عاجل
الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
سيناء.. على العهد باقون

سيناء.. على العهد باقون

بقلم : عادل عبد المحسن

إذا أردت أن تعرف قيمة بلدك عليك أن ترحل بعيدًا عنها ولو قليلًا من الوقت، لذلك لا يعرف من يعيش على أرض سيناء ماذا تعنى هذه الأرض بالنسبة لأبناء الوطن القاطنين بعيدًا عنها، عندما ذهبت إلى سيناء لمشاهدة حفر قناة السويس الجديدة حرصت على الحصول على كمية رمال منها، وأنا أضع حبات الرمل في زجاجة صغيرة، رأيت في أعين شابين من أهالي سيناء كانا ينظران لي باندهاش وكأن لسان حالهما يقول ماذا يفعل هذا، يحصل على رمال تملأ كل ربوع مصر؟، قد تكون هذه الرمال لا تعني لهما شيئًا ولكنها تعني بالنسبة لي تاريخًا طويلًا شهدته هذه البقعة من تراب الوطن في زود الأجداد والأحفاد عن مقدرات أمتنا المصرية.



كم سالت دماء طاهرة من شهدائنا على أرض سيناء، ولا يمكن سوى أن نسير على دربهم، مضحين بكل غالٍ ونفيس حتى تسفح دماؤنا على الرمال وتنال شرف الاختلاط بدمائهم الزكية من أجل الحفاظ على أرض الفيروز لن نخذلهم ولم نحد عن السير في الدرب الذي سلكوه حتى نالوا الشهادة والحفاظ على تراب الوطن.

سنحافظ على الأرض التي تجلى عليها رب العزة سبحانه وتعالى، وكلم عليها نبيه موسى، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، كما ورد في محكم التنزيل، القرآن الكريم.

 سنحافظ على الأرض، التي صلى عليها رسول الله ركعتين في رحلة "الإسراء والمعراج"، من على جبل المناجاة كما ورد في السيرة النبوية العطرة، لن تهتز أعصابنا ولن تلين عزيمتنا في الدفاع والزود بكل ما نملك عن كل ذرة رمل في سيناء، هكذا علمنا أجدادنا من عهد حور محب وتحتمس ورمسيس الثاني وعباس حلمي الثاني والملك فاروق الأول وعبدالمنعم رياض وإبراهيم الرفاعي وجمال عبدالناصر وأنور السادات وعبدالفتاح السيسي فليتآمر المتآمرون نحن لهم بالمرصاد دفاعًا عن كل شبر من أرض الكنانة.

منذ آلاف السنين والمعركة في سيناء منصوبة، يتعاقب الأجيال جيلًا بعد جيل، والمصريون على العهد باقون، للحفاظ على الأرض، لأنهم تربوا على مبدأ لا يحيدون عنه، الأرض عرض، لم تعرف عزيمتهم التراخي والاهتزاز.

ويتبدل خصومهم وأعداؤهم من مختلف الأعراق والأجناس والديانات، وكلهم جميعًا بلا اختلاف وجهتهم واحدة الطمع في استقطاع سيناء والاستيلاء عليها، والمصريون يضحون من أجلها بكل غالٍ، من دماء زهرة شباب الوطن، فأي مصري يستمع للأغاني الوطنية عن سيناء لا يربطها بمعركة واحدة قد مرت، إنما يربطها بمعركة قائمة لم تتوقف للحظة واحدة.. يتعشم الأعداء أن المصريين قد ينهكون وتفلت أعصابهم وتضيع أرضهم في لحظة وهن، وهم لا يعلمون أنه مهما وهن المصريون فإنهم يموتون ولا يفرطون في الأرض والعرض، فنحن قلعة في جبل كبرياء تتحطم عليها أطماع الطامعين.

وكما قال الحجاج بن يوسف الثقفي في وصيته عن المصريين لطارق بن عمرو، إذا ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمي الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وتحمل، ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقي غضبهم ولا تشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض واتقي فيهم ثلاثًا.. نساءهم فلا تقربهم بسوء، وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، وأرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك، وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.. هكذا وصفنا أقوى صناديد العرب لا نفرط ولا نهون وعلى العهد يا سيناء باقون.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز