عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فى أمريكا كله بنظام!

فى أمريكا كله بنظام!

بقلم : وليد طوغان

فى الولايات المتحدة  كل شىء  بنظام. العمل بنظام. الوقوف على خطوط عبور المشاة بنظام. البكاء بنظام. حتى الكلام فى العلاقات غير المشروعة له نظام، وفيه اتفاقات وإبرامات ومحاكم وعقود.. ومحامون.. وألوف الدولارات من اللى قلبك يحبها. 

للشعوب ما يميزها. الكاريبيون مثلًا، مثل الأفارقة.. لا يمكن أن  تمسك واحدًا  منهم متلبسًا بعدم الرقص. شعوب الكاريبى يرقصون طوال الوقت. يرقصون وهم يتحدثون، وهم يلعبون، وهم يأكلون.. حتى أنهم يرقصون أيضًا وهم يرقصون. 




الإيطاليون مثلاً ولاد   نكتة  مثل   المصريين. والمصريون يتكلمون كثيرًا، والسودانيون أيضًا. والأفارقة أكثر رغبة فى الاسترخاء والنظرة للعمل بتعالٍ، وللشخص الباحث عن عمل بشماتة. يقال أن الأجواء الحارة للشعوب النهرية تصنع حالة من اللامبالاة. وفى علم الاجتماع الجغرافى يسمونها حالة «ملل جماعى»، لكن النظرة للعمل بتعالٍ يسمونها فى علوم الإدارة بلطجة وقلة دم.. وقلة أصل أيضًا. 


والنظام  فى الولايات المتحدة، كثيرًا ما ينقلب على  صاحبه.. وعلى أجعص جعيص، حتى على الرئيس نفسه. ومنذ أن اعتلى ترامب كرسى الرئاسة فى البيت الأببض، والدنيا مقلوبة عليه.. وكله بالنظام. 


النظام مشكلة المشاكل لترامب. فبالنظام منع الكونجرس قوانين أراد  ترامب  تمريرها من تحت لتحت. شدة النظام فى أمريكا لا يجعل شيئًا اسمه من تحت لتحت. كله من فوق لفوق. ولأن الأمر كذلك، واجه ترامب كثيرًا  من  المتاعب. آخرها، فضيحة بجلاجل عن علاقة سابقة بنجمة إباحية، حصلت على حكم جعلها فى حل عن الامتناع عن الكلام عن ليلة قضتها مع ترامب. 


قصص فتيات الليل وفضائح ترامب مع بنات الليل زادت  واحدة. وترامب  الذى لم يفق للآن من رجة إعلان واحدة اسمها ستورمى دانيالز عن علاقة سابقة به، فوجئ  بحكم قضائى حصلت عليه واحدة أخرى اسمها كارين ماكدوجال يمنحها حق نشر وإذاعة  ما دار بينهما على السرير فى ليلة ما عام 2006 . 


منذ اعتلائه كرسى الرئاسة، وحكاياته مع بنات الليل والغوانى على ودنه، لكن ترامب للآن لم يفقد جأشه.. فهو على جملة واحدة : ما حصلش. لكن تقول إيه فى الذى يجرى ويدينه ويضع الطين الأسود على رأسه، ويجعل رقبة  أى مسئول مكانه مثل السمسمة.. لو عنده دم. 


فى أمريكا يرون أن ترامب لن يستطيع الصمود طويلاً أمام النظام. النظام الصارم هناك قادر على استعادة حدث ما، حتى لو كان سريًا، وحتى لو كان بين اثنين لا ثالث لهما، وقادر على إعادة تقديم  تفاصيله  بالدقيقة والثانية  للرأى العام. 


وماكدوجال التى قال ترامب إنها تهذى، لأن شئيًا لم يحدث بينهما كما تقول، سوف تظهر على غلاف إحدى مجلات البورونو سبتمبر المقبل، وستحكى ما دار بينها وبين ترامب فى تلك الليلة بالملى والسنتى، بلا خوف ولا حياء ولا خجل، ولا حتى عشم فى ستر ربنا. 


ماكدوجال وقبل أن يصبح ترامب رئيسًا، باعت قصتها معه حصريًا لواحدة من دور نشر الفضائح مقابل 130 ألف دولار. نص الاتفاق وقتها على عدم السماح لماكدوجال بالحديث عن تفاصيل الليلة إياها لأى وسيلة منشورة أو مسموعة، ولا حتى فى جلساتها الخاصة مع الأصدقاء. 


وقتها كان ترامب مجرد رجل أعمال شهير، لكن لما ترأس الولايات المتحدة جاء دور النظام. لأن المفضوح أصبح أكثر شهرةً وأكثر نفوذًا ، طالبت ماكدوجال دار النشر بالمزيد من الأموال.. وإما تلجأ للقضاء. 


رفضت دار النشر، فعولت ماكدوجال على النظام ولجأت للقضاء، الذى حكم بحريتها فى إلغاء اتفاقها مع دار النشر.. أو إرغام دار النشر على قدر من المال جديد تحدده ماكدوجال. 


لكن ماكدوجال اختارت أن جحا أولى بلحم توره. وتعاقدت مع مجلة شهيرة لتظهر على غلافها، وتحكى قصتها، مقابل 2 مليون دولار. نصفها عاجل.. ونصفها بعد النشر. 


ولأن النظام حلو،  أرسلت ماكدوجال إلى محامى ترامب لو أراد دخول المزاد. فكم يدفع ترامب لتصمت؟ 


النظام فى الولايات المتحدة يفضح الجن. ولأن أى رد من ترامب على طلب ماكدوجال ممكن يؤخذ ضده، سواء وافق أو رفض، فقد آثر ترامب الصمت للآن بعدما نصحه المقربون من التفكير بنظام. 


 للآن صامت. فللصمت  فى الولايات المتحدة هو الآخر نظام.. كما للفضائح أيضًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز