عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مؤتمرات الشباب.. تواصلٌ دائم وحوارٌ بناء (3)

مؤتمرات الشباب.. تواصلٌ دائم وحوارٌ بناء (3)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

لا يمكن أن ننكر جسامة التحديات والمهام التي تواجه الدولة المصرية، إلا أن الشباب المصري عينة الدراسة التي أجرتها د. مي مصطفى عبد الرازق مدرس الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم يرون أن أداء كثير من رجال الحكومة هو جزءٌ مما وصلنا إليه دون شك، حيث إن استمرار أدائهم أو منهجهم في التفكير بهذا الشكل يراكم المشاكل ويفاقمها ولا يقدم لها حلولًا، في المقابل رأى كثيرٌ من المبحوثين أنه لا شك في صدق رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحقيق الرخاء لشعبه واجتهاده في ذلك، لكنهم يروْن أنه يجب تغيير بعض أدواته لتحقيق هذا الرخاء كي لا تحدث حالة من الاغتراب السياسي لدى الشباب التي تقع عندما تستمد المؤسسات السياسية قوتها من المواطنين ثم تقوم باستخدام تلك القوة من خلال فرض قرارات وسياسات لها آثار سلبية على هؤلاء المواطنين.



وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين حجم تعرض المبحوثين للتغطية الصحفية لفعاليات تلك المؤتمرات وإدراكهم واقعية المضمون المثار عن قضايا الشباب بتلك المؤتمرات، واتفقت نتائج الدراسة مع ما توصلت إليه دراسة أخرى من أن النسبة الأكبر من المبحوثين يروْن أن المسلسلات المصرية تتوافق مع الواقع الحقيقي للحياة، بينما تتوافق المسلسلات التركية في بعض الأمور مع الواقع المصري، واختلفت مع دراسة أخرى أشارت إلى وجود علاقة ارتباط عكسي بين إدراك الجمهور واقعية المضمون الدرامي واتجاهاتهم نحو ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتمثلت الفئات الأكثر اهتمامًا بمتابعة تلك المؤتمرات والرغبة في المشاركة فيها في المبحوث في حد ذاته باعتباره الشخص الأول بمتوسط حسابي (2.21)، ويليه الصديق المقرب كشخصٍ ثانٍ يمثل امتدادًا للشخص الأول بمتوسط حسابي (2.07)، ثم الآخرين من الشباب باعتبارهم الشخص الثالث بمتوسط حسابي (1.87)، وتتماشى تلك النتيجة مع أن درجة الاتفاق كبيرة بين المبحوثين وأصدقائهم في الميول والآراء بمتوسط حسابي (2.39)، ويختلفون عن الآخرين من الشباب بدرجة متوسطة بمتوسط حسابي (2.17).

ونجد أن نتائج الدراسة قد انتهت إلى أن اتجاهات المبحوثين حول نمط الأشخاص الذين يتأثرون إيجابيًا بوقوع تلك المؤتمرات في المبحوثين أنفسهم بمتوسط حسابي (2.97)، ثم من يشبهونهم في الرأي من أصدقائهم وزملائهم المقربين بمتوسط حسابي (2.67)، وأخيرًا مَن يخالفونهم الرأي من أصدقائهم وزملائهم المقربين بمتوسط حسابي (2.30)، ويمكن تفسير ذلك في ضوء مقبولية أو مرغوبية الرسالة اجتماعيًا، حيث أكدت الدراسات وجود علاقة طردية بين الاقتناع بمرغوبية الرسالة اجتماعيًا وبين إدراك الشخص الثالث مع المضمون الإيجابي، وأكدت دراسات أخرى أنه يوجد تأثير شخص ثالث بالنسبة إلى المضمون السلبي والإيجابي، لكنه أكبر بالنسبة للمضمون السلبي، وهذا ما خلصت إليه الدراسة الحالية من وجود تأثير إيجابي على الذات كشخص أول، بينما نجد آراء المبحوثين حول اتجاهات الآخرين من الشباب المصري عامةً نحو تلك المؤتمرات بأن نسبة من يحملون اتجاهات سلبية نحوها أكثر ممن يحملون اتجاهات إيجابية نحوها بنسبة (57.2%) مقابل (42.8%) ما يشير إلى وجود تأثير للشخص الثالث، وإن كان بفارق ليس كبيرًا، خاصةً أن مرغوبية الرسالة أو احتمالية الفائدة ذات علاقة نسبية.

فالأشخاص في حالة اختلافهم سيقومون بتقييم الأمور بطرق مختلفة كما أن إدراك الشخص الثالث سيكون مرتفعًا عند إجراء المقارنات بين الجماعات الخارجية أكثر من المقارنة بين الجماعات الداخلية، وهذا ما يفسر التأثير البسيط للشخص الثالث حيث إن الشباب ككل يشتركون في بعض التوجهات ويختلفون كجماعات فيما بينهم، وهذا ما انتهت إليه الدراسة حيث يختلف المبحوثون عن الآخرين بدرجة متوسطة ويتفقون مع أصدقائهم بدرجة كبيرة، وبهذا فإن الدراسة الحالية قد أثبتت صحة الفرض الإدراكي لنظرية تأثرية الشخص الثالث بوجود فروق بين إدراك أفراد العينة لتأثرهم الشخصي بالتغطية الصحفية لتلك المؤتمرات وإدراكهم تأثرية الآخرين بها فهي ذات تأثير إيجابي على الذات كشخص أول ثم على الأصدقاء المقربين كشخص ثان، وتأثير سلبي على الآخرين وإن كان تأثير الشخص الثالث ضعيفًا.

وتتماشى تلك النتيجة مع اتجاهات المبحوثين بأن المعالجة الإعلامية لتلك المؤتمرات بشكل عام والصحفية بشكل خاص قد ولدَت تأثيرات إيجابية وسلبية على حد سواء بنسبة (37.5%)، ثم التأثيرات السلبية في المجمل بنسبة (23.7%)، ثم لم يكن لها أي تأثير بنسبة (19.6%) وذلك لمن لم ينجح الإعلام في التأثير عليهم أو اتبعوا فعلًا وقائيًا ضد التأثير رغبة منهم في الاحتفاظ بآرائهم سواء كانت صحيحة أم لا، ويمكن تفسير ذلك أيضا في ضوء درجة الاندماج مع القضية؛ فحجم التعرض للمؤتمرات مختلف ودوافع التعرض وكثافة التعرض أيضا والاتجاه المسبق نحو تلك المؤتمرات، ومدى احتلال متابعة تلك المؤتمرات الأولوية لدى المبحوثين، بالإضافة لاختلاف درجة الوعى والتعليم بين المبحوثين، واختلاف المبحوثين في بعض الجوانب السيكولوجية كمدى التمسك بالرأي، ومدى تفاؤل الشخصية.. إلخ، بالإضافة لتدعيم أو تعزيز الذات أي تقدير الشخص لذاته.

وتشير الدراسات إلى أن الشخص الأول كثيرا ما يتصف بأنه متفتح أو تقبلي للآخر كما أن لديه رغبة في التميز عن الآخرين حيث يعتبر الشخص الأول والثاني وحدة واحدة بينهما كثير من التطابق أو التشابه، أما الآخرون فهم ليسوا مثلي أو ربما أيضا ليسوا مثلي على الإطلاق، أما الباحثة فقد لاحظت خلال توزيعها لاستمارات الاستبيان أن بعضًا من المبحوثين الذين أجابوا باهتمامهم بمتابعة هذه المؤتمرات بدرجة كبيرة أو ممن شاركوا بها أو لديهم أقارب أو معارف شاركوا بها وبأنهم أجابوا أن لها تأثيرات إيجابية عليهم كانوا يعتقدون أن استجاباتهم هي الأفضل، وهذا ما يمكن تسميته بظاهرة التأثير الأفضل Optimal Impact Phenomenon وذلك على الظاهرة التي يعتقد فيها الأشخاص أن استجاباتهم الخاصة تجاه رسائل وسائل الإعلام هي الأفضل من استجابات الآخرين، كما أشارت دراسات إلى أن المبحوثين الأعلى تقديرًا للذات كانوا الأكثر احتمالًا لإبداء آرائهم الإيجابية بشكل علني بشأن القضايا المدروسة من غيرهم.

ونستكمل في المقال القادم بإذن الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز