عاجل
الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
المال لك لكن الموارد للجميع

المال لك لكن الموارد للجميع

بقلم : عادل عبد المحسن

سأرويها وأكتبها كما وصلتني بدون تدخل مني، ربما تكون قصة حقيقية وقعت فصولها في ألمانيا أو ربما تكون من خيال كاتبها قاصدا أن نأخذ منها العظة والعبرة وكيف نكون مقتصدين ومدبرين لمواردنا ونتخلى عن حالة العبث والهدر في الموارد بدون حسيب ولا رقيب من ضمير يؤسفني أن الإنسان الأوروبي ينفذ بفطرته بكل اقتدار ما ورد في القرآن الكريم ونحن من نعتنق دين الإسلام ونرفع أيادينا ليل نهار لله تضرعا بالدعاء "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا" ونفعل عكس ما ورد بقول الله عز وجل في محكم التنزيل "ولا تبذر تبذيرًا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا".



"أين المسلمون- خصوصا في دولنا العربية- من كلام الله الذي نتشدق ليل نهار بأنه دستور حياتنا وربيع قلوبنا، ونرى المسلمين والعرب يتباهون ويتفاخرون بالتبذير والإسراف في كل شيء؟.

الحكاية أو القصة سموها ما تشاءون، المهم أن نتعلم منها كيف نتخلى عن إهدار مواردنا؟ تبدأ تفاصيلها بأن طالبا عربيا وصل إلى مقاطعة هامبورج الألمانية واحتفاء به رتب له أحد زملائه الموجودين هناك جلسة ترحيب في أحد المطاعم.. ويقول الطالب: عندما دخلنا المطعم لاحظنا أن كثيرًا من كراسي الترابيزات كانت فارغة وكان هناك ترابيزة صغيرة يجلس على كراسيها شاب وفتاة، يبدو أنهما متزوجان حديثا، ولم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات.. كنت أتساءل إذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن أن تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الزوج؟!

 وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا.. طلب زميلنا الطعام وكنا جياعا فطلب المزيد.. وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام، وعندما قمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبقيا في الأطباق.. ولم نكد نصل باب المطعم إلا وصوت ينادينا.. لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا إلى مالك المطعم.. وعندما تحدثن إلينا فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لإضاعة الكثير من الطعام المتبقي. أجابهم زميلي: "لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لا يعنيكن؟ إحدى السيدات نظرت إلينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت الشرطة. لم يمر وقت طويل ووصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 يورو. التزمنا جميعا الصمت وأخرج زميلي المبلغ المالي وقدمه مع الاعتذار للضابط الذي قال بلهجة حازمة: "اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها.. المال لك لكن الموارد للجميع.. وهناك العديد من الآخرين في العالم يواجهون نقص الموارد وليس لديكم سبب لهدر الموارد". احمرت وجوهنا خجلا.. لكننا في النهاية اتفقنا معه. نحن فعلا بحاجة إلى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيئة. قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية.

"المال لك.. لكن الموارد ملك للجميع".. ونحن في شهر شعبان وعلى وشك استقبال شهر الصيام رمضان الذي جعل الله من فلسفة فرضه علينا كفريضة أن نشعر بالجائعين والمحتاجين أتمنى لا يكون مبارزة وسباقا على استهلاك كميات مهولة من الأطعمة وكأنه  موسم أكل وليس صياماً.. توقفوا عن الإسراف يرحمكم الله.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز