فضائل الشهر الكريم

بقلم : محسن عبدالستار

من أجمل وأرقى العبادات في شهر رمضان المعظم عبادة "الصوم"، التي قال عنها الحق تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به"، وعبادة القيام التي قال عنها النبي الكريم: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".

ومن حكمة الله سبحانه وتعالى، أن فاضل بين خلقه زمانًا ومكانًا، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها مثل الشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر الكريم بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن على نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان".

وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، من صامه وقامه إيمانًا بموعود الله، واحتسابًا للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين.

وهو أيضًا شهر العتق من النار، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".

وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة.

فيكتسب هذا الشهر أهمية كبيرة في مشارق الأرض ومغاربها، لنزول القرآن الكريم فيه، ولتضمنه ليلة القدر المباركة التي يتم تحريها في العشر الأواخر منه، ولاشتماله على عبادات خاصة، تغفر الذنوب بها، وتكفر السيئات بفضلها، ويضاعف الأجر والثواب نتيجة لها.

ومن جميل هذا الشهر وعظمته، أن الله سبحانه وتعالى يجعل له في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار، يحفهم بعفوه، ويشملهم برحمته، فإذا جاءت آخر ليلة من ليالي رمضان أعتق الله سبحانه وتعالى بعدد عتقائه من النار طوال الشهر كله. فطوبى لنا جميعًا بهذا الشهر الكريم العظيم.