عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أمة فى خطر!

أمة فى خطر!

بقلم : أسامة سلامة

مَرّ مرور الكرام (رغم خطورته البالغة) ما أعلنته وزارة الصحة منذ أيام  أن 30 % من طلاب المدارس الثانوية يعانون من مشكلات نفسية، باقى أرقام الدراسة- التى أجرتها الوزارة- تكشف أننا فى طريقنا إلى كارثة، وأن سنوات قليلة تفصلنا عن وجود ملايين المرضى النفسيين فى مواقع المسئولية، وأننا قريبًا  سنكون أمام قنابل موقوتة، قابلة للانفجار فى أى وقت فى بيوتنا وشوارعنا ومؤسساتنا، فقد قالت الوزارة إن 21 % من الطلاب أصحاب المشكلات النفسية حاولوا الانتحار، وإذا كان عدد الطلاب المتقدمين لامتحان الثانوى العام- حسب إحصاء وزارة التعليم-  يصل إلى 580 ألفًا، فمعنى ذلك أن عدد الطلاب فى المرحلة الثانوية بسنواتها الثلاث يفوق المليون و 700 ألف، ولو أضفنا إليهم طلاب التعليم الفنى والأزهرى فإن العدد يزيد على 3 ملايين، وإذا طبقنا عليهم نتائج الدراسة، يصبح لدينا ما يقترب من مليون مريض فى سِنّ المراهقة أو على أعتاب المرض النفسى، بينهم ما يقترب من  200 ألف حاولوا الانتحار، وهو رقم كبير للغاية، كنت أتصور أن وزارتىّ التعليم والصحة ستنتفضان لمواجهة الكارثة، وأنهما بمعاونة كل الجهات المعنية ستضعان خُطة لعلاج هؤلاء الشباب ومحاولة إنقاذهم وإنقاذ البلد من مستقبل مظلم، ظننتُ أن البرلمان المهتم بزيادة أجور ومعاشات الوزراء، سينتفض خوفًا وهلعًا على مستقبل البلد الذى يتغنون بحُبه ليل نهار، وأنه سيعقد اللجان من أجل مناقشة دراسة وزارة الصحة، والوصول لأسباب هذه الظاهرة المؤلمة والمقلقة، ووضع الخُطط العاجلة وطويلة الأجل لمواجهتها والقضاء عليها، لقد انزعجتْ أمريكا فى أوائل الثمانينيات عندما وجدتْ مستوى التعليم لديها



أقل من الخارج وأن مستوى خريجى مدارسها منخفض مقارنة بنظرائهم فى الدول المتقدمة الأخرى، فشكلت لجنة وطنية لدراسة المشكلة وانتهت اللجنة التى ضمت 18 من عقول أمريكا المتخصصة إلى تقرير عنوانه «أُمَّة فى خَطر» ووضعته أمام الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان عام 1983، شرحت فيه الأسباب ووضعت روشتة علاج وإصلاح منظومة التعليم الأمريكية، ونحن هنا لا نتكلم عن منظومة التعليم، رُغم أهميتها، ولكننا أمام خطر يهدد الصحة النفسية لشبابنا، خصوصًا أن الدراسة التى أجرتها وزارة الصحة على عيّنة من 13 ألف طالب قالت إنه رُغم اتساع شريحة الطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية فإن 4.8 % منهم فقط يتابعون حالاتهم مع أطباء نفسيين، و3 % مع إخصائيين اجتماعيين، و2.5 % مع استشاريين، و2.1 % يلجأون لاستشارة الصيادلة و6.5 % يذهبون لرجال الدين، ويكتفى 12.3 % بالفضفضة مع زملائهم، أما الباقى وهم ما يقرب من 70 % فيحتفظون بمشكلاتهم داخلهم دون اللجوء إلى أحد، لا أعرف كيف تم اختيار العينات؟، ولا المستوى الاجتماعى للطلاب؟ وهل شملت الدراسة المدارس الحكومية والخاصة أمْ اكتفت  بالأولى فقط؟ وهل ضمت طلاب التعليم الفنى أمْ أنها خاصة بالتعليم العام وحده؟ لقد أجريت الدراسة فى ثلاث محافظات هى القاهرة بجانب المنوفية كنموذج للدلتا وأسيوط ممثلة للصعيد، فهل النتائج واحدة فى المحافظات الثلاث، وهل يمكن تعميمها على باقى المحافظات؟ إننى لا أعرف أيضًا هل توصلت الدراسة إلى الأسباب التى أدت إلى هذه المشكلات، وهل هى أسباب اجتماعية فقط؟ وهل الدراسة ومنظومة التعليم لها دور فى تفاقم الظاهرة؟ وهل لها أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية؟ فى كل الأحوال لا بُدّ من الاهتمام بهذه الدراسة التى يجب أن نشكر مَن قاموا بها، وأعلنوها ولم يعتبروها سِرّا قوميّا، وأظن أنه من الواجب نشرها كاملة وألا يقتصر الأمر على نشر النتائج فقط كما حدث فى المؤتمر الذى أعلنت فيه، وأعتقد أن القضية تحتاج إلى لجنة على غرار اللجنة الأمريكية فى الثمانينيات، وأن تُعد لنا تقريرًا وافيًا عن المشكلة والحل، فنحن حقّا أمّة فى خطر. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز