عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فتحى غانم وموسى صبرى وتلك الأيام!

فتحى غانم وموسى صبرى وتلك الأيام!

بقلم : رشاد كامل

لم يغفر الرئيس «السادات» لمجلة «روزاليوسف» موقفها من مظاهرات يناير سنة 1977 والتى كان يراها «انتفاضة حرامية» ولم يشفع لروزاليوسف أنها كتبت وقتها «الحكومة أشعلت الحريق والسادات أطفأه!!» وكان قرار السادات وقتها تغيير قيادات المجلة بالكامل الأساتذة: عبدالرحمن الشرقاوى رئيس مجلس الإدارة ورئيسا التحرير «صلاح حافظ وفتحى غانم» فى أبريل 1977.



وبعد فترة قصيرة من ذلك التغيير الصحفى كان الأستاذ الكبير «موسى صبرى» يتحدث تليفونيا مع الرئيس السادات بشأن «فتحى غانم» وأنهما ضحكا كثيرا. ويقول «فتحى غانم»:

- قال لى «موسى» إنه تحدث مع السادات عنى وأنهما ضحكا، قال له السادات عنى إنه دائما يذهب فى الرجلين!! قلت له ضاحكا: هذا ما يحدث لى كلما وجدت نفسى فى معمعة صحفية أو سياسية من ذلك النوع الذى تشغلون به أنفسكم!

أما عندما أكتب الرواية عن عالم الصحافة فالأمر يختلف تماما فيكون غيرى هو الذى فى الرجلين!

وهنا خطر له أن يكتب رواية عن محفوظ عجب فقد اكتشف أن سلاح الأدب أقوى من سلاح السياسة أو الصحافة فى معركته الأسطورية مع «محفوظ عجب»!!

وفى مقاله البديع «موسى وحكايات يرويها صديق» يقول «فتحى غانم»: عرفت «موسى صبرى» الصديق بعيدا عن الصحافة والسياسة، كان يحكى لى همومه وأسراره فى العمل وغير العمل فيجد بعض الراحة للاستماع إليه، وكان يرهقنى عندما يسألنى عن رأيى لأنه يتعامل بعواطفه، والعاطفة عنده لها الأولوية على حسابات العقل، والود الإنسانى أصدق من المنطق وهو فى ذلك مصرى بكل معانى الكلمة.

كنت أسمع من يقول لى: كيف تصادق هذا الرجل؟! ما الذى يجمع بينكما، وكنت أجد صعوبة فى أن أشرح لمحدثى أن هناك علاقة تقوم على نوع من الاطمئنان والثقة لاتستطيع أن تتشكك فيها أو تمتحنها، علاقة هيأها الله للبشر، لا تستطيع أن تمتحنها لأنك لا تمتحن الرب.

عندما ترك أخبار اليوم أول مرة وذهب إلى «الجمهورية» كان الدافع عاطفيا، خلال ساعات وساعات من الحديث بيننا عن جدوى الذهاب إلى الجمهورية والتخلى عن أخبار اليوم، كان المعنى الذى لا يردد سواه هو ألمه الشديد إذ لم يجد من الذين يحبهم نفس العاطفة التى كان يتوقعها منهم!

جاء «موسى» إلى دار التحرير وكنت رئيسا لها وقالوا لموسى إنه سوف يلقى معاملة سيئة ولن يقبض راتبه، ولكنه لم يمتحننى، جاءنى كصديق ورحبت به، وكان لايتوقع غير ذلك، وكان فى الظاهر يكتب فى أمور نسائية بعيدا عن السياسة، ولكنه خاض معركة عاتية ضد «الأهرام» على صفحات الجمهورية بسبب خلاف حول نشر مذكرات الماريشال السوفيتى «زوكوف» الذى استولى على «برلين» فى الحرب العالمية الثانية!

كانت الجمهورية قد اشترت حقوق النشر وأعلنت عن موعد نشر المذكرات، فإذا بالأهرام تسارع بنشر ملخصات للمذكرات دون الحصول على إذن من الناشر، وكتب «موسى» عدة مقالات عن تقاليد النشر والعلاقة بين الصحف ولم يوقع مقالاته، وفى اجتماع فى النقابة اتفقت مع المرحوم «على حمدى الجمال» وكان مديرا لتحرير الأهرام فى ذلك الوقت على إصدار بيان من النقابة يؤكد احترام حق كل صحيفة فى الانفراد بنشر ما تملك حق نشره، دون أن تتعرض لمنافسة من صحيفة أخرى لا تملك حقوق النشر!

رأيت فى هذا البيان ما يكفى لإرساء قاعدة يحترمها الجميع، وكنت قد لاحظت فى نفس الوقت أن المقالات التى كتبها «موسى» بغير توقيع وتحملت مسئوليتها شخصيا تتحول داخل النقابة إلى هجوم مباشر على الأستاذ «محمد حسنين هيكل» يوشك أن يتطور إلى هجوم على العهد كله، وكان هذا بالنسبة «لموسى» أمرا عاديا فالمعركة مستمرة، أما بالنسبة لى فالمعركة كانت فى حدود تأكيد حق الجمهورية فى الانفراد بنشر مذكرات زوكوف، وكان السادات يتابع «موسى» فى الجمهورية ويعمل على عودته إلى الأخبار!!

وللحكاية بقية!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز