عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إحراز بُطولات جديدة

إحراز بُطولات جديدة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

لماذا يستمتع الإنسان بالنظر إلى الماضي، والتحسر عليه؟! فكل إنسان عندما يتحدث عن ماضيه، إما أن يسرد بطولاته، أو قوته، أو جاذبيته، أو جماله، أو ثراءه، أو شهرته، ويظل يُعدد في مُميزاته، التي لم يكن لها نهاية أو مثيل، ويذكر روايات لولا ثقة المُستمعين فيه ما كانوا صدقوها، ويشعر بغبطة شديدة، عندما يرى نظرات الإعجاب والانبهار، تملأ عُيون من حوله، وهو يتحدث بصوت يملؤُه الزهو والافتخار، وفي نهاية حديثه، يتنهد بعمق وحسرة على الأيام التي ولَّتْ، وأعطت له ظهرها.



وكل هذا لا غبار عليه، فالطبيعي أننا نتذكر تاريخنا، ونحكيه، ونفتخر به، ولكن لماذا نقف عند مرحلة الماضي، ليشكل لنا حسرة في قلوبنا من تركه لنا في حاضر بلا هوية ومستقبل مجهول؟ لماذا لا نصنع بطولات جديدة، وتاريخًا حافلًا للمُستقبل القريب؟!

فالشخص قوي البنية، يستطيع لو أراد أن يستعيد قوته، وذلك لو واظب على التمارين الرياضية، والغذاء الصحي، والإشراف الطبي، والمرأة الجميلة، يمكنها أن تستعيد جمالها، لو اهتمت بذلك وركزت فيه، والشخص المشهور يمكنه أن يعيد أمجاده بأن يُبدع ويبتكر من جديد، وكذلك من كَوَّنَ ثروة في الماضي، يمكنه أن يفكر في بداية جديدة، تكون نواة لثروة أخرى يُكونها.

وهكذا، فطالما أن الإنسان لا يزال يعيش وقلبه ينبض، وجسده يتحرك، وعقله يُفكر، فلماذا لا يستغل كل هذه الأدوات، ليصنع تاريخًا جديدًا، فبدلًا من روايات الذكريات، وإعادة سردها مِرارًا وتكرارًا، والتحسر عليها، وانتظار الموت، يُمكننا أن نصنع بطولات جديدة، حتى لو كانت ستبدو أقل من سابقتها، فيكفي أننا نُحيي الأمل بداخلنا، ونُحاول تجديد خلايا عقولنا وأجسامنا، ومن يدري، فربما تكون بُطولاتنا الجديدة أعرق وأعظم من القديمة.

فالقصة في النهاية، قصة إرادة، وليست قصة عُمْر وسِنّ، فرُبما في الماضي كان العقل مُزدحمًا بأفكار ومسؤوليات كثيرة، أما الآن، فأصبح هناك مُتسع من الوقت، يسمح للإنسان بأن يُعوض ما فاته، بل ويُبدع فيه، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن الحياة ما هي إلا حلبة لإحراز بُطولات جديدة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز