عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العودة إلى روما لـ"رد الجميل"!

العودة إلى روما لـ"رد الجميل"!

بقلم : د. حماد عبدالله

وكان الدور السياسي الذي يقوم به صديقي الجديد الأستاذ الدكتور أحمد على مرسى  له أثر طيب، حيث تقرر تعيينه مستشارًا ثقافيًا لمصر في (روما) وكان لذلك أثر مهم، حيث استطعنا أن ننظم في المستشارية الثقافية في (روما) معرضا رائعا للكليم المصري المعاصر (د. حماد، د. سعيد) في شهر سبتمبر 1979، بعد أن استطاع د. أحمد مرسى التعاون مع رجل أعمال مصري يعيش في (روما) صاحب أحد أكبر كبريات شركات المقاولات هناك مهندس (إسماعيل السيد) وهو من أنشأ فيما بعد (قصر القطن) في الإسكندرية.



استطاع (د. مرسي) بالجهود الذاتية أن يعيد لأحد أعظم القصور الرومانية (موقع المستشارية الثقافية) بهاءه، فقد تمت إعادة صياغته معماريًا وتصميم داخلي طبقًا لقواعد وزارة الفنون الجميلة الإيطالية، حيث يقع هذه المبنى فوق جبل يطل على أعظم أثر في إيطاليا والعالم (الكولسيوم).

وتولى المهندس إسماعيل السيد على نفقته الخاصة كل تلك التكلفة، وكانت بداية العمل للدكتور مرسي في روما شيئًا مبهرًا، سواء للمبعوثين أم للضيوف (مثلى) أو حتى للسفارة المصرية، وفي نفس الوقت كان يتولى الفنان فاروق حسنى نائب رئيس الأكاديمية المصرية في (روما) تحت رئاسة المرحوم الأستاذ (صالح عبدون) واستطاع هذا الثلاثي أن يفجروا الثقافة المصرية في العاصمة الإيطالية، من فنون شرقية وأفلام مصرية وتعاون ثقافي مصري - إيطالي، وإقامة معارض للفنانين المصريين بقاعات الأكاديمية والمستشارية الثقافية وكان لكل من هؤلاء (أحمد مرسي، فاروق حسني) فضل كبير على العلاقات المصرية الإيطالية.

ولم يستمر د. أحمد مرسي كثيرًا، حيث عاد للقاهرة للجامعة، وظل (فاروق حسني) حيث رقى مديرًا للأكاديمية المصرية في "روما" حتى جاء وزيرًا للثقافة، وهذه حواديت أخرى!

وأعود إلى القاهرة مع رحلة التدريس بالفنون التطبيقية وترقيتي لدرجة الأستاذ المساعد عام 1983، وتقدمي لتسجيل درجة دكتوراه الفلسفة في الفنون التطبيقية، والتي واجهت اعتراضات شديدة، سواء من زملائي أو من بعض أساتذتي، حيث إن اعتراضهم جاء على أنني حاصل على درجة دكتوراه معادلة ورقيت لدرجة الأستاذية (مساعد) فلا ضرورة أن أسجل درجة دكتوراة جديدة، ولكن كانت وجهة نظري المناظرة لرأيهم.

إنني أريد أن يكون لدى (advance) في الغزل والنسيج حيث درجة الدكتوراه المعادلة (مصنفة) على أنها في (فن العمارة)!

وانعقد لهذه المشكلة العلمية مجلس دراسات عليا أعلى، ومجلس جامعة لكي يصدر القرار بالموافقة على تسجيلي لدرجة الدكتوراه.

وكانت تدور حول الواجهات المعمارية في واحات مصر الغربية، وأثرها في تصميم السجاد الميكانيكي!

وكانت ضربة معلم أن اجتزت الامتحانات المؤهلة للتسجيل بامتياز وسجلت الرسالة وتمت مناقشتها في احتفالية علمية مازالت تذكر حتى اليوم، يوم 15/11/1984، ولعل القارئ يلحظ أن قرار تعييني مدرسًا في 15/11/1978 أيضا!

وأصبحت حاصلًا على درجتي دكتوراه وأعطيت المثل على ألا يوجد كبير على العلم، فرغم حصولي على درجتي الوظيفية بالدكتوراه المعادلة إلا أنني سعيت للحصول على دكتوراه الفلسفة والتي لا يوجد لها أي أثر على درجتي الوظيفية بالعكس، قد استنفدت وقتًا وجهدًا ومالًا، ولكن الأثر الإيجابي لهذه الدكتوراه هو نتائجها التطبيقية، حيث ظهرت للوجود قرية صغيرة جدًا على بعد 1400 كيلو متر من القاهرة وهي واحة "البشندي" بالوادي الجديد، والتي تبرعت لهم بمجموعة من الأنوال وكميات من الصوف وقمت حتى بتعليمهم لإنتاج الكليم والسجاد، فأصبح أكبر مركز حرفي يصدر المنتجات الحديثة في واحات مصر الغربية اليوم (لوجه الله!).

وللحديث بقية..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز