عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التجديد والإبداع في البحوث الإعلامية

التجديد والإبداع في البحوث الإعلامية

بقلم : د. شريف درويش اللبان

شَرُفتُ بالمشاركة في المؤتمر العلمي الثالث للمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق الذي انعقد يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي تحت عنوان "نحو أجندة مستقبلية لبحوث الإعلام.. إشكاليات التحول من النمطية إلى التجديد والإبداع".



ضم المؤتمر باحثين شبابًا من 20 جامعة مصرية وعربية، جددوا الأمل في البحوث الإعلامية وتطورها من خلال ما عرضوه من بحوثٍ راقية وموضوعات جديدة غير مسبوقة ومجالات بحثية لم يتم ارتيادها بعد في المدرسة الأكاديمية الإعلامية المصرية والعربية، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام وضع أجندة بحثية رفيعة المستوى للبحث العلمي الإعلامي في مصر والوطن العربي خلال العِقد القادم.

فمن خلال 40 بحثًا نوقشت في ثماني جلسات علمية على مدار يومين، قدم المؤتمر رصدًا وتحليلًا للممارسات البحثية العربية والأجنبية في مختلف التخصصات الإعلامية، ومراجعة نقدية للأُطر النظرية والتقنيات المنهجية للبحوث الكمية والإمبريقية، إضافة إلى رصد وتحليل لاجتهادات البحثية والاتجاهات الجديدة الساعية لبناء وضعية مستقلة للدراسات الإعلامية المصرية والعربية.

وقد أطلق الزميل العزيز د. محمد سعد إبراهيم رئيس المؤتمر دعوة جديرة بالاحترام ولعلها الأولى في الجامعات والأكاديميات المصرية التي تقوم بتدريس الإعلام لتأسيس تيار بحثي جديد يدعى "تيار الأصالة والتجديد" ويستهدف تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديدة وإلزام الكليات والمعاهد والأقسام بتنفيذ خطط بحثية خمسية ملزمة للقيد بالماجستير والدكتوراه وبحوث الترقيات ورصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية في بحوث الإعلام وإصدار تقارير دورية وعقد سيمنار علمي دوري وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة في الأطر النظرية والمنهحية.

وقد تبنى الفكرة الباحثين الإعلاميين الشبان ممثلين في الابن العزيز د. حسين ربيع المدرس بأكاديمية الشروق والابن العزيز د. حمزة خليل المدرس بقسم الإعلام جامعة طنطا، وأطلقا "مجموعة" على "الفيس بوك" لتيار الأصالة والتجديد، وفي أقل من ساعة انضم لهذا التيار 140 عضو هيئة تدريس وباحثا، والعدد في ازدياد مستمر، وبالفعل تم تقسيم الباحثين إلى مجموعات بحثية في كل مجالات الإعلام وتخصصاته، لكتابة تقارير كل ثلاثة أشهر عن حالة التخصص في هذا الفرع أو ذاك، بالإضافة إلى عقد سيمنارات وملتقيات علمية ومؤتمرات لبحث الموضوعات الجديدة في الإعلام، وكيف يمكن لبحوث الإعلام أن تكون ظهيرًا أكاديميًا للدولة المصرية.

وأوصى المؤتمر الذي عقد برعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومحمد فريد خميس مؤسس أكاديمية الشروق وبإشراف الدكتور أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس الإدارة ورئاسة الدكتور محمد سعد إبراهيم عميد المعهد بتشكيل فريق عمل من أساتذة الإعلام وممثلي الهيئات الإعلامية الوطنية الثلاث وقيادات الإعلام لمتابعة تنفيذ توصيات المائدة المستديرة حول مستقبل الإعلام القومي في إطار التحديات الراهنة وبوجه خاص ما يتعلق بتأسيس قناة فضائية إخبارية دولية وإصدار صحيفة يومية جديدة وموقع إلكتروني دولي يبعث الحيوية في الإعلام المصري ليستعيد ريادته على الساحتين العربية والإقليمية.

إن تأسيس هذا التيار البحثي الجديد يستهدف تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديدة، وإلزام الكليات والمعاهد والأقسام بتنفيذ خطط بحثية خمسية ملزمة للقيد بالماجستير والدكتوراه وبحوث الترقيات، كما أنه يهدف أيضا إلى رصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية في بحوث الإعلام وإصدار تقارير دورية وعقد ملتقى علمي دوري وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة في الأطر النظرية والمنهجية.

كما أوصى المؤتمر بإعداد أجندة بحثية في مجال الدراسات الإعلامية، بالتركيز على الدراسات الكيفية والنقدية والمستقبلية في مختلف التخصصات الرعية، بما يخدم قضايا الإعلام والمجتمع المصري بقطاعاته المختلفة، ووضع الحلول لها بطريقة علمية منظمة.

وتجسيرًا للفجوة بين المؤسسات الأكاديمية والصحفية والإعلامية، أوصى المؤتمر بضرورة التنسيق مع المؤسسات الإعلامية المصرية من خلال القيام باستطلاعات دورية لتحديد احتياجاتها البحثية، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتلبيتها من خلال الدراسات العلمية التي يقدمها الباحثون داخل الجامعات إسهامًا في إزالة الفجوة بين نتائج البحوث العلمية وتطبيقاتها في واقع الممارسة العملية لهذه المؤسسات.

كما دعا المؤتمر إلى التدريب المتواصل للباحثين كلٍ حسب تخصصه من أجل تأهيل الكوادر لتولي مهمة الارتقاء بالبحوث الإعلامية، وذلك من خلال دورات تدريبية في منهجية البحث العلمي والتحليل الكيفي للخطاب الإعلامي في ضوء الاتجاهات البحثية الحديثة على المستوى الدولي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز