عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"مصر إلى أين"؟! (2).. القوة والقدرة والتعليم

"مصر إلى أين"؟! (2).. القوة والقدرة والتعليم

بقلم : أيمن عبد المجيد

قدرة أي دولة في العالم، على التأثير والفعل، هي محصلة القوة الشاملة للدولة.



والقوة الشاملة للدولة، هي محصلة مجموعة من القوى، بالتحديد ستة أعمدة رئيسية: 

 

1- العنصر الجيوبولتيكي(الموقع الجغرافي للدولة؛ شكل الدولة، طوبغرافيتها) فالدولة ذات الموقع المتميز المطلة على منافذ بحرية، تختلف في قوتها عن تلك الدولة الحبيسة المحاطة باليابسة من جميع الجهات.

 

2-  العنصر الديمجرافي، البشر (السكان نموهم، وكثافتهم على الأرض، ومستويات الصحة والتعليم)، وهو العنصر الأهم في قوة أي دولة، فالبشر لأجلهم وبهم تعمل أي دولة.

 

3- العنصر السياسي (نظام حكم الدولة وشرعيته، ومدى قوة الدستور ومؤسسات الحكم، ونفوذ الدولة سياسيًا، داخليًا وخارجيًا).

 

4-  القوة الاقتصادية (موارد الدولة وإمكانياتها ومدى استغلالها الاستغلال الأمثل).

 

5-  العنصر العسكري (حجم وكفاءة وتطور القوى العسكرية).

 

6- الإرادة والعزيمة القوية للشعب، ووحدته وتلاحمه، وهي أهم عناصر القوة الشاملة، التي تحوّل القوة إلى قدرة على الفعل والتأثير.

 

لفت انتباهي استخدام الرئيس عبدالفتاح السيسي، لفظ القدرة، في سياق الرد على عدد من أسئلة مبادرة (اسأل الرئيس)، وليس لدي أدنى شك في أن الرئيس الذي نشأ في أعرق وأقوى مؤسسات الدولة المصرية، يختار مصطلحاته بعناية فائقة.

 

فالرجل يميل إلى الواقعية، لا يجنح مطلقًا إلى اللغة الحنجورية الفارغة، لا يغفل التحديات، ولا السلبيات، فجميعنا يعلم أن الواقع مليء بالتشوهات، لكن هناك فرقًا بين من يرسخ لواقع مظلم، ويبرر لنفسه الإخفاق، وبين من يعمل بأسلوب علمي على تغيير الواقع للأفضل.

 

الدولة المصرية، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعمل على تنمية القوة الشاملة للدولة المصرية، لتتحول إلى دولة حديثة قادرة على فعل أكبر تأثيرًا، يلبي طموح شعب مصر وأمتنا العربية، التي تكالبت عليها الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها.

 

هذا لا يعني توقف دور مصر لحين وصولها لمبتغاها من مستوى القوة الشاملة، بل تعمل بشكل متوازٍ، فالقدرة لا تولد بين لحظة وأخرى، بل هي عمل تراكمي متواصل، (عمل حقيقي لا شعارات).

 

والمدقق في أعمدة القوة الشاملة للدولة، يمكن ببساطة أن يقف على أهداف أعدائنا، والنقاط التي سيصوبون تجاهها نيرانهم، فإذا كانت مؤسسات الدولة المصرية تسعى لتقوية أعمدتها، فإن الأعداء من مصلحتهم إضعاف ذات الأعمدة.

 

العمود الأول (الموقع الجغرافي) الذي حبا الله به مصر، يجرى تنميته لمضاعفة قوته بحسن استغلاله، عبر استثمار محوري قناة السويس، وربط الوادي بسيناء، وتنمية شبه الجزيرة الرابطة بين قارتي آسيا وإفريقيا.

 

العمود الثاني للقوة، العنصر البشري، وهو الأساس وترمومتر قوة الدولة، وما الإنسان إلا عقل وجسد وروح معنوية، وانتماء وعقيدة، ومن ثم فإن أي محاولات هدم للدولة تبدأ بهدم الإنسان، بزعزعة عقيدته، أو إثارة الفتن بين مكونات الشعب، أو استهدافه بيولوجيًا، فشعب تتفشى فيه أمراض العقل أو الجسد أضعف من أن يصنع دولة قادرة.

 

وبالنظر إلى هذا العنصر البشري، نجد الدولة المصرية، بنظامها الحالي تسعى إلى تنمية القوة البشرية، عبر استحداث منظومة تعليمية، تستهدف تقديم مخرجات تعليمية، تمتلك عقلية نقدية، قادرة على الإبداع والابتكار، تمتلك مهارات التعلم الذاتي المستمر، ومهارات مستجدات التكنولوجيا ومقتضيات تطورات العصر الحديث.

 

فما طرحه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، مشروع دولة تستهدف تنمية العنصر البشري، في سياق النهوض بالقوة الشاملة للدولة، والتعليم صناعة للعقل، يوازيها عمل جاد للنهوض بالجسد، عبر تطوير المنظومة الصحية، وليس أدل على ذلك من النجاح في القضاء على قوائم انتظار علاج فيروس "سي"، وإن كانت بداية في طريق طويل للنهوض بالمنظومة الصحية.

 

إذن النهوض بالمنظومة التعليمية، أحد أهم ضرورات الارتقاء بالعنصر البشري، أي ركيزة أساسية، في القوة الشاملة للدولة، وقدرتها على الفعل.

وللحديث إن شاء الله بقية.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز