عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الربح العاطفي

الربح العاطفي

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

هل قابلت من قبل شخصًا يعيش على القليل؟ وليس المقصود هنا بالقليل من الطعام، أو العمل أو أي شيء مادي، وإنما المقصود هو القليل من المشاعر، وأيضا ليس المقصود أنه شخص لا يحيا بالمشاعر، أو أنها ليس لها جانب كبير ومُؤثر في حياته، وإنما أنه يرضى بالقليل من أحبائه، ويستشعر بالراحة والرضا النفسي من مجرد الاستماع إلى كلمات تريح قلبه، وتنير نفسه، حتى لو كانت هذه الكلمات مجرد كلمات لا ترقى إلى مستوى الأفعال، فهو يفعل كل شيء، ولا يطالب أحبائه بأي شيء، سوى بأن يُحبونه ويهتمون به بالقدر المناسب، والاهتمام عنده ليس هو الاهتمام المادي، أو القائم على تحقيق المصالح، وإنما التواصل والتلامس البشري بينه وبينهم، مُجرد شعوره أنه يعيش في وجدانهم، يُحبون الاستماع إلى صوته، يُشاركون أفراحه، ويأبى عليهم أن يكون لهم أي دور في أحزانه.



فبماذا تفسرون هذه التصرفات، أو بمعنى أدق هذه الأحاسيس، هل هي ضعف، أم تراها مرضا نفسيا، أما أنها قلة حيلة، أظن أن هذا الشخص غني، ولديه اكتفاء ذاتي، فهو لا يحتاج إلا إلى شيء من عالم ودنيا البشر، فهو لا يبحث عن المصالح، ولا تُغريه المادة، فهو فقط يحب أن يشعر أنه محبوب، وأن الآخرين يفكرون فيه، ويبحثون عنه، فيجد في هذا منتهى اللذة النفسية، ويظن أنه بذلك قد امتلك السماء، ووصل إلى عنانها، لكن ما أبشع أن يجد نفسه قد سقط فجأة إلى هُوة الأرض السحيقة، عندما يجد أن أقل القليل، ليس لدى الآخرين وقت لكي يمنحوه إياه، وتتحول طلباته إلى حِمل ثقيل عليهم، يُحاولون بكل ما أُوتوا من قوة التنصل منه.

فهل تعرفون ما السبب في ذلك؟! سأقول لكم: هذه هي القاعدة "اطلب أكثر ما تريد؛ حتى تصل على ما تريد"، قواعد السوق والبيع والشراء، تقول هذا، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، ولكن هل يُعقل أن يتم تنفيذ قواعد السوق على العاطفة، للأسف، أثبتت أمور الحياة أن العاطفة باتت تستقي قواعدها من قواعد السوق التجارية؛ حتى تضمن الربح العاطفي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز