عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حفاظًا على الدين من التسيب والتشدد

حفاظًا على الدين من التسيب والتشدد

بقلم : رؤوف عبيد

زاد في الآونة الأخيرة، هؤلاء الأقزام الذين يحاربون الدين الإسلامي، ويتجلى ذلك في تشويه الدعاة المعتدلين أو المناهج التشريعية للدين الحنيف، فهم مثل الحيات المسمومة تريد أن تدس سمومها لتفسد حياة المجتمعات الإسلامية، تحديدا في أهم ما لديهم ألا وهو الدين، فهؤلاء يرفضون التدين ويعتبرونه رجعيا وتخلفا في بعض الأحيان، تجدهم تارة يحاربون المؤسسات الإسلامية، وتارة ينهشون في لحوم الدعاة، سواء الجدد منهم أو القدامى، ويختتم حربه الضروس بهجومه على إحدى أهم مؤسسات الدولة الدينية، وهو الأزهر الشريف ومشايخه.



وللأسف هؤلاء مسلمون أو لو شئت قل متأسلمون، يعيشون بيننا متخفين تحت لواء التحضر والثقافة، ومنهم أيضا متخف تحت لواء الداعية الإسلامي لكن لا تجد منه إلا التشدد يحارب الدين بفهمه الخاطئ المتعمد لمنهاج الدين، تراه يصدر فتاوى متشددة متعصبة تحرم علينا كل شيء، يصور لك وكأن الإسلام جاء ليعسر علينا كل حياتنا متناسيا قول الله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فهؤلاء لا شيء يرضيهم إلا أن تنقم على الدين، واليوم الذي ولدت فيه لأبوين مسلمين فهم كارهو الدين بفطرتهم الخبيثة.

أما الذي يظهر بمظهر المثقف وغالبا هذا النوع يركز على الدعاة والمشايخ يتناول أشخاصهم دون مناهجهم لأنه لا يفهم فيها شيئا فثقافته محدودة وسطحية، يشعرك أنه يفعل ذلك لكي يزيل جهل المجتمع، ويحذرهم من هؤلاء الدعاة الذين يريدون أن يفسدوا المجتمع، يعيد إلى أذهانك قول ملأ فرعون الذين قالوا لفرعون عن موسى أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض، رغم أن فساد الدنيا كله كان في فرعون وقومه وكذلك هؤلاء.

وهؤلاء جميعا يهدفون إلى النيل من الدين، سواء بتشويههم المناهج السمحة، وإظهارها، وكأنها جاءت لتنتقم منك، أو بتشويه الدعاة المعتدلين، كل ذلك يحدث حالة من الارتباك لكثير من الناس، فقد أفقدونا الثقة في الدعاة، وكذا المناهج، إذا فكيف نتحصل على المعلومة الصحيحة الدينية، أرى في ذلك أنه حينما نتعرف على هؤلاء الأشخاص الرافضين لكل أنماط التدين المعتدل يمكننا أن نأخذ معلوماتنا الدينية بعيدة عنهم، من المؤسسات الإسلامية المعتدلة وعلمائها الأفاضل الذين اتسموا بالاعتدال وبمنطقهم المقبول.

ودفاعا عن الدين عليك عدم أخذ معلوماتك من هؤلاء المتشددين الذين يريدون أن يفهمونا أنا خلقنا لنعذب بهذا الدين رغم أن الله يقول (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما) فالغلو في الدين مرفوض بكل أشكاله وهناك حالات كثيرة من التشدد حدثت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ورفضها، فأسباب التشدد والغلو هي الجهل والغرور.

وعلى النقيض التسيب والغلو فيه، والتهاون والتفريط في ثوابت الدين، فليس معنى رفضنا التشدد بكل أشكاله أن نستسلم إلى هؤلاء الذين يدعون إلى الحريات المفرطة وترك الدين برمته وهو دور الوسطيين من الدعاة في دعوة الناس إلى الاعتدال في كل أمورنا لنحيا حياة هادئة بعيدة عن التشدد والتسيب وذلك حفاظا على الدين ودفاعا عنه.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز