عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فرصة عمل ..وقسم المحافظ

فرصة عمل ..وقسم المحافظ

بقلم : رؤوف عبيد

عندما كنت أتصفح الأخبار استوقفني خبر مفاده (أن محافظ المنيا  أقسم لو أن مشروع فول وطعيمة سيقوم بافتتاحه طالما يوفر فرصة عمل ) أنتهى الخبر ، لكن لا بد من وقفة تحليلية حول هذه التصريحات ، لقد كان من الممكن أن يتحدث  المحافظ  عن المشروعات التى تقوم بها الدولة فى صعيد مصر ، ويبعد تماما عن احتمالية النقد ، ويتحدث عن عدد المشروعات الجديدة التى سيتم افتتاحها بالمحافظة منها المنطقة الصناعية التى تم إنشائها خلال الفترة الماضية وغيرها من المشروعات التى لا مجال لذكرها هنا ، ويبقى تحت مظلة التصريحات الآمنة ، ولكن لضخامة حجم المشكلة فى مصر بشكل عام ، وبصعيد مصر بشكل خاص نجد هذا الاهتمام ، وتجعلنا نبحث عن حلول لهذه المشكلة .



ورغم الهجوم الذى واجه المحافظ والغير مبرر ، أجد أنها جرأة منه على مواجهة  أحد أهم المشكلات التى توجه المجتمع المصرى وهى توفير فرص عمل والتى تكاد لا توجد أسرة الا وتعانى من هذا الأمر لذلك أرى أن ما صرح به المحافظ يجعلة فى مقدمة المسؤولين الوطنيين الذين يشعرون بآلام الناس وأوجاعهم عندما يقرأون هذه التصريحات سيشعروا أن هناك من يحمل همهم ويبحث عن حل لمشكلاتهم.

 ولكن تبقى المشكلة كامنة ، وتزداد يوما بعد يوم ، والحكومة لا تستطيع توفير فرصة عمل داخل مؤسساتها التى اكتظت بالعمالة ، لا أنسى يوما كنت فى أحد الوزارات لتسليم خطاب لمكتب الوزير، وإذا بأكثر من عشر موظفين فى حجرة واحده كلهم يعملون فقط لاستلام الخطاب ، نظرت إليهم جميعا ، وإذا بهم شباب لا يعملون شئ الا أنهم ينتظروا راتبهم فى نهاية الشهر ، والوظيفة يقوم بها موظف واحد ، وليس هذا الكم من الموظفين ، وللأسف مازال الشباب يبحثون عن فرصة عمل داخل الموسسات الحكومية أى كانت مهدرين أعز ما لديهم وهى أعمارهم ، والسؤال الذى يطرح نفسه ماذا يمكن ان يفعلوا هؤلاء الشباب؟ وما هو دور الحكومة ؟.

  أتصور أن أهمها للشباب هو التطويرالذاتى والبحث عن التميز ومعايشة الواقع بعيدا عن الأوهام والتعامل مع المشكلة بنفس فلسفة العمل معها فى الخارج ، فمثلا تجد أن الشاب يبحث عن فرصة سفر إلى أى دولة وبمجرد وصوله ، تجده يعمل أى شئ لحصوله على المال وخوفه من الفشل ، ولو تعامل هنا فى مصر بنفس هذه الفلسفة لاختلف الأمر اذكر أن احد  رجال الأعمال قال لى أنه فى حاجة ماسة إلى عمالة مدربه لكنه لا يجد وهكذا صاحب مركز صيانه لا يجد شباب يتدربوا على إصلاح السيارات ،  وغيرها كثير من الاعمال التى لا تجد عمالة .

اذا فعلى الشباب البحث عن التميز والتخصص والإتقان يسأل نفسه ماذا تستطيع أن يقدم لنفسه ومجتمعه بعيدا عن الفهلوة وشغل الثلاث ورقات الذى انتشر فى الأوان الاخيرة ، وكذا البحث عن المشروعات الصغيرة الانتاجية التى يمكن من خلالها الارتقاء بنفسك وتحقق أحلامك بعيدا عن المقاهى والتكاتك التى ملأت البلد شرقها وغربها ، ووقتها لن يكون هناك من يبحث عن فرصة عمل واحده .

وهنا لا نستطيع أن نخلى مسئولية الحكومة فى هذا الشأن ، فعليها دعم المشروعات الصغيره والمتوسطة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ، سواء الدعم المادى او المعنوية ، وتذليل العقبات لتلك المشروعات و التى يقوم بها هؤلاء الشباب وتأسيس وزارة خاصة للمشروعات الصغيره والمتوسطة تعمل على عمل الدراسات اللازمة للمشروعات الصغيرة وتمويلها ، بجانب دعم رجال الاعمال فى تاسيس مشروعات انتاجية وصناعية ضخمة توفر فرص العمل وليس التعامل معهم على انهم مجموعة لصوص والا سيتركوا الاستثمار طالما هناك معوقات تواجههم فى إقامة المشروعات التى يقوموا يتاسيسها وتوفر فرص عمل لأبنائنا.

وما بدأت به أريد أنهى به هو أهمية شعورالمسؤول بما تتكبده الأسر فى تعليم اولادهم وحسرتهم حينما لا يجدوا فرصة عمل لابناءهم ، وبحثه عن دعم المشروعات التى توفر فرصة عمل حتى وان كان المشروع فول وطعمية ، أن الامر شديد الخطورة ويمس كثير من الأسر المصرية ويحتاج تكاتف قبل تفاقمها ، وهو ما لمسته فى قسم المحافظ ، حتى وان لم يكن من هذه التصريحات الا الشعور والاحساس بآلام الناس فهذا يكفى من انتماء وحب لهذه البلد التى تستحق منا الكثير والكثير لكى تنهض على أكتاف أبناؤها .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز