عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سيناء.. الأرض المباركة

سيناء.. الأرض المباركة

بقلم : محسن عبدالستار

يعتبر اليوم الذي استردت فيه مصر آخر شبر من أراضيها، من أيدي اليهود الغاشمين، الموافق 25 أبريل من كل عام؛ عيدًا للمصريين جميعًا، فسيناء الحبيبة هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وأبنائها من جنود القوات المسلحة، وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض الطيبة المباركة، التي تعتبر بوابة مصر الشرقية، وحصن دفاعها الأول عن أمنها وترابها الوطني.



فأرض الفيروز.. أغلى بقعة على أرض مصر، لما تمثله من أحداث على أرضها الطاهرة، فقد تباركت أرض سيناء بمرور الكثير من الأنبياء، عليهم السلام، على أرضها أو الإقامة فيها.. فكان أول الأنبياء الذين باركوا أرض سيناء، أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل -عليه السلام- مع زوجته سارة، الذي تزوج من "هاجر" المصرية، وسيدنا يعقوب عليه السلام وأولاده، وسيدنا يوسف الصديق، عندما وجدته إحدى القوافل التجارية، وباعوه إلى عزيز مصر، وسيدنا شعيب، والنبي داود، والنبي صالح، والنبي عيسى عليهم جميعًا السلام.

في سيناء الحبيبة، وتحديدًا في جبل الطور، نجد الوادي المقدس طوى، الذي شرف بأن كلم الله فيه نبيه موسى عليه السلام، فالطور هو الذي أقسم الله به سبحانه وتعالى فقال: "والطور وكتاب مسطور"، وفيه تلقى سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ألواح التوراة.

لقد سطرت سيناء وشعبها الأبي وجنودها البواسل، العديد من البطولات، أثناء الاحتلال الإسرائيلي لمصر، حيث استحوذ الإسرائيليون على منطقة سيناء كاملة، حتى قناة السويس، وتم تحصينها لردع قواتنا المسلحة من عبورها واستعادتها مرة ثانية، لكن القيادة المصرية الحكيمة، والشعب المصري العظيم كانوا أقوى من هذا التحدي.

وصدق بطل الحرب والسلام الرئيس السادات حين قال: "لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان، لكنه تحطم في عام 1973، كان هذا الجدار جدارًا من الحرب النفسية المستمرة، في التهابها وتصاعدها، كان جدارًا من التخويف بالقوة على اكتساح الأمة العربية، من أقصاها إلى أقصاها، والترويج بأننا أمة تحولت إلى جثة بلا حراك، ومنكم من قال: إنه حتى بعد مضي 50 عامًا مقبلة، فلن تقوم للعرب قائمة من جديد".

وتمكن الجيش الأبي من إعادة ترتيب صفوفه مرة أخرى، وشحذ الهمم.. عملًا بقول الله سبحانه وتعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم".. صدق الله العظيم.

وحقق أبناء الشعب المصري العظيم البطولات والانتصارات في معركة لم يشهد مثلها في التاريخ على الإطلاق، واستعادت قواتنا المسلحة الباسلة جميع المناطق التي تم احتلالها، وتم استرداد البقعة الغالية على قلوبنا جميعًا– سيناء– لحضن الوطن الغالي "مصر".

ولا تزال تدرس البطولات– حتى يومنا هذا- التي حققتها القوات المسلحة في حربها لاسترداد سيناء من العدو الصهيوني الغاشم، في الكليات والأكاديميات العسكرية في جميع دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء، وهذا إن دل فإنما يدل على عظمة هذا الشعب وقواته المسلحة، التي ضحت بكل غالٍ من أجل هذا الوطن.

كما يسطر رجالها في هذه الأيام ملحمة جديدة لتطهير سيناء الغالية، من فلول عصابات الإرهاب، التي روعت الآمنين وسفكت الدماء الزكية.

وحتى الآن سيناء تعتبر مطمعًا للأعداء، لما تحمله من موقع استراتيجي مهم، لكن الشعب المصري العظيم، أدرك هذه المخططات بقيادته الحكيمة، وكان لأبناء سيناء البواسل الدور الأهم، حيث يشكلون خط الدفاع الأول عن الشعب المصري كاملًا.

وختامًا.. تحية لشهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن الغالي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز