عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الزينات الحرام في ليل رمضان

الزينات الحرام في ليل رمضان

بقلم : عادل عبد المحسن

قبل حلول شهر رمضان بأيام أو ساعات قلائل تجد المسلمين يتكالبون على تركيب الزينات في كل ربوع مصر، لا تجد حارة ولا شارعا إلا لمبات وعقود الإنارة والزينات تملؤه احتفاء بحلول شهر الصيام وتحول هذا الشهر الفضيل إلى مظاهر بذخ وتبذير وسرقة للمال العام وكأن هذا الشهر المبارك جاء لهذه المظاهرة الكاذبة ولم يأت للتدبر والعظة وصفاء النفس البشرية من آثامها حيث جاء في قوله تعالى جل علاه:



"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ" لا يخفى على أحد والصغير يعرف قبل الكبير أن استخدام الزينات والمظاهر الكاذبة لم يكن موجودا قبل قدوم حكم الفاطميين إلى مصر على يد القائد جوهر الصقلي والسلطان  المعز لدين الله الفاطمي إنما كان المسلمون يصلون التراويح ويتجمعون على العبادة لا لسرقة التيار الكهربائي بأي منطق وأي مبرر شرعي يستحل الناس سرقة الكهرباء لقد تحول شهر الصيام والعبادة إلى أكبر مسابقة للأكل في العالم الإسلامي وضاعت الحكمة التي أوجدها الله من وراء هذه الفريضة أن نخضع لأوامر الله في أداء فرائضه ابتغاء مرضاته وكفالة المحتاجين.

قبل حلول الشهر المبارك بأيام قلائل نشرت المواقع الإخبارية خبرا عن وفاة شاب سقط من أعلى مسجد بمدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج أثناء تركيب زينة رمضان على مئذنة المسجد، فهل هذه المظاهر من الدين في شيء؟

هل يعلم المسلمون أن أخذ الهلال شعارا أعلى المساجد ولم يكن موجودا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين فالمساجد بيوت الله، وهي خير بقاع الأرض، أذن الله تعالى أن ترفع وتعظَّم بتوحيد الله وذكره وإقام الصلاة فيها، ويتعلم الناس بها شؤون دينهم من أجل السعي إلى مرضاة الله جل في علاه ولن يرضى عنا الله سبحانه وتعالى إلا بتطهير أنفسنا من البدع والخرافات، ومن الأوساخ والأقذار والنجاسات، وبصيانتها من اللهو واللعب والصخب وارتفاع الأصوات.

لا أعرف ما الجدوى من استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح وغيرها من الصلوات، هل المسلم يصلي لله أم يصلي للمارة في الطرق؟

يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في رحلة مع صحابته ووجدهم يرفعون الصوت في الدعاء لله سبحانه وتعالى وطالبهم بخفض الصوت لأنه الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد.

متى يكون الإسلام في سلوكنا؟ لا في مظاهرنا حيث أصبحت قلوبنا غلف؟

لا يفوتني أن أذكر هذه الواقعة أن طالبًا من دولنا الإسلامية كان يسير في الشارع بإحدى المدن الألمانية وتطرق الحديث بينهما إلى الإسلام فكان من الطالب المسلم اسمًا إلا أن قال لصديقه الألماني إن هذا الدين هو من تسبب في تخلفنا وإذ بصاحبه الألماني يشير إلى لافتة أعلى وجهه مستوصف طبي تقول "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" من أقوال محمد.

وسأله صديقه الألماني من محمد؟ فكان رد الطالب المسلم انه رسول الله فقال الشاب الألماني يؤسفني أن أرى روح الإسلام هنا وجسده هناك.

متى يكون المسلم مسلما بحق ويكون الإسلام في سلوكه لا مظهره؟

بأي حق يتم استباحة المال العام في شهر العبادة بسرقة الكهرباء لإنارة الشوارع واستهلاك كميات مضاعفة من كل شيء في المأكل والمشرب والكهرباء تحول من شهر "تدبير" إلى "تبذير".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز