عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الانتصار «المصرى» لأهالى «غزة»

الانتصار «المصرى» لأهالى «غزة»

بقلم : هاني عبدالله

ستظل «القاهرة» هى قلب العروبة النابض، وإن كره الكارهون.. وستظل تحركاتها داخل «المحيط العربى» ضميرًا حيًا فى وجه ما يأفكه الأفاكون.. فما ضلَّت «مصر» وما غوت؛ إذ كانت.. ولا زالت.. وستظل، هى مفتاح الحل، وملجأ «القضية الفلسطينية»، دون متاجرات، أو مُزايدات.




لذلك.. عندما كان يتاجر كلٌ من: [الإعلام التركي]، و[الإعلام القطري] بمعاناة أشقائنا فى قطاع غزة (فى أعقاب «مسيرة العودة الكبرى» على امتداد الحدود بين إسرائيل والقطاع)؛ كانت مصر [وحدها]، هى الحصن الآمن فى وجه جرائم [الاحتلال الصهيوني].. وقبل 24 ساعة فقط [من الآن]، أصدر الرئيس «عبدالفتاح السيسى« توجيهاته للسلطات المصرية باستمرار فتح معبر رفح» طوال شهر رمضان؛ لتخفيف الأعباء عن الإخوة الفلسطينيين بقطاع غزة.


ما قرره السيسى «مساء أمس الأول» (الخميس)، لم يكن التحرك المصرى الأول؛ لتخفيف أزمات أهالى القطاع [ولن يكون الأخير، كذلك].. ففور بدء عمليات القصف الجوى لـ«أهالى القطاع» من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلية (الاثنين الماضي)، كان أن وضعت مصر كامل طاقتها الطبية، فى خدمة الأشقاء الفلسطينيين، وسخّرت مستشفيات «شمال سيناء» (العريش، والشيخ زويد، ورفح)؛ لرعايتهم.. إلى جانب تجهيز 7 سيارات إسعاف [بطواقمها الطبية] لمعبر رفح؛ لنقل المصابين.


.. وكان هذا – أيضًا – بتوجيه سريع من «القيادة السياسية» لوزير الصحة المصرى «أحمد عماد الدين».. إذ كانت حصيلة الاشتباكات (إلى ذلك الوقت) نحو 55 شهيدًا، وأكثر من 2400 مصاب (بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية).. وتلقى أغلبهم الرعاية الطبية بأيادٍ مصرية.

 

على المستوى السياسى،أيضًا.. لم تتردد «القاهرة» فى شن هجومٍ حادٍ على «جرائم الاحتلال الإسرائيلى«.. وأعربت «القاهرة» (فى أول رد فعل عربى على العدوان الإسرائيلي) عن رفض مصر [القاطع] لاستخدام القوة فى مواجهة [مسيرات سلمية] تطالب بحقوق مشروعة وعادلة.. وحذّرت «وزارة الخارجية المصرية» من [التبعات السلبية] لمثل هذا التصعيد الخطير فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.. كما أكدت مصر [دعمها الكامل] للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى (وعلى رأسها الحق فى إنشاء «الدولة المستقلة» وعاصمتها القدس الشرقية).. كما كانت «القاهرة» هى أول من أبدى الاعتراض على [العجرفة الأمريكية]، وإصرار «إدارة ترامب» على نقل السفارة الأمريكية إلى [القدس المُحتلة].


وبين موقف «القاهرة» الرافض لنقل «السفارة الأمريكية» إلى القدس، وإدانتها للعدوان الغاشم على مسيرات أهالى القطاع [السلمية]، كان أنْ أعطى الموقف المصرى [الصلب] قوة دفع إضافية للشارع العربى (الرافض للعدوان الإسرائيلي)؛ للوقوف على قلب رجل واحد.. إذ أدانت الحكومة الأردنية، أيضًا «القوة المفرطة» التى استخدمتها القوات الإسرائيلية فى قطاع غزة، قبل ساعات من تدشين سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس المحتلة، ودعا الناطق الرسمى باسم الحكومة الأردنية «محمد المومنى» المجتمع الدولى إلى أن «يتحمل مسئولياته؛ من أجل [توفير الحماية للشعب الفلسطيني] من الاعتداءات الإسرائيلية، التى تقوض جهود السلام، وتدفع المنطقة باتجاه مزيد من العنف والصراع».


وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية «أحمد أبوالغيط»: إن افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس «خطوة بالغة الخطورة»، مُعتبرًا أنّ الإدارة الأمريكية [لا تدرك أبعادها الحقيقية]، وأنّ «تساقط الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلى،يجب أن يدق ناقوس خطر [وهو تحذير لكل دولة لا تجد غضاضة فى التماشى مع المواقف غير الأخلاقية أو القانونية، لقوات الاحتلال الإسرائيلي]..وتابع «أبوالغيط»: إنّ الفلسطينيين يشعرون بتخلى الولايات المتحدة عن دورها التاريخى [كوسيط نزيه فى هذا النزاع]، بعد أن كشفت «واشنطن» - مع الأسف - عن انحيازها الكامل للمواقف الإسرائيلية، التى تُخاصم الشرعية والقانون (الدوليين) على طول الخط.


كما أدانت «دولة الإمارات العربية» التصعيد الإسرائيلى، الذى يشهده قطاع غزة.. وعبّرت وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإماراتية عن استنكارها لاستخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين [العزل]، الذين يمارسون حقهم فى التظاهر والمطالبة بحقوقهم المشروعة.. وشدد «بيان الوزارة» على رفض الإمارات [القاطع] لاستخدام القوة فى مواجهة المسيرات السلمية التى انطلقت فى [الذكرى الـ 70 للنكبة الفلسطينية].


وفى الرياض.. أدانت المملكة السعودية بشدة إطلاق الجيش الإسرائيلى النار على «المدنيين» فى قطاع غزة.. ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية السعودية؛ فإنّ «المملكة» أبدت استياءها من استهداف [المدنيين الفلسطينيين] من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى.. وأعلنت [البعثة الكويتية] لدى الأمم المتحدة عن أنها دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن، حول الوضع فى الشرق الأوسط بعد مقتل عشرات الفلسطينيين بأيدى جنود إسرائيليين.

وفيما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلى تواصل قصفها لليوم الرابع على أهالى القطاع، بدعوى الرد على إطلاق نيران رشاشة على مبان فى «سديروت» (وهى مستوطنة قريبة من القطاع)؛ كان أن أدركت «مصر» أن قوات الاحتلال الإسرائيلى (فى ظل السياسات الأمريكية غير العادلة)، ستسعى – بشتى السُبل – لتضييق الخناق على أهالى غزة.. لذلك؛ تحملت «القاهرة» مسئوليتها [التاريخية] تجاه القضية الفلسطينية، وقررت فتح معبر رفح أمام الأشقاء لمدة 30 يومًا (رغم ما يُمكن أن يسفر عنه هذا الأمر من مخاطر، مُحتملة).


.. فتحية لـ «قيادة سياسية» [صلبة]، قررت أن تقبل التحدى،مهما كانت تداعياته، أو تبعاته.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز