عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
محمد صلاح.. فخر العرب

محمد صلاح.. فخر العرب

بقلم : محمد جمال الدين

من قرية (نجريج) الواقعة فى وسط الدلتا، بدأت الحكاية.. حكاية شاب مصرى اسمه (محمد صلاح) يحب كرة القدم، ويحلم بأن يصبح يومًا من أحد نجومها، وفى نادى (عثماثون) بطنطا عاصمة محافظة الغربية، الذى انتقل منه إلى نادى المقاولون العرب، تمت كتابة السطور الأولى فى حلم هذا الشاب البسيط، الذى وثق فى نفسه وفى موهبته وسعى لتحقيق حلمه بكل جد واجتهاد، الحلم الذى كان يعنى له الخروج من قريته صباحًا حتى يصل إلى القاهرة ظهرًا ليتدرب مع فريقه ثم يعود ليلًا إلى منزله.




رحلة من المعاناة اليومية لم يكل أو (يتململ) منها رغم صغر سنه، فى نادى المقاولون تولته أياد خبيرة تقدر الموهبة ولا تعرف نظرية (لا تصلح) التى يعتمدها مدربو الأندية الكبيرة مثل الأهلى والزمالك والتى بسببها خسرت الملاعب المصرية نجومًا كان من الممكن أن يكونوا فى مستوى نجمنا إن لم تكن ستتفوق عليه.. السعى خلف تحقيق الحلم، هو تحديدًا ما جعل اسم (محمد صلاح) يسطع فى خلال فترة بسيطة فى محيط بطولات الناشئين، والذى سرعان ما تم تصعيده إلى الفريق الأول وعن طريقه انضم إلى منتخب الشباب الذى شارك فى بطولة العالم للشباب التى أقيمت فى كولومبيا، حيث قدم عروضًا جيدة مع مدربه ضياء السيد، ثم كانت رحلته مع الفريق الأوليمبى الذى كان يتولى تدريبه هانى رمزى والذى من خلاله تعرف عليه العديد من كشافى الأندية الأوروبية، فعرف وللمرة الأولى طريق الاحتراف.. طريق تحقيق الحلم الذى كان يداعبه ويداعب خياله دائمًا عندما كانت تلامس قدمه الكرة فى حوارى وشوارع نجريج، بأن يصبح لاعب كرة قدم مشهورًا.


ولأن الله يحب المجتهدين من عباده، وضع القدر فى طريقه رجلًا يقدر قيمة الموهبة بخلاف كونه رياضيا ومن عائلة رياضية، وهو المهندس (شريف حبيب) محافظ بنى سويف الحالى، وكان وقتها عضو مجلس إدارة فى نادى المقاولون العرب ومشرفًا على قطاع كرة القدم بالنادى، فهذا الرجل ساعد صلاح فى تحقيق المراد وسمح له بالاحتراف فى نادى (بازل) السويسرى، ومنه إلى نادى تشيلسى الإنجليزى، ولكنه لم يستمر فيه طويلًا لوجود المدرب البرتغالى (مورينهو) الذى لم يعط صلاح فرصة المشاركة فى المباريات، ووقف سدًا منيعًا أمام تحقيق حلمه، فتمت إعارته إلى نادى فيورنتينا الإيطالى ومنه إلى روما الذى شهد تألقه.


وعندما حانت الفرصة عاد إلى الدورى الإنجليزى الذى ظلم فيه على يد مدرب برتغالى لا يقدر قيمة ما تحت يده من موهبة، ليحول الحلم إلى حقيقة، ساعده فى ذلك مدرب ألمانى آمن بقدراته وموهبته (يورجن كلوب) ليصبح هدافًا لأقوى دورى فى العالم، ومنه يصبح أفضل لاعب فى أفريقيا، ووصل بمنتخب بلده إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 28 سنة، وأخيرًا حصل على جائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى الذى سبق وأن ظلم فيه، متفوقًا على جل أقرانه فى هذا الدورى، ليسطر تاريخًا لم يحققه أى لاعب عربى من قبل، وناسخًا جل أرقام من سبقه من اللاعبين العرب ومن قبله الأفارقة، لينصب من نفسه ملكًا متوجًا على عرش الكرة الإنجليزية، وفخرًا للاعبين العرب والشباب العربى.. محققًا حلمه الذى آمن به هو شخصيًا، قبل أن يؤمن به الغير من شباب العالم، الذين ناشدهم بضرورة ألا يتوقفوا عن الحلم والإيمان بقدراتهم، حتى يتحقق ما يصبون إليه من الأحلام، وهى نفس الرسالة التى يجب أن يؤمن بها الشباب العربى فى جل مجال، وليس فى الرياضة فقط.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز