عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تحديات الولاية الثانية

تحديات الولاية الثانية

بقلم : محمود حبسة

أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام مجلس النواب القسم الجمهوري، إيذانا ببدء الولاية الثانية له كرئيس لجمهورية مصر العربية، تبدأ الولاية الثانية للرئيس وقد خطت مصر خطوات واسعة على مسار النهوض بالدولة المصرية بعد سنوات عجاف منذ أن اندلعت أحداث ثورة يناير منذ أكثر من 8 سنوات مرت خلالها مصر بفترة عصيبة جدا هي بلا شك الفترة الأصعب في تاريخها، كان الهدف الأكبر للرئيس في ولايته الأولى إعادة هيبة الدولة المصرية والحفاظ على مؤسساتها ولم يكن هذا الهدف في حد ذاته سهلا فقد كانت الحرب التي مورست ضد مصر صعبة وعنيفة بدءا من حرب التشكيك التي مارستها جماعة الاخوان التي استهدفت اضعاف مؤسسات الدولة واشاعة الفوضى والاضطرابات السياسية انتهاءا بالعمليات الارهابية القذرة ضد رجال الجيش والشرطة في سيناء ومعظم الأراضي المصرية، اليوم تبدأ مصر الولاية الثانية للرئيس وإيجابيات كثيرة قد تحققت، فمصر نجحت نجاحا كبير في تثبيت أركان الدولة وإعادة هيبتها على الصعيدين الخارجي والمحلى فعلاقات مصر بجميع دول العالم في أزهى وأبهى صورها يشهد على ذلك هذا الكم من التعاون والتنسيق مع معظم دول العالم على المستويين الدولي والإقليمي، وعلى الصعيد المحلى لم تشهد مصر هذا الاستقرار منذ فترة طويلة من تاريخها، كما أن مصر قطعت شوطا كبيرا في معركة كان لابد أن تخوضها وهي معركة الإصلاح الاقتصادي لإنقاذ الاقتصاد المصري ودفعه إلى الأمام والنهوض به لمواجهة تحديات التنمية ورغم صعوبة هذه المعركة فقد تفهم المصريون أهميتها وأنها شر لابد منه حتى لا تصبح مصر غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها للمؤسسات والشركات الدولية وكذلك تجاه احتياجات السوق المحلى، في ظل عدم توافر العملة الصعبة، وبذلك كان لابد من تحرير سعر الصرف وقرارات الإصلاح الاقتصادي والذي ساعد على إنجاحها الإصلاح التشريعي وهذه الحزمة من القوانين منها قانون الاستثمار وغيره والتي ساعدت على القضاء على السوق السوداء للعملة الصعبة وبدأ تدفق الاستثمارات، تدخل مصر الولاية الثانية للرئيس السيسي وقد قطعت شوطا كبير في معركة التنمية وهذا الكم من المشروعات التنموية العملاقة في سيناء ومختلف المحافظات المصرية خير دليل على ذلك إضافة إلى هذا الكم من مشروعات البنية التحتية من كهرباء وطرق وكباري ومحطات مياه وصرف صحى وتوصيل الغاز وإصلاح منظومة الخبز والسلع التنموية والتي تعنى أن يعيش المصريون حياة كريمة، تدخل مصر الولاية الثانية للرئيس، وجيشها يحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم وتمتلك قدرات تمكنها من حماية ثرواتها ومقدراتها في البحرين الأبيض والأحمر من حقول غاز وبترول وغيرهما، تبدأ الولاية الثانية ومصر تسحق الإرهاب في ظل النتائج المبهرة للعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 والتي تستهدف القضاء عليه بالكامل واقتلاعه من جزوره.



لاشك أن أهدافا كبيرة تحققت على صعيد إعادة بناء مصر القوية الحديثة ووضعها على الطريق الصحيح كدولة كبيرة في المنطقة والعالم ولاشك أيضا أن ثمنا باهظا دفعه المصريون سواء من دم الشهداء الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين أجادوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن أو من خلال تلك المعاناة التي عاناها المصريون بسبب ارتفاع الأسعار بعد قرارات الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الصرف، ورغم هذه النجاحات التي تحققت في الولاية الأولى للرئيس السيسي يبقى هناك عددا من التحديات ستواجهها مصر خلال الولاية الثانية للرئيس أبرزها استكمال وتوسيع الحرب على الفساد الذي استشرى في مختلف مناحي الحياة في مصر وليس إلقاء القبض على عدد من قيادات وزارة التموين منذ أيام قليلة بتهمة تلقى رشوة سوى دليل جديد على أن الفساد ما زال متغلغلا في المجتمع المصري يضرب قمته وقاعدته في آن واحد، ويدخل في نطاق مواجهة الفساد والمفسدين في مصر استرداد حق الشعب المصري من الذين نهبوا ثرواته ومقدراته ومنهم هؤلاء الذين استولوا على أراضي الدولة سواء بوضع اليد أو بتراب الفلوس، كما يقول التعبير الشعبي، مستغلين علاقاتهم بأركان النظام المخلوع وحصلوا على آلاف الأفدنة وكونوا ثروات هائلة ومن ثم فإن استرداد أراضي الدولة يبقى واحدا من الأولويات في الولاية الثانية للرئيس وهو ما يتطلب تفعيل أكبر لدور اللجنة التي تم تشكيلها لهذا الغرض برئاسة مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محلب وإعطائها كل الصلاحيات، ومن التحديات المهمة في الولاية الثانية للرئيس تحقيق أكبر للعدالة الاجتماعية بتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية للطبقات الفقيرة ومحدودي الدخل والمهمشين والفقراء في المناطق الأشد فقرا وذوى الإعاقة والمرأة المعيلة لإعانة هذه الفئات على أن تحيا حياة كريمة إضافة إلى تضييق الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، ومن التحديات إصلاح منظومة التعليم في مصر ليس فقط من خلال المشروع الذي طرحه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، وهو بلا شك يسعى لإحداث نقلة نوعية للتعليم المصري ولكن أيضا من خلال الاهتمام بالمعلم المصري ماديا واجتماعيا فمما لاشك فيه هو حجر الأساس لإنجاح مشروع تطوير التعليم لأنه هو من سيقوم بتنفيذه، ومن التحديات التي تواجهها مصر في الولاية الثانية إصلاح الحياة السياسية بإعطاء دور أكبر ومشاركة أكثر فاعلية لأحزاب سياسية قوية ونشطة تساهم في إحداث تنوع في الحياة السياسية وتفعيل الحوار المجتمعي في مختلف القضايا.        

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز