عاجل
الثلاثاء 1 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مؤتمرات الشباب.. تواصل دائم وحوار بناء

مؤتمرات الشباب.. تواصل دائم وحوار بناء

بقلم : د. شريف درويش اللبان

وجد المتخصصون أن خير وسيلة لمناقشة قضايا الشباب هي إشراك الشباب في حد ذاتهم في تناولها، حيث إن اشتراك الشباب في دراسة مشكلاته المختلفة ووضع الخطط وتنفيذها يزيد من إدراكهم وينمي قدراتهم، ويجعلهم يعتمدون على أنفسهم مستقبلًا، بينما الشباب الذي يُوجَّه بصفة دائمة، يقف نموه ويبحث غالبًا في مواقف تالية عن جهات تساعده في مواجهة مشكلاته الجديدة، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال العمل على تجميع البرامج والمشروعات المجتمعية التي تسهم في إشباع احتياجات الشباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية.



وتتمثل صور المشاركة المجتمعية في المشاركة بالمال، مشاركة بالرأي، مشاركة بالعمل، حث الآخرين على بذل الجهد، حضور الاجتماعات والندوات واللقاءات، وقد تأخذ المشاركة صورًا أخرى كدراسة مشكلات المجتمع، ووضع خطط لمواجهتها واتخاذ القرارات وتنفيذ الحلول، وعمليات التقويم والمتابعة، وغيرها.

ومن الجدير بالذكر أن الأشكال التقليدية للمشاركة السياسية والمجتمعية للشباب آخذة في الانخفاض في البلدان المتقدمة والنامية التي تحاول أن تصنع مستقبلًا ومسارًا جديدًا للديمقراطية فيها، وتتمثل تلك المشاركات في الاهتمام بتأمين معلوماتهم السياسية التي يحتاجونها لاتخاذ قراراتهم السياسية المستنيرة وحتى جميع السلوكيات الأخرى في الأنشطة السياسية المختلفة، فكثيرة هي الندوات والمؤتمرات التي تناولت قضايا الشباب بالمناقشة والبحث والتحليل والتعليق، وعديدة هي الدراسات والمقالات التي حاولت البحث عن إجابات مقنعة للعديد من التساؤلات التي اهتمت بمشاكل الشباب، وقد توصلت تلك الفعاليات إلى ما يمكن أن يكون جزءًا مما سعت إليه، وهو ذلك الذي يتمحور حول فهم أفضل لما يطرحه الشباب من أفكار لصالح المجتمع وإدراك أوضح لاحتياجاتهم الشباب الحقيقية، وإتقان الاستماع إليهم والتحدث بلغتهم وتلمس همومهم في إطار محدد الأبعاد، ولذلك جاء التفكير في انعقاد مؤتمرات وطنية للشباب كخطوة فريدة من نوعها للتواصل والتحاور بين الشباب من جهة، والمسؤولين في الدولة وكبار المثقفين والمتخصصين والأكاديميين من جهة أخرى، وجاء ذلك في إطار الاهتمام بالشباب ووضعهم في أولويات أجندة النظام السياسي الحالي في مصر وعلى رأسه مؤسسة الرئاسة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي.

إن هذه المؤتمرات تحرص على النقاش المشترك معهم حول القضايا التي تشغلهم، وهي تجربة غير مسبوقة لم تشهدها مصر من قبل، حيث تم الاهتمام أيضا بمختلف قطاعات الشباب حيث ظهرت في شكل وطني جامع لا يقتصر على تيار سياسي معين، وبالتالي صارت تلك المؤتمرات بمثابة حلقة وصل مع الشباب المصري بدون حواجز، وكمنصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة والشباب المصري، ونتيجة لأهمية تلك المؤتمرات، كانت تغطية فعالياتها المختلفة من أولويات الإعلام وقت انعقادها حتى يُنقل للجماهير حالة التواصل بين طرفي المعادلة (الشباب والدولة)، فالشباب يطرح آراءه والدولة بمؤسساتها تقوم بالرد والشرح والتبرير والتعليق.

في هذا الإطار، جاءت الدراسة المهمة للدكتورة مي مصطفى عبد الرازق مدرس الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم، والتي تتمثل مشكلة دراستها في أنه في ظل الاهتمام المتنامي بالشباب، حيث إنهم يمثلون النسبة الأكبر من المجتمع المصري، وفي وقت تمر فيه مصر بتحديات كبيرة على مختلف الأصعدة لعرقلة تطورها وتنميتها، والتي من أهمها التلاعب بوعي الشباب وتعبئتهم بمشاعر الكراهية، اليأس والإحباط ليتحولوا لقنبلة موقوته داخل المجتمع خاصة مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها الدولة، وبالتالي كان لا بد من التواصل مع الشباب لسد الفجوة في العلاقة بينهم وبين الدولة المصرية، فجاء التفكير بإجراء مجموعة من المؤتمرات الوطنية للشباب كملتقيات للتحاور والشرح والمكاشفة بين الطرفين وكان من الضروري تقييم تلك التجربة الفريدة من نوعها ودراستها، وبالتالي تم تحديد مشكلة الدراسة الحالية في التعرف على اتجاهات الشباب المصري نحو تلك المؤتمرات الموجهة لهم، والمعالجة الصحفية لها بالتطبيق على الصحافة المطبوعة القومية والخاصة والحزبية، وانعكاس تلك المؤتمرات على تصورات الشباب نحو علاقتهم بالدولة والنظام السياسي الحالي.

وتمثل هذه الدراسة تسجيلًا وتوثيقًا لحدث مهم وفريد من نوعه (المؤتمرات الوطنية للشباب) خاصة مع تكرار وقوعها والترقب الدائم لكل جديد بها، بالإضافة لأهميتها لما تتيحه من حوار مجتمعي فعال بين الشباب ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى أهمية دراسة أبعاد التأثيرات الناتجة عن التعرض أو المشاركة في تلك المؤتمرات ودلالاتها، كما تنبع أهميتها من أهمية الفئة العمرية التي يتناولها البحث، حيث يمثل الشباب مرحلة عمرية هامة مؤثرة في المجتمع، تحمل في طياتها الأمل في المستقبل، وتقع على عاتقهم مسؤولية بناء وتطوير هذا المجتمع، كما أن هناك ضرورة دائمة تستوجب تناول الموضوعات والقضايا المتعلقة بهذه الفئة ودراستها، وذلك في ظل اهتمام الدولة بتمكينهم وتشجيعهم فعليًا على المشاركة في بناء وتحديث المجتمع المصري بجميع المجالات.

وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، وذلك بهدف تعزيز الإيجابيات، والكشف عن السلبيات لتلك المؤتمرات، الأمر الذي قد يسهم في تقديم بعض المقترحات التي من شأنها زيادة تفعيل الأدوار التي تقوم بها تلك المؤتمرات تجاه الشباب المصري، والمعالجة الإعلامية لها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز