عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن الحب والغنوة ومزيكا زمان

عن الحب والغنوة ومزيكا زمان

بقلم : فتحي سليمان

في لقاء تليفزيوني بالبرنامج الذهبي "تنين ع الهوا" سألت الإعلامية "فريال صالح" ضيفها المبدع الشاعر الغنائي "عبدالوهاب محمد" عن حاضر ومستقبل "الأغنية" في مصر، وكان اللقاء في فترة الثمانينيّات، فأجابها بقوله "أنا غير متفائل لأن الفهلوة والاستسهال دخل في صناعة الأغنية من حيث الكتابة والمزيكا".



 

هل انتبهت لقول الشاعر الكبير وتوقيت تصريحه، وماذا لو كان يحيا معنا الآن وسمع أغاني من عينة "أزوقه، وهاتي بوسة يابت، ومطرب العنب والحمار والخيار والهجص والرقص وتدني الذوق في لهجة الأغنية والمزيكا والأصوات.

اعتقد أن الشاعر الكبير وبني عصره من سادة الإبداع والإمتاع ما كانوا ليقبلوا أو يسمحوا لمثل تلك الهوجة و"الزيطة" التي طفت على سطح الأغنية وملأت الدنيا عبثًا بالضجيج والتلوث السمعي والبصري.

ومثلما كانت الأغنية براقة والإبداع في شتى مناحي الحياة في الثقافة والأدب والإعلام والموسيقى والسينما، كان كذلك الحب الصادق والمشاعر العميقة والذوق الرفيع.. كان التقدير والتعبير.. البهاء والحياء.. الحلم بالعلم.. التغيير بالتنوير لا التغييب والإلهاء.

وماذا عن الآن؟!

لا يوجد أكثر من البرامج التي ملأت شاشات الفضائيات اليوم، ورغم ما تتكلفه هذه البرامج حتى تظهر لك بهذه الصورة، إلا أنها تخرج مليئة بالأخطاء، المشاهد يمل من كثرة الفواصل وركاكة المحتوى وسطحية المذيع والإعلانات التي تتخلل البرنامج، لدرجة تدفعك للحنين إلى برامج زمان من حيث المحتوى وحتى بساطة الديكور والمذيع وعمق ثقافته وأدائه.

بمجرد ما تشاهد أحد مذيعي تلك البرامج القديمة أو تسمع "تترات" برامجهم، ستسترجع فورًا ذكريات زمان، وإذا قارنت بين برامج هذا العصر بكل إمكانياتها وبرامج زمان ببساطتها، ستخرج المقارنة لصالح القديمة فورًا.

سيأخذك الحنين حيث "العالم يغني" وتسترجع ذكريات "اخترنا لك" وتتمنى مشاهدة "سينما الأطفال" وترغب في "ساعة لقلبك" و"تاكسي السهرة" و"أجمل الزهور "

لن تنسى بالطبع شياكة فريال صالح وثقافة ملكة الكلمة آمال فهمي وإبداع سهير شلبي وهدوء طارق حبيب وماما نجوى وابلة فضيلة وفريده الزمر.

لاتعجبن من تدني الذوق وعصبية الحياة وضيق الأفق وكثرة المشكلات الاجتماعية ونسبة الطلاق والمجروحين عاطفيًا، فالحب في زمن المحمول ينهيه بلوك على فيس بوك، مثلما بدأته مكالمة هاتفية نتيجة للسطحية في صندوق التخدير التليفزيوني ومسلسلات اللهو ونوعية الأفلام الهابطة التي تستهدف تضييع عقول الناس مثلما تفعل المخدرات بالمدمنين.

 

 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز