اغفر لي جرأتي!

بقلم : كلير نصيف

أعترف لك يا سيدي بأنني لم أعد أفهمك، كما لم أعد أفهم نفسي، وأنني ما زلت أتساءل حتى يومنا هذا عمن أنا، ومن أنت؟ وأحاول جاهدة أجد الإجابة عليهما وعلى كل ما يجول بخاطري من أسئلة منذ سنين طويلة لكنني فشلت ولم أوفق!

ربما لأنني لم أعد أشعر بوجودك حتى وأنت معي وبجانبي.. وربما لأنني كنت دائما أتواجد في آخر قائمة اهتماماتك بعد عملك وأصدقائك وكتبك وقراءاتك وتطلعاتك التي أفهمها أحيانا، وإن كنت لا أتقبلها غالبا، ورغم ذلك لا أعترض عليها ولا أفكر في أن أفعل ذلك، وقد تعودت على ذلك وقبلت به، اللهم لا اعتراض يا سيدي!

وربما لأنك كنت ذات يوم أيضا خارج اهتماماتي، وتعاملت معك على أنك وقف من أوقافي، وملك من أملاكي.. أو مجرد هواية من هواياتي أمارسها في الوقت الذي أريده أنا، وبالكيفية التي تناسبني أنا.. خاصة بعدما أصبح كل ما يربطنا عبارة عن شكليات اجتماعية بالية لم أعد أعترف بها كما لم تعد تعترف بنا إلا من خلال هذا الإطار المزيف لطبيعة علاقتنا التي لا بد وأن ترضي المجتمع حتى إن كانت منزوعة من كل مفاهيم الحب، وغير قائمة على أي نوع من أنواع التفاهم أو التقارب الموضوعي، وفي النهاية لا ترضيك أو ترضيني يا سيدي!