عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسائل شيخ الأزهر

رسائل شيخ الأزهر

بقلم : أسامة سلامة

حملت كلمة شيخ الأزهر التى ألقاها أمام المجلس الإسلامى فى سنغافورة الأسبوع الماضى رسائل عديدة إلى الغرب والمسلمين داخل مصر وخارجها، وإلى المؤسسات الدينية فى كل العالم وعلى رأسها الأزهر نفسه، ملخص ما قاله الإمام الأكبر فى نقاط بسيطة هو :
- لا يوجد فى منطق القرآن أديان مختلفة ولكن رسالات إلهية تعبر عن دين واحد والإسلام الحلقة الأخيرة منه.
- كلمة الإسلام التى وردت فى القرآن خمس مرات فقط لا يقصد بها الرسالة التى نزلت على نبى الإسلام تحديدا، وإنما تعنى الدين الإلهى الذى اختاره الله لهداية الإنسانية كلها، ومن هنا أطلق لفظ مسلم على نوح وإبراهيم ويعقوب وموسى وعيسى ومحمد.
- لو أراد الله خلق الناس على دين واحد وعرق واحد ولغة واحدة لفعل، ولكنه خلق الناس مختلفين فى الأديان والأعراق واللغة ويتبع ذلك اختلافهم فى العقول والتصورات والأحاسيس والمشاعر.  
- لا يعقل أن يخبرنا الله أنه خلق عباده مختلفين ثم يطلب منا حشرهم على دين واحد ويصادر عليهم حريتهم فى الاعتقاد فى أديان أخرى، فهذا عبث لا يليق بحكمة الله.
- إقرار الاختلاف فى موضع ومصادرته فى موضع آخر يؤدى إلى القول بتناقض القرآن وهو ما لا يتصوره العقل المؤمن.
- العلاقة بين المختلفين لا يصح أن تكون صراعا أو مغالبة لأنها تعنى القضاء على الآخر والقرآن يقرر أن علاقة الناس فى إطار حق الاختلاف هى التعارف والتعاون والتكامل.
- القتال فى سبيل الله ليس ضد الكفر وإنما ضد العدوان وله ضوابط وقيم لو تجاوزها المسلم صار معتديا.  
- مشروعية القتال فى الإسلام هي نصرة المظلومين من أتباع  الأديان السماوية كلها، وتمكينهم من حقهم فى حياة آمنة.
- أعجب من الذين يقرأون كتاب الله ثم لا يأكلون طعام أهل الكتاب ويحرمون تهنئة المسيحيين فى أعيادهم والرسول نهى عن إيذاء أهل الكتاب أو ظلمهم. 
- على المسلم أن يتعامل بالبر والقسط مع الجميع وهو ما ينطبق على غير أهل الكتاب.
- من المهم للمسلمين الذين يعيشون فى مجتمعات غير إسلامية أو تتعدد فيها الأديان والأعراق أن يندمجوا فى مجتمعاتهم اندماجا إيجابيا والانخراط فيها.  
- لا حوار فى العقائد لأنها تؤدى إلى صراع منهى عنه وإنما نبحث فى المشتركات الإنسانية بين المؤمنين وغير المؤمنين. 
الرسائل واضحة فى كلام الإمام الأكبر
الرسالة الأولى: إلى الأوروبيين وخاصة فى فرنسا الذين يطالبون بحذف آيات من القرآن يقولون إنها تحرض على العنف ضد غير المسلمين، وقد بين شيخ الأزهر أن الإسلام يرفض العنف وأن القتال يكون لصد العدوان أو لنصرة المظلومين وتمكينهم من حقوقهم وللدفاع عن الأديان السماوية جميعا وليس الإسلام وحده، وأن هناك ضوابط لرد هذا العدوان من يخالفها أصبح هو المعتدى. 
الرسالة الثانية: للسلفيين الذين يحرمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم ويرفضون تناول طعامهم، وهو ما تعجب منه الدكتور الطيب لأن كلامهم ومسلكهم يخالف القرآن الكريم. 
الرسالة الثالثة: للبسطاء فى القرى والمدن خاصة فى الصعيد والذين تمكن المتشددون من غزو عقولهم وجعلوهم  يرفضون بناء الكنائس ويتجمهرون معترضين على إقامتها ويعتدون على بيوت الأقباط، وقد شرح الإمام الأكبر أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إيذاء أهل الكتاب أو ظلمهم. 
الرسالة الرابعة: إلى جميع المسئولين الذين لا يتحركون لرفع الظلم عن المسيحيين عندما يتم الاعتداء عليهم أو منع حق لهم ويفهم من كلام الإمام ضرورة رفع الظلم عن أتباع كل الديانات السماوية ومما لاشك فيه أنه ليس هناك ظلم أشد من منع المسيحيين من أداء شعائرهم الدينية. 
الرسالة الخامسة: إلى المسلمين فى الخارج خاصة فى الغرب بضرورة الاندماج فى مجتمعاتهم والانخراط فيها بإيجابية، وهى إشارة لمن يعيشون فى هذه المجتمعات فى جيتو، ويتركون أنفسهم للمتطرفين يحتلون عقولهم ويحرضونهم على تكفير المجتمع الذى يقيمون فيه باسم الإسلام وهو من أفكارهم براء. 
الرسالة السادسة: للمشايخ فى الأزهر وبعض من يتصدون للفتوى فيتكلمون بما يشدد على الناس ويصعب عليهم دينهم ودنياهم، وحذر الإمام من التطرف وما يترتب عليه من تضييق على الناس وأكد أن الإسلام ينهى عن الغلو والتشدد.
الرسالة السابعة: للفاتيكان وكل الهيئات فى الأديان المختلفة وأنه لا يجب أن يتم الحوار بينها فى العقائد لأنها تؤدى إلى صراعات، والأفضل هو البحث عن المشتركات الإنسانية بين المؤمنين وغير المؤمنين.
الرسالة الثامنة: لمن يكفرون غير المسلمين جهلا منهم بحقيقة الإسلام، وقد أوضح الشيخ حكمة الله فى الاختلاف وأن الله لو أراد أن يجعل كل البشر من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لفعل، وأن القرآن نص على حرية الاعتقاد، كما أنه شرح المعنى الحقيقى لآيات القرآن موضحا أن المقصود بكلمة الإسلام والمسلمين هى جميع الرسالات السماوية وأتباعها، ومعنى ما قاله الدكتور الطيب أننا إذا فسرنا الآيات القرآنية مثل «إن الدين عند الله الإسلام» على أنها تكفير لغير المسلمين لكان هناك تناقض فى القرآن وهو أمر غير صحيح. 
الرسالة التاسعة: لمن يتربصون بالمختلفين معهم فكريا ودينيا وعرقيا ولغة، فمن المفترض ألا يكون هناك صراع بينهم ويجب أن تكون العلاقة بينهم قائمة على التعارف والتعاون والتكامل. 
هذه الرسائل المهمة هل تجد من يقرأها؟



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز