عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
مؤتمرات الشباب.. تواصل دائم وحوار بناء (2)

مؤتمرات الشباب.. تواصل دائم وحوار بناء (2)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

توصلت الدراسة الضافية للدكتورة مي مصطفى عبد الرازق المدرس بقسم الصحافة بأكاديمية "أخبار اليوم" عن اتجاهات الشباب المصري نحو المؤتمرات الوطنية للشباب إلى نتائج مهمة، وذلك بهدف تعزيز الإيجابيات، والكشف عن السلبيات لتلك المؤتمرات، الأمر الذي قد يسهم في تقديم بعض المقترحات التي من شأنها زيادة تفعيل الأدوار التي تقوم بها تلك المؤتمرات تجاه الشباب المصري، والمعالجة الإعلامية لها.



وقد أُجرى الشق الميداني من الدراسة على 480 مبحوثًا من الشباب المصري، وكانت لدى النسبة الأكبر منهم درجة اهتمام متوسطة لكلٍ من متابعة الأحداث المتعلقة بالشباب بشكلٍ عام، وفعاليات المؤتمرات الوطنية للشباب محل الدراسة بشكل خاص، وتمثلت أهم دوافع متابعة المبحوثين لتلك المؤتمرات في فهم واستيعاب ما يجرى حولهم من أحداث وتطورات مهمة وتبنى آراء أو اتجاهات نحوها، لأنها مؤتمرات للشباب تُعنى بمناقشة قضاياهم ومشاكلهم، لمراقبة أداء الحكومة ومتابعة أنشطتها الموجهة للشباب.

وقد أكدت النسبة الأكبر من المبحوثين أن الشباب المصري يجمع بين امتلاكه لسماتٍ إيجابية وأخرى سلبية دون أن يطغى أحد الجانبين على الآخر، فكثيرا ما يُنْظَر للشباب باعتباره مشكلة بقصور رؤيتنا على ما يمثله من مخاطر وأوجه للفشل، إلا أن الشباب هو سلاح ذو حدين فهو بمثابة ثروة قومية حقيقية إذا ما أحسن استغلالها، كما أنه قد يتحول إلى أداة هدم وتخريب لذاته وللمجتمع، خاصة أن كثيرًا من الشباب يشيرون إلى وجود انفصال بين الحياة الفعلية لهم، والانطباعات المستمدة عن حياتهم سواء من التغطيات الإعلامية أو الدراسات الأكاديمية التي تتناول قضاياهم المختلفة.

وقد أوضحت الدراسة وجود درجة عالية من التفاؤل المختلطة بالقلق لدى المبحوثين إزاء الأوضاع في مصر، وبأن الأمور كانت سيئة ولكن في طريقها للتحسن، كما أفادت النسبة الأكبر من المبحوثين بامتلاكهم انطباعات متضاربة "إيجابية وسلبية" نحو مستقبل الشباب في مصر، وهي نتيجة تعد إيجابية في حد ذاتها، فضبابية الرؤية أفضل من كونها سوداء أو قاتمة كما كانت في أنظمة سياسية سابقة، خاصةً أن النسبة الأكبر من المبحوثين أقرت بأن النظام السياسي الحالي هو الأفضل بالمقارنة بالأنظمة السابقة.

نتجت عن متابعة المبحوثين للتغطية الصحفية للمؤتمرات الوطنية للشباب مجموعة من التأثيرات كان أهمها التأثيرات المعرفية ثم السلوكية، وأخيرًا العاطفية، ويمكن القول إن تلك التأثيرات لم تكن ناتجة فقط من متابعة المبحوثين للصحافة المطبوعة، خاصة أن نسبةً كبيرة منهم تتابع المنصات الإلكترونية لتلك الصحف، بالإضافة إلى جمعهم في المتابعة لأكثر من وسيلة، كما نجحت تلك المؤتمرات وبدرجة فوق المتوسطة في تحسين صورة الدولة والنظام السياسي لديهم، وفى زيادة درجة تأييدهم للنظام السياسي القائم، وبإيمانهم بصدق نوايا الدولة وبصحة المسار الذي تسلكه لإصلاح علاقتها بالشباب وإزالة أسباب التوتر بين الطرفين، ومساهمتها في زيادة قدرة المبحوثين على تقييمهم لأداء الحكومة وبأن تناول المشاكل والقضايا المختلفة بتلك المؤتمرات يحدث ضغطًا على المسؤولين لحلها ومتابعتها.

وأدت المؤتمرات الوطنية للشباب إلى الخروج بحلول وتوصيات ومبادرات للتعامل مع بعض الأزمات والمشاكل وتحول الكثير من الأهداف إلى نتائج ملموسة في مجالات عدة منها الاستثمار والنمو الاقتصادي بإصدار قرارات تتعلق بإنشاء جهاز لتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر...إلخ.

وفى مجال الحريات والمشاركة السياسية كانت هناك اتجاهات إيجابية نحو تشكيل لجنة وطنية لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بحقهم أي أحكام قضائية، وتمكين الشباب، وتجديد الخطاب الديني.. وغيرها، بالإضافة لبعض الفعاليات المؤثرة كنماذج محاكاة الدولة المصرية، و"اسأل الرئيس" وجوائز الإبداع للشباب، وغيرها، كما عكست تلك المؤتمرات حالة جيدة من التواصل والتحاور بين الشباب بعضهم البعض وبينهم وبين رئيسهم والمسؤولين والمفكرين.. إلخ، مما أدى إلى اكتساب الشباب بعض القيم السياسية الإيجابية، وبعض مهارات التفكير الناقد التي تحول الشباب من مجرد جمهور يتأثر بالمشكلة ولكنه لا يدركها إلى جمهور يدرك المشكلة وأبعادها ويستطيع نقدها، بالإضافة إلى مهارات القدرة على التمييز بين الآراء والوقائع، وجمع البيانات قبل إصدار الحكم على الأشياء، وتنمية القدرة على الملاحظة والنقد الموضوعي، والتعود على تقبل آراء الآخرين ومناقشتهم.

كما تمت الاستعانة في هذه المؤتمرات بمختلف استراتيجيات الحوار المجتمعي المختلفة كاستراتيجية التدعيم التي تهدف إلى تحقيق أهداف مرغوبة مع الأفراد والجماعات، واستراتيجية التنسيق التي تساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة في الحوار، ومدخل المشورة لتوجيه الحوار بين الأطراف المشاركة بما يتلاءم مع الظروف المجتمعية السائدة، ومدخل التفاوض للوصول إلى حل وسط مقبول لدى أطراف الحوار، ومدخل "اللوبي"، لإقامة شبكات للعمل وتبادل الخبرات والمهارات والموارد لتحقيق أهداف الشباب، واستراتيجية مشاركة المواطنين لاستثمار جهود الشباب وتوجيهها للمشاركة المجتمعية من خلال الحوار المجتمعي مع الجهات والمنظمات والهيئات المعنية بالشباب.

ونستكمل باقي نتائج هذه الدراسة المهمة في المقال المقبل بإذن الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز