عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رمضان في حياة الصحابة

رمضان في حياة الصحابة

بقلم : محسن عبدالستار

تاريخ صحابة رسول الله والتابعين الأبرار يحوي بين جنباته قصصًا مشرقة، وقدوات حسنة، عن كل أحوالهم، خاصة في رمضان، من عبادة وتزكية للنفوس ونفع للناس.



فكان عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين، ويحافظ على ذلك باستمرار.

وكان رضي الله عنه إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه للسائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي من الطعام فيصبح صائمًاولم يأكل شيئًا.

وكان بعضهم يستحب أن يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروّحهم.

لقد كان صحابة رسولنا الكريم، رضي الله عنهم، مقتدين بحبيبهم وقدوتهم محمد- صلى الله عليه وسلم- يستقبلون رمضان كما يستقبله، استقبالًا حافلًامليئًا بالفرح لهذه الفرصة العظيمة التي جعلها الله عز وجل لمن أراد.

 فالصيام وحده يعتبر من العبادات التي لم يحدد لها الله عز وجل أجرًا، بل إنه يجزي بها كل إنسان، بحسب طاعته وإخلاصه في عمله، فهو عز وجلالعليم بما في القلوب وهو الكريم أيضًا، فكان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله عز وجل في الستة أشهر التي تسبق رمضان بأن يبلغهم رمضان،وأن يعينهم على عبادته فيه، ويدعون الله عز وجل الستة أشهر الباقية فيما بعد رمضان بأن يتقبل منهم عبادتهم في ذلك الشهر الفضيل.

فكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يستقبل رمضان بقوله: "مرحبًا بمطهر ذنوبنا".. فقد كان يعلم رضي الله عنه بما لهذا الشهر من الأجرالعظيم والخير الجزيل من معطي النعم بغير حساب.

وكان علي بن أبي طالب، ابن عم خير البشر، رضي الله عنه يقول عن صيام شهر رمضان: "إن الصيام ليس من الطعام والشراب، لكن من الكذبوالباطل واللغو".

وكان  من عادات الصحابة رضوان الله عليهم استقبال رمضان بالدعاء وطلب الغفران من الله عز وجل، فكانوا رضوان الله عليهم يكثرون من الدعاء في ليالي رمضان وفي نهاره وفي السجود والقيام، ووردت عنهم العديد من الأدعية التي كانوا يكثرون منها في رمضان، فكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول عندما يفطر: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي"، وكان الكثير منهم يقومون ليل رمضان بطوله ويقرؤون القرآن في لياليه العظيمة أكثر مما يفعلون في غيره من الشهور فكان عثمان بن عفان- رضي الله عنه- يختم القرآن مرة في كل يوم، فكانوا- رضي الله عنهم- يعدّون منيقرأ سورة البقرة في صلاة التراويح مخففًا للصلاة وكانوا يقومون الليل كله حتى إذا فرغوا من الصلاة حل موعد السحور وأذان الفجر.

أما في العشر الأواخر، فكانوا يجتهدون اجتهادًا عظيمًا، اقتداء بالنبي- صلى الله عليه وسلم- رغبة في بلوغ ليلة القدر المباركة، التي كانوا يستعدون لهااستعدادًا خاصًا، فكان بعضهم يغتسل ويتطيب في ليلة السابع والعشرين، التي رجح بعض العلماء أنها ليلة القدر، فيقضونها بين صلاة وذكر، وقياموقراءة قرآن، ودعاء وتضرع لله  تعالى، سائلينه أن يعتق رقابهم من النار.. اللهم آمين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز