عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نهاية أسطورة «صفقة القرن»!

نهاية أسطورة «صفقة القرن»!

بقلم : هاني عبدالله

لا تقبل «القاهرة» المساومات أو المُزايدات.. مواقفها [ثابتة].. ومبادئها لا تتجزأ.. لذلك؛ لم يكن غريبًا أن تُعلن [مصر العروبة] عن فتح معبر رفح لمدة 30 يومًا (هى أيام شهر رمضان)، مع بدء عمليات القصف الإسرائيلى على أهالى غزة، الاثنين قبل الماضى (وهى المجزرة الأكثر دمويةً فى القطاع منذ حرب العام 2014م).. كما لم يكن مُستغربًا، أيضًا، أن توجه [القيادة السياسية المصرية] بسرعة تدفق قوافل الإمدادات للأشقاء، منذ بداية الأسبوع المنصرم (وهو ما لا يزال مُستمرًا حتى كتابة هذه السطور).




إن كان ما سبق، هو الجزء [المُعلن] من عملية الدعم المصرى لأهالى القطاع.. فإن «الجديد»، هو أنّ [القاهرة] تدرس بجدية شديدة (فى الوقت الحالى)، تمديد فتح المعبر لما بعد شهر رمضان، أيضًا (رغم ما يحمله هذا القرار من مخاطر «مُحتملة» تدرك القاهرة أبعادها تمامًا).


الموقف الأخير «شديد المسئولية».. وأكثر من سار، فى مضمونه.. إذ يعكس إلى أى مدى تتمسك «القاهرة» بحقوق الشعب الفلسطينى [المشروعة].. وإلى أى مدى – كذلك - تتمسك القاهرة بدورها [التاريخى] فى حل النزاع [الإسرائيلى/ العربى] على أسس عادلة.

 

حذّرت «القاهرة» مرارًا من مغبة القرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية للقدس [المُحتلة]، وما يحمله هذا القرار من وأد مبكر لمفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل.. إلا أنّ («واشنطن» زادت الطين بِلّة).. وكانت «المُحصلة» المباشرة لنقل سفارتها إلى القدس (على الأقل فى الوقت الحالى)؛ هى قطع سُبل الاتصال بين «إدارة ترامب»، و«السلطة الفلسطينية».. وهو ما أضعف – يقينًا – الفُرص [الراهنة]؛ لاستئناف مفاوضات السلام.. ثم كان أن سكبت [الرعونة الإسرائيلية] مزيدًا من الزيت فوق النار عبر، عمليات القصف «الوحشى» لأهالى القطاع.


فى وقت سابق.. ملأت «إدارة ترامب» (فضلاً عن وسائل الإعلام الغربية) الدنيا ضجيجًا حول ما أسمته [صفقة القرن]؛ لإحلال السلام بين الإسرائيليين، والفلسطينيين.. لكنها قطعت بيدها، سبل الوصول إلى حلولٍ عادلة (!).


وبعيدًا عن أنّ الحديث عن تلك الصفقة «غامضٌ» فى حد ذاته، [وتتسيد فيه «الشائعات» حديث المعلومات].. إلا أن «واشنطن» – فى الحقيقة – تحركت فى إدارة قضية السلام، بجسد أمريكى، وعقل [إسرائيلى] متشدد (!).. إذ اتخذت «إدارة البيت الأبيض» (الحالية) على عاتقها تنفيذ ما لم تستطع أى إدارة سابقة أن تنفذه (أى: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المُحتلة)، تحت مزاعم الوفاء بالوعد الانتخابى لحملة ترامب (!).


.. وهو ما كان محلاً للترحيب [الإسرائيلى] الحار، ومحلاً – كذلك – لمعارضة المجتمع الدولى، وغضب «القادة العرب»، والفلسطينيين.


فى [مايو، أيضًا]، ولكن، من العام 1995م.. ظهر للعلن «قانون سفارة القدس»، للمرة الأولى.. إلا أنّ كُل الرؤساء الأمريكيين [السابقين] كانوا أكثر قلقًا من تداعيات هذا القرار.. لذلك كانوا يوقّعون إعفاءات متعلقة بالأمن القومى [كل ستة أشهر]؛ لتأجيل نقل السفارة.


لكن.. لم يكترث «ترامب» [وإدارته] بتداعيات القرار (المؤجل لما يقرب من 23 عامًا).. فكانت احتجاجات القطاع.. وكان التعنت والعنف الإسرائيلى.. ثُمَّ كان أن تخضبت أرض القطاع بمزيد من دماء الشهداء [العُزَّل]، والمزيد من تقطيع أوصال السلام.

 

بدأت الاحتجاجات، نفسها بشكل أسبوعى فى 30 مارس الماضى، ووصلت ذروتها مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وحلول الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية (ذكرى إعلان قيام إسرائيل) فى 15 مايو [الجارى].


ضمّت التظاهرات، يقينًا، عناصر من حركة «حماس».. إلا أن العدد الأكبر من أفرادها، كان من [العناصر المدنية] (سكان غزة).. إذ تحركت تلك المجموعات بدوافع [قومية] بحتة (منها: «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين النازحين فى حرب العام 1948م/ تدهور الوضع الإنسانى بشكل حاد فى القطاع الساحلى).. أى أنّ أغلب المتظاهرين كانوا من «المسالمين» (ممن لا يملكون أى أسلحة على الإطلاق)، بخلاف ما روجت إليه [آلة صناعة الأكاذيب الصهيونية (!).


ومن منطلق [احترام مطالب الفلسطينيين المشروعة]؛ طالبت مصر (الدولة) بحل «عادل» للقضية.. ومن منطلق الرؤية الإنسانية لـ [تدهور الوضع بشكل حاد فى القطاع]؛ لم تتردد مصر (الرسمية) للحظة فى أن تعلن عن استعدادها الكامل للمشاركة فى «إعادة إعمار غزة».. وبطاقة تنفيذية، تفوق فى قوتها [بمراحل] ما يُمكن أن يسهم به أى طرف آخر فى عملية «إعادة الإعمار» نفسها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز