عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التوريث والوساطة من مصر الفرعونية

التوريث والوساطة من مصر الفرعونية

بقلم : عادل عبد المحسن

ليس مجرد كشف أثري لشخصية تاريخية، هذا الاكتشاف يظهر لأي مدى كانت التوريث في المهن والمناصب منتشرا في بلادنا هذا الاكتشاف لا يظهر فقط مدى تغلغل التوريث في مصر منذ عهد أجدادنا الفراعنة إنما يجعلنا نصل إلى حقيقة ساطعة أن الوساطة في مصر المحروسة متوارثة جيلا بعد جيل.



ولا أعرف بأي حق نجد الاستهجانات والانتقادات إذا كنا نفخر ونتباهى بكل ما هو فرعوني طبعا، ما عدا عداء الفراعنة لنبي الله موسى عليه، وعلى نبينا الصلاة والسلام، 

أعرف سأجد استهجانا من طلبي عدم انتقاد التوريث والوساطة ممن يقومون بالوساطة والتوريث في هذا الوطن، إنها سمة يتفرد بها السواد الأعظم من شعبنا، انتقاد المحسوبية والوساطة، توريث الوظائف حتى أصبحت جملة "أبناء العاملين" حقا مكتسبا لا غضاضة فيه، ويأتي على حساب الكفاءة، لذلك نجد ما آل إليه الحال في كثيرًا من القطاعات بهذا الوطن.

ونعود إلى الاكتشاف الأثري الذي جعلني أكتب هذا المقال الذي يؤكد أن توريث المناصب والوساطة والمحسوبية من أيام أجدادنا الفراعنة.

كانت بعثة أثرية من كلية الآثار بجامعة القاهرة قد عثرت على مقبرة كبير قادة الجيش المصري في عهد الملك رمسيس الثاني، بمنطقة آثار سقارة.

وتبين للبعثة الأثرية أن "المقبرة للقائد لأيورخي، الذي بدأ حياته العسكرية في عهد سيتي الأول والد رمسيس الثاني، وهما من ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ثم تقلّد أعلى المناصب العسكرية في عهد رمسيس الثاني ومنها المشرف على أملاك الملك في معبده المعروف باسم الرامسيوم".

وتظهر النقوش على المقبرة أسماء بعض أفراد أسرة أيورخي وهم ابنه وأحفاده، وتوضح أنهم حملوا ألقابا عسكرية مهمّة، ما يدل على أنهم جميعا ينتمون إلى عائلة من الطبقة العسكرية في عصر الدولة الحديثة".

 هذا يؤكد أن مقاومة الوساطة والمحسوبية المتجذرة في مصر منذ قديم الأزل لن يستطيع أن يفعل شيئًا مهمًا تكن الإرادة موجودة من أهل الحكم يبقى المورث التاريخي أقوى من أي مقاومة ليست هذه دعوة للتسليم بالأمر الواقع لكن لإظهار لأي مدى أن ظاهرة التوريث في المهن والوساطة والمحسوبية متجذرة في مصر منذ عهد أجدادنا

لا أدعو إلى تقييم الفراعنة كملائكة لا يخطئون ولا شياطين مردة ارتكبوا كل رذيلة.. الفراعنة أعظم جنس بشرى بين الأمم منذ عهد آدم وحتى اليوم لأن إنجازاتهم الحضارية لا تزال تبهر العالم منذ آلاف سنة وحتى اليوم لكن يبقى الجنس البشرى "له ما له وعليه ما عليه" ليس كاملا مثل غيره من الأجناس الأخرى يخطئ ويصيب ويذكر للفراعنة أن إنجازهم الحضاري الأعظم والأبقى بين الأمم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز