عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ألا لليل العرب أن ينجلي!

ألا لليل العرب أن ينجلي!

بقلم : محمود حبسة

تزداد المنطقة العربية ضبابية وغيومًا في وقت تتصاعد فيه نذر المواجهة المرتقبة بين إيران وإسرائيل والذي ستدفع ثمنها دولا عربية مثل سوريا ولبنان، وفى وقت تزداد فيه الهوة اتساعا بين الدول العربية وبعضها البعض فمازالت المواقف العربية تتباعد بسبب اختلاف المصالح والرؤى، لم تفلح آلية الانعقاد الدوري للقمة العربية في رأب الصدع العربي، لم تفلح في إيجاد موقف عربي موحد إزاء القضايا العربية أو تقريب المواقف العربية على الأقل، باستثناء القضية الفلسطينية لا يوجد اتفاق أو إجماع عربي ورغم ذلك تبقى القمة العربية عاجزة عن فعل شيئا حقيقيا وعمليا على أرض الواقع لنصرة القضية والدفاع عن الشعب الفلسطيني، حسنا فعلت القمة العربية الأخيرة التي استضافتها المملكة السعودية في إعادة القضية الفلسطينية إلى النور بإعادتها إلى مركز الصدارة من جديد كونها قضية العرب الأولى وأنه لا تفريط فيها وأنه لا تراجع عن القرار العربي والإسلامي برفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس.



ورغم ذلك يبقى التحدي كبيرا فهاهو ترامب يؤكد تمسكه بقراره وأنه يتطلع لنقل سفارة بلاده إلى القدس في شهر مايو المقبل أي أن أياما قليلة فقط تفصلنا عن مواجهة جديدة لا بد ستحدث بين الأمة العربية وأمريكا حول القدس.

يبقى التحدي قائما في ظل استمرار منهج القتل الذي تمارسه إسرائيل للفلسطينيين دون أي حماية من مجلس الأمن الذي يغض الطرف حتى لا يرى الضحايا وأغلبهم أطفال يسقطون يوميا في غزة، يبقى التحدي قائما في ظل دخول إيران على خط المواجهة من خلال الحرس الثوري الإيراني الذي قال إن صواريخ إيران جاهزة لضرب إسرائيل لأن الضحية في حال حدوث مواجهة ستكون القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الأعزل.

يبقى التحدي قادما في ظل إصرار إسرائيلي على مواجهة مسيرة العودة التي ستبلغ ذروتها 15 مايو المقبل احتفالا بذكرى الأرض بكل العنف مهما كان عدد الضحايا من المتظاهرين الفلسطينيين.

يبقى التحدي قائما في ظل عجز المنظمة الدولية الأمم المتحدة عن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني كما طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في ظل خضوع مجلس الأمن للقرار الأمريكي والإرادة الأمريكية ليبقى السؤال ماذا العرب فاعلون؟

الواقع العربي مأساوي وكارثي بالفعل فها هي سوريا أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سيناريو التقسيم الذي أصبح حقيقة يقر بها الواقع المؤلم، البلد العربي الذي كان يوما أحد أضلاع القوة العربية أصبح جزء منه خاضعا لأميركا وجزء في الشمال خاضعا لتركيا وأجزاء من الأرض السورية تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة من داعش إلى جيش الإسلام إلى الجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية وحتى الجزء الذي يخضع لسلطة دمشق ورئيسها الأسد فهو تحت الحماية الحقيقية من روسيا وإيران.

ويبقى التحدي في ظل إصرار بعض الأطراف على إسقاط نظام الأسد بالقوة دون أن يترك هذا الأمر للشعب السوري ودون النظر إلى الأوضاع الكارثية التي بدأت إرهاصاتها على الأرض هناك من ضياع سوريا وتقسيمها وفتح الباب على مصراعيه لمزيد من الإرهاب والفوضى في المنطقة، والمأساة نفسها تزداد كارثية في اليمن وليبيا، كانت الآمال كبيرة على آلية القمة العربية أن تعمق ما بين الدول العربية حكومات وشعوب من أواصر وروابط مختلفة ومتعددة من لغة ودين وتاريخ وثقافة ومصالح مشتركة ومصير مشترك، مع كل قمة عربية تنعقد يتصاعد الأمل في تحقيق تضامن عربي واتخاذ موقف عربي قوى يتخطى حاجز الشجب والإدانة ثم سرعان ما يتضاءل، ويبقى السؤال متى يتفهم العرب خطورة الأوضاع العربية الحالية متى يتفهمون حقيقة ما حدث من تآمر على الأمة العربية وما فعلته أميركا على وجه التحديد من ضرب ليبيا عام 1986 إلى ضرب العراق واحتلاله إلى ضرب السودان إلى ضرب سوريا في 2018 مرورا بسيناريو "الفوضى الخلاقة" وما نتج عنه من ثورات وقلاقل والذي لم تفلت منه سوى مصر، لم يمتلك العراق يوما ما سلاحا نوويا ولم يتعامل مع جماعة القاعدة ورغم ذلك نجحت أميركا بإسقاط نظامه وتحول إلى مرتع لكل التنظيمات الإرهابية والنتيجة نفسها ستحدث حال إسقاط النظام السوري، كما لم يمتلك السودان يوما ما سلاحا كيماويا ولم يكن المصنع الذي ضربته أميركا سوى مصنع للأدوية وبنفس المزاعم ساقت أميركا ضربتها الأخيرة لسوريا بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ثم دخول إسرائيل على الخط بتكرار عدوانها على العاصمة دمشق في تكرار لما حدث في مصر عام 1956 من عدوان ثلاثي استهدف كسر الإرادة المصرية في تحقيق التحرر والنمو للدولة المصرية وللشعب المصري، تمر كل هذه الأحداث بل وتتكرر بنفس تفاصيلها تقريبا ولكن في مناطق مختلفة من الوطن العربي دون أن تستوعب الذاكرة العربية الهدف الحقيقي منها، دون أن يدرك العرب ما يحدث ولماذا؟ دون أن يحركوا ساكنا وكأنهم في سبات عميق.

تتواصل مأساة العرب ويتواصل سباتهم وكأنه لا أمل في فجر يشق غيابات هذا الليل العربي الطويل يبدد ظلامه ويضيء مساحات جديدة داخل العقل العربي، يتواصل الليل العربي مع تواصل وتشابك خيوط المؤامرة على الأمة العربية دون أن يقول العرب بصوت واحد نعم الإرهاب وكل تنظيماته صناعة غربية أمريكية بريطانية إسرائيلية لإضعاف الأمة العربية وتقسيمها ونهب ثرواتها ومقدراتها.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز