تكليفي بإقامة معرض "مصر" في الاتحاد السوفيتي!!

بقلم : د. حماد عبدالله

أثناء المجهود العلمي الذي كنت أشارك فيه، وفي تكليف من المهندس المحترم الكبير حسب الله الكفراوي، لكلية الفنون التطبيقية بتنظيم معرض لمنتجات المدن العمرانية الجديدة، والتي كان له الدور الرئيسي في إنشائها مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات (العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر) "والسادات وبرج العرب" وحدد موعد افتتاح المعرض أول يوم في عام 1990، أول يناير بأرض المعارض بالقاهرة (مدينة نصر).

وبدأنا العمل كفريق الكلية تحت قيادة العميد (أ.د أحمد عطا) وكنت قد اخترت وكيلًا لكلية الدراسات العليا والبحوث 1989.

وأثناء افتتاح هذا المعرض صبيحة أول يناير 1990 جاء السيد الرئيس الأسبق (مبارك) مع جميع وزرائه وانتظر وصول الأمير الحمد (أمير قطر الأب) والذي انقلب عليه ابنه فيما بعد !!

وبدأت زيارة المعرض وكنا قد قسمناه إلى معرض نوعي أي ليس كل مدينة صناعية وحدها، أدمجنا المدن الصناعية في معرض نوعي للأثاث والنسيج، والحديد، والخزف ومواد البناء وغيرها من صناعات.

وأعجب السيد الرئيس بالمعرض وكنت مصاحبًا لسيادته بحكم أنني الذي أمثل الجهة التي أنشأت المعرض وخططته، لذا كان من نصيبي (كارت الصدر) باللون الأحمر، أي مسموح لي بالتحرك بجانب السيد الرئيس، وقد كان.

وأثناء العرض على سيادته أول سجادة في العالم من إنتاج النساجون الشرقيون في جناحهم بالمعرض فكان الاهتمام البالغ منه بأن أصدر قرارا بأنه سوف يزور موسكو لأول مرة، في مايو القادم وسوف يلتقي الرئيس (جورباتشوف) وهو صاحب (البروستوريكا) وإسقاط الاتحاد السوفيتي وتم تكليفنا أنا وزملائي بإقامة معرض مشابه لهذا المعرض في "موسكو".

وفورًا كان بمثابة قرار جمهوري تحركت كل الأجهزة بإصدار جواز سفر خاص ومعي حتى اليوم.

وتشكيل مجموعة عمل ترأسها (د.صبرى الشبراوي) ومعه (د.إبراهيم كامل) والمرحوم (تقي الله حلمي) والسيد محمد فريد خميس، وتحركنا وسهلت لنا كل الأمور لكي نقيم أعظم معرض أقامته "مصر" خارج أرضها، أعتقد حتى اليوم، فلم أشهد تنظيمًا وطنيًا تم بهذا الشكل، وبالتعاون بين الجميع ( كان فيه حالة حب) !! فقدناها للأسف !!

وكان المعرض تحت عنوان (مصر في الاتحاد السوفيتي) (مايو 1990).

وجاء الرئيس وألقى كلمته فخورًا بما شاهد وأتذكر أن الكلمة من وضع الأخ "الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي" سكرتير الرئيس للمعلومات حينها والذي تعرفت عليه منذ هذا التاريخ، ولم نفترق حيث جاء على رأس الخطاب كلمات وطنية جسدها السيد الرئيس ومن وضع العبقري (د.مصطفى الفقي) ( بني وطني أحييكم من موسكو من معرض مصر في الاتحاد السوفيتي مايو 1990، فخورًا بكم وإلخ...).

كان لهذا المعرض أثر إيجابي على مسيرتي، حيث أصبحت شخصية مهمة وسط أقراني، وأيضا كشفت عن رؤية أمتلكها وأعمل من أجل تحقيقها، وصادقت جميع من تعرفت عليهم ومازالت هذه الصداقة قائمة حتى اليوم مع من أمد الله في أعمارهم، ومن هنا أيضا ارتبطت تلك الأحداث بعلاقتي مع رجال وسيدات فضليات من الإعلام المصري يجب ألا ننسى دورهم الرائع وأكثرهن معرفة كانت المرحومة الأستاذة بهيرة مختار – نائب رئيس تحرير الأهرام والمرحومة السيدة أفكار الخرادلي، والسيدة فاطمة إحسان من روزاليوسف –أمد الله عمرها.

ومازالت الصداقة قائمة بيني وبين الأستاذ عادل حمودة وإبراهيم سعدة، وجلال دويدار، عظماء في تاريخ الوطن... وللحديث بقية...