عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا نشطاء الدراما.. ارحمونا!

يا نشطاء الدراما.. ارحمونا!

بقلم : رشاد كامل

منذ سنوات ابتلينا بظاهرة عجيبة وغريبة اسمها النشطاء!! نشطاء فى كل شىء وأى مجال!! من الناشط السياسى إلى الناشط الحقوقى، ومن الناشط الكروى إلى الناشط الاستراتيجى!!



ومع كل شهر رمضان يختفى هؤلاء النشطاء، ويظهر نوع جديد من النشطاء هو «الناشط الدرامى» الذى يتفرغ تمامًا للدراما ويستعد بكل ما أوتى من «نشاط» وحيوية لممارسة حقه كناشط درامى جهبذ!!

ومع أول يوم لعرض مسلسلات رمضان، بدأ هؤلاء النشطاء فى ممارسة «نشاطهم» وخبرتهم النضالية فى النضال الدرامى، وكان «الفيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعى هى مكانهم المفضل لنضالهم ونشاطهم!!

والناشط الدرامى يشبه الناشط الحقوقى أو الناشط السياسى، فهو لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، ودائمًا تجده صاحب رؤية غاضبة وساخطة وناقمة على كل ما يراه!!

ولم ينج مسلسل واحد من نضال وكفاح هؤلاء النشطاء، فإذا تجرأ مشاهد وأبدى إعجابه بعمل ما أنهال عليه النشطاء بالسب والتقريع واتهامه بأنه لا يعرف «ألف» الحبكة الدرامية من «كوز» الإخراج والمونتاج!

وإذا أبدى أحدهم إعجابه وتقديره بمضمون أحد المسلسلات، هاجمه النشطاء واتهموا المسلسل بأنه مسروق من الرواية الفلانية للأديب الفلانى!! أما إذا أبديت استحسانك بالموسيقى التصويرية لهذا المسلسل فسوف ينالك الهجوم والتقريع لأنك لا تفهم فى قواعد الموسيقى ولا تحفظ السلم الموسيقى، وأن موسيقى المسلسل مسروقة بالكامل!!

وهكذا يمضى يوم النشطاء على الفيس بوك هجوم ثم هجوم ثم هجوم ولا شىء غير ذلك!! تمامًا كما يفعل أى ناشط سياسى أو حقوقى!!

ثم نأتى لنوع آخر من هؤلاء الذين يرتدون ثياب البطولة والنضال، عندما يكتب أحدهم على صفحته مثلا «بدلا من كل هذه الملايين التى صرفت على المسلسلات لماذا لم تقم الحكومة بصرفها فى بناء مدارس ومصانع ومستشفيات، وسرعان ما ينضم لكلامه المئات، فيهاجمون هذا الإسراف والسفه، فإذا قام أحدهم بالقول إن هذه الملايين هى لشركات القطاع الخاص التى تنتج المسلسلات وليس الحكومة، هاجوا عليه وماجوا واتهموه بأنه موالس خلبوص!!

ما تفسير هذه الحالة؟! وما هو تحليلك لظاهرة «الناشط الدرامى» بشكل خاص؟! أظن أن الإجابة وجدتها فى كتاب مهم اسمه «العرب ظاهرة صوتية» للمفكر العربى الكبير «د. عبدالله القصيمى» إذ يقول مفسرًا وشارحًا: «لو أنهم منعوا البتة من الكلام أو قللوا منه فماذا يبقى لهم من المجد والقوة والكبرياء، أليس الكلام هو كل مجدهم وقوتهم وكبريائهم وثنائهم على أنفسهم، وهل اعتدى قوم على الكلام أو على ما يسمى كلامًا مثلما اعتدى عليه العرب أو أكثر مما اعتدوا عليه؟ «صدقت يا دكتور عبدالله»!!

وكما تقول الفنانة المطربة الكبيرة «صباح» فى إحدى أغنياتها «كلام.. كلام.. كلام.. ما باخدش منك غير كلام».

ورحمه الله كاتبنا الكبير أحمد رجب عندما كتب: الكلام نوعان: كلام فارغ وكلام مليان كلام فارغ»!

ارحمونا يا نشطاء الدراما يرحمكم الله!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز