عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
درس «المواطنة» المصرى

درس «المواطنة» المصرى

بقلم : أسامة سلامة

بين ميلاد «ساجد وجيد» و«صليب سامي» 78 عاما،  (ولد الأول فى بريطانيا عام 1969 وولد الثانى فى مصر عام 1891) ثمة ما يجمع بين الاثنين.




عرف العالم كله فى الأيام الماضية ساجد وجيد بعد تعيينه وزيرا للداخلية البريطاني، مما أثار ضجة باعتباره أول مسلم يتولى هذا الموقع المهم فى بلد أغلبيته مسيحية، فمن هو صليب سامى وما علاقته بالوزير البريطانى المسلم؟ صليب هو أول وآخر قبطى و«مدني» يتولى وزارة الحربية فى مصر، وهو أمر يبدو مدهشًا، ولكنه حدث بالفعل عام 1933، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد تولى أيضًا وزارة الخارجية.


ولمن لا يعرف صليب سامى فهو وحسب موسوعة ويكيبيديا تولى منصب الوزارة 9 مرات قبل ثورة يوليو، حيث اختير وزيرًا للخارجية فى وزارة «إسماعيل صدقي»  فى يوليو  عام 1933، وفى الوزارة التالية التى شكلها عبدالفتاح يحيى فى نفس العام تولى وزارة الحربية لمدة سنة، وبعد نحو ست سنوات شارك فى وزارة حسن صبرى وزيرًا للتموين عام 1940.


وكان بهذا أول وزير للتموين، إذ لم تنشأ تلك الوزارة إلا فى ذلك الوقت، وبعد شهور تولى وزارة التجارة والصناعة فى نفس الوزارة، واحتفظ  بموقعه عند تشكيل وزارة حسين سري»  فى نفس العام 1940.


وفى العام التالى ترك التجارة والصناعة ليتولى الخارجية، واحتفظ بموقعه خلال عهد وزارة حسين سرى الثانية حتى فبراير 1942، ثم ابتعد صليب عن المناصب الوزارية طيلة حكم الوفد، وفى عام 1946 تولى وزارة التجارة والصناعة وكان ذلك خلال الشهر الأخير من وزارة إسماعيل صدقي.


وعندما شكل حسين سرى الوزارة فى  1949 تولى صليب وزارة التجارة والصناعة من جديد، ولكنه ترك الوزارة عندما تولي «حزب الوفد» الحكم مرة أخرى عام 1950، ثم تولى وزارة الزراعة فى وزارة «على ماهر» فى 23 يناير 1952 ، ثم وزارة المواصلات، واستمر كوزير للصناعة والتجارة والتموين فى وزارة  «نبيل الهلالي» والتى تولت فى مارس وانتهت فى يوليو عام 1952م.


أما بعد ثورة يوليو فقد فتح مكتبا للمحاماة قبل أن يتوفى عام 1958.


 9 مرات تولى فيها صليب الوزارة، وهو رقم قياسى بين الوزراء الأقباط.. ومع ذلك فإن اسمه لا يتردد كثيرًا مثل مكرم عبيد وسنيوت حنا وويصا واصف وغيرهم من قيادات الحركة الوطنية، ربما بسبب عدم انتمائه لحزب الوفد الذى كان حزبًا شعبيًا كبيرًا فى ذلك الوقت وعضويته فى أحزاب الأقلية مثل حزبي: الأحرار الدستوريين والاتحاد.. تولى صليب هذه المناصب وعلى رأسها وزارتا الدفاع والداخلية.. ولم يحتج أحد ولم يقطع السلفيون وأنصارهم الطريق.


كان هذا منذ أكثر من 85 عاما، وكنا سابقين بريطانيا وأوروبا فى تطبيق المواطنة وتولى الأكفاء المناصب بغض النظر عن معتقداتهم، الآن أصبحنا ننظر إلى تولى مسلم وزارة الداخلية فى بريطانيا بإعجاب لما قاموا به  وحسرة على ما وصلنا إليه.


ولذا علينا أن نعرف ماذا حدث لنا؟ ولماذا تجرفت أرض المواطنة ولم تعد تثمر إلا الحنظل، نحن نحتاج حقيقة إلى تطبيق حقيقى لمواد الدستور التى تساوى بين المواطنين، ولكن قبلها علينا أن نعالج ما غرسه المتطرفون فى نفوس وعقول البسطاء، وهو ما يحتاج إلى جهد حقيقى من كل الجهات والأجهزة.. وهذه هى المهمة الأصعب، والتى يجب أن تكون الأولى على جدول اهتماماتنا .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز