عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العاشر من رمضان.. ومعركة الكرامة

العاشر من رمضان.. ومعركة الكرامة

بقلم : محسن عبدالستار

في يوم العاشر من شهر رمضان المعظم سنة 1393ه، الموافق السادس من أكتوبر 1973م، خاضت مصرنا الحبيبة معركة "العزة والكرامة"، التي انتصر فيها الجيش المصري الباسل على العدو الغاشم الإسرائيلي، واسترد جزءًا غاليًا من أرض مصر، وهي سيناء الحبيبة، "أرض الفيروز"، الأرض المباركة الطيبة التي عاش ومر بها الكثير من الأنبياء.



لقد استطاع الجيش المصري العظيم أن يعيد لمصر فرحتها وكرامتها من جديد، وأن يحول مرارة كأس هزيمة 67 إلى ملحمة خالدة.

ما زال هذا النصر العظيم يُدرَّس ويخضع للتحليل والدراسة في المؤسسات العسكرية في العالم كله لما شهده من براعة في القتال من الجندي المصري ومن مفاجآت عجز الكيان الصهيوني عن مواجهتها.. وانهارت على أثرها أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية التي لا تقهر في ست ساعات على يد الجيش المصري، "الصائم"، بقيادة المحارب العبقري، محمد أنور السادات وجنوده الأبطال أصحاب الروح القتالية العالية، الذين لا يخشون في الحق لومة لائم.

في هذا اليوم– الذي لا ينسى على مر الأزمان- ضرب الشعب المصري أروع صور البطولة، وذلك حينما تجاوز الصراعات الداخلية، ووقف إلى جوار قواته المسلحة وقفة رجل واحد، يشد أزرها، ويدعم قدراتها، ويضع مطلبًا وهدفًا واحدًا أمام عينيه فوق كل المطالب والأولويات، وهو تحرير الأرض الطيبة المباركة من دنس الكيان الصهيوني الغاشم.

فقد أثبتت الحرب للعالم كله قدرة المصريين الأحرار على إنجاز عمل عسكري عظيم، يستند إلى شجاعة القرار، وهو الذي اتخذه القائد العظيم السادات في هذا الوقت، ويعتمد على دقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، ما أكد للعالم أن التفوق العسكري ليس حكرًا على طرف دون آخر، وأن براعة التخطيط العسكري المصري، وبسالة الجندي المصري الشجاع، وإيمانه بشرف الأهداف التي يقاتل من أجلها كانت أقوى وأكبر من الفارق في القدرة والتقدم في المعدات والعتاد، التي كان يتفاخر بها جيش الكيان الصهيوني.

وهنا ظهر الدور العروبي القوي، وكان التضامن العربي الذي بدا واضحًا في حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، وكان دليلًا قاطعًا على بداية شعور العرب- ولأول مرة في تاريخهم- بالخطر على أمنهم القومي والاستراتيجي، ولذلك توج هذا التضامن بنصر عسكري كبير سعد به العرب جميعًا.

فتمثلت صور التضامن العربي في هذه الحرب في تهديد الدول المنتجة للنفط باستخدام سلاح النفط، ما وجه ضربة موجعة لاقتصاديات الغرب.

ونجح الجيش المصري في اختراق خط برليف في ست ساعات– فقط- من بداية المعركة، كما منع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة هائلة، واستطاع الجيش المنتصر أن يحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، فكان من أبرز نتائج الانتصار الكبير في العاشر من رمضان استعادة أرض سيناء الحبيبة، التي عملت القيادة السياسية على إعادة تعميرها وبدء مشروعات عظيمة بها، والعمل على تحويلها إلى منطقة استراتيجية متكاملة تمثل درعًا واقية لمصر من الناحية الشرقية.‏

وختامًا.. سيظل هذا اليوم العظيم- العاشر من رمضان- مصدر مجد وفخر للعسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وسامًا على صدر كل مصري وعربي، كما نرجو أن يكون شفيعًا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداءً لوطنهم الغالي، من أجل أن تعيش مصرنا الغاليةوأمتنا العربية وتنعم بالعزة والكرامة.

فطوبى للشهداء، الذين قال الله تعالى فيهم: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز