن المدينة المنكوبة وأهلها.

لكن الرجل رغم قوة حجته وسلامة منطقه بدا وكأنه يخاطب أناسًا صُما لا يسمعون!

ولست أفهم ما هي الصفة أو الحق الذي تمنحه لنفسها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لضرب الشعب السوري الشقيق والأعزل!

ألم يكتفوا بما فعلوا في الشعب الليبي؟ ومن قبله الشعب العراقي؟

ولماذا لا يصفي هؤلاء الجبابرة خلافاتهم ويمارسون حروبهم الباردة مع روسيا وإيران في أماكن أخرى؟ هل كتب علينا نحن العرب أن تكون أرضنا «ساحة حرب» لآخرين؟ بما يعنيه ذلك من قتل وتدمير وتشريد؟!

وهل المطلوب من كل نظام سياسي منتخب من شعبه أن يسلم الحكم لمجموعة من الإرهابيين المدعومين من الغرب.. وإلا اعتبر ديكتاتورًا مغتصبًا للسلطة!

ألا يعلم هؤلاء أن الرئيس المنتخب يقسم على احترام الدستور والقانون والحفاظ على الوطن وسلامة أراضيه؟ وإن لم يفعل ذلك.. سيكون مرتكبا لجريمة الخيانة العظمى.. ضد الوطن والشعب!

فهل كان على الرئيس بشار الأسد- المنتخب من شعبه- أن يسلم الحُكم للمرتزقة من المعارضة وأن يترك أرضه ليحتلها جيش الإسلام وجبهة النصرة.. وهم «صناعة» غربية مثلهم مثل داعش والقاعدة من قبل؟!

نعم.. المؤامرة مستمرة علينا كعرب.. وقد فشلوا في تنفيذها ضد مصر بسبب تماسك شعبها وقوة جيشها، فيما نجحوا من قبل في العراق ومن بعدها ليبيا، ومازالوا يحاولون في سوريا.

ولكن الشعب السوري وجيشه العربي لن يسمحا لهم بذلك، وكم من باغ دمرت جيوشه على أبواب دمشق الشام، وما يحزنني في ذلك.. هو موقف الجامعة العربية الذي يستعد الموظفون فيها للمشاركة في مؤتمر القمة العربية، وكأن الأمر لا يعنيهم.. أو كأن سوريا.. دولة في أمريكا اللاتينية؟

على الأقل.. أصدروا بيان شجب وإدانة واستنكار.. عيب.. الزمن دوار.. والأيام دول.. ولكن يبدو أن "الحرص أمال أعناق الرجال".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز