عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
‎الدولة الجديدة

‎الدولة الجديدة

بقلم : طارق رضوان

فى الثانى من يونيو ( حزيران ) من عام 2018 ميلادية، الموافق السابع عشر من رمضان لعام 1439 هجرية، وقف الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يحلف اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية أمام مجلس النواب، فى مشهد تاريخى مهيب وقف الرئيس يقسم اليمين للمستقبل، لبناء الدولة القوية التنموية، نجح الرئيس فى سنوات قليلة أن يلملم أطراف أمة كانت على وشك الضياع، يلملم شتات أمة كبيرة عميقة الجذور فى التاريخ المجيد، أيام من الفوضى والخيانات مرت على مصر كانت كفيلة بأن تسقطها فى براثن التفكك والضياع والفوضى والضعف واستباحة أراضيها.



 فى أربع سنوات سابقة وهى فترة الرئاسة الأولى، كانت مصر تحارب على جميع الجبهات بلا رحمة، حرب الإرهاب وحرب الهوية وحرب الفساد وحرب الاقتصاد.

كان على الرئيس وهو رأس الدولة أن يتحمل أخطأ ماضى أليم. وعليه أن يتخذ القرار السليم وعليه أن يمتلك القدرة على اتخاذ القرار، وعليه أخيرًا أن يتحلى بالصبر للملمة أطراف الدولة بعد عام هو الأخطر فى تاريخ مصر حكم فيه جماعة إرهابية أعظم دولة فى الوجود، ليحولوها إلى ولاية من ولايات خلافتهم المزعومة.

تحمل الرئيس العبء وحده، وخلفه كان الجيش العظيم وخلفهما شعب مصر الجسور. فقد تعرض هذا الشعب لضغوط كادت أن تفقده الثقة فى نفسه وفى تاريخه وفى حاضره وفى مستقبله. كان مهددًا فى حياته وأمنه من جماعة إرهابية كان الدم رخيصًا عندهم أمام حلم زائف بالخلافة الزائفة. تصدر الرئيس المشهد منذ ثورة يونيو العظيمة، ليعلن للعالم أن لهذا الشعب درعًا وسيفًا. يعلن أن بمصر مازال هناك رجال يضحون بحياتهم من أجل الأمة. يعلن أن بمصر رجال شرفاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه. تحمل الرئيس الكثير من أجل تلك الأمة. ضغوط خارجية وإرهاب داخلى قتل رجال من الجيش والشرطة ومن الشعب لإثارة الفتنة والفوضى لتسقط البلاد. أيام عصيبة مرت بها مصر خلال الأربع سنوات السابقة قابلها الرئيس بأعصاب حديدية وإيمان كبير بالله وإيمان بتلك الأمة وعظمتها.

وانتصر الرئيس ورجاله وشعبه. فقد كانت المرحلة الأولى من الرئاسة هى مرحلة ترتيب البيت المصرى من جديد. إزاحة كل الشوائب والمعوقات وهدم كل ما هو قديم وبالٍ. ليبدأ فى البناء والتعمير والتنمية. فقد كانت الأمة أمام مفترق طرق أمامها فى تلك الأحداث. أمامها ثوابت ومتغيرات. ثوابت فى الاستراتيجيات العليا للدولة وهى الأهداف التى تحددها الحقائق الطبيعية لمصر  بتاريخها وموقعها الجغرافى وانتمائها القومى، وفى إطار المصلحة وحدود الأمن. أما المتغيرات فهى تحقيق تلك الأهداف فى ظروف كما نراها مختلطة ومختلفة وصعبة وقاسية، وموازين تتغير بتغير العصر وظروف الإقليم حولها، وذلك فى وجود موارد تتفاوت حجمها ويتفاوت تأثيرها تبعا لطريقة إدارتها تبعًا إلى درجة الالتزام لدى الرئيس فى الاستفادة منها وتطويعها من أجل مصلحة الشعب كله وليس لمصلحة فئة معينة، وهو كان أشد الناس التزامًا وحرصًا على نفسه للحفاظ على الأمة.

كان على الرئيس أن يبدأ سريعًا فى لملمة أطراف الدولة بعيدًا عن العنف والقسوة. لأنه يدرك خطورة اللحظة وقوة الاندفاع الشعبى وهوس السياسة دون علم أو ثقافة، وكان عليه أن يزيل بدقة وحسم وحذر آثار احتقان وطنى مستعينًا بإدارة حوله ماهرة فى كل المجالات والميادين.

ميادين التشريع والقانون والاقتصاد والعلاقات الإقليمية والدولية والاتصالات الشعبية. كل ذلك تحمله الرئيس فى ولايته الأولى للرئاسة. وقد كان أمامه جبل من المشاكل الاقتصادية لا تحل إلا بإزالة وتفتيت ذلك الجبل المبنى من تراكم أخطاء اقتصادية عطلت الاقتصاد المصرى حتى وصلت إلى الركود العظيم. وكان على الرئيس السيسى أن يختار الحفاظ على شعبيته الرهيبة الطاغية النابعة من التفاف الشعب حوله فى ثورة يونيو، ويبقى الوضع الاقتصادى كما هو، أو أن يختار الطريق الصعب القاسى باتخاذ قرارات اقتصادية صعبة فى وقتها لكنها تبنى مستقبلًا لهذه الأمة. واختار الرئيس الطريق الصعب مغامرًا ومراهنًا على وعى الشعب وقدرته على التحمل من أجل مستقبل أولاده. كسب الرئيس الرهان الصعب، وبدأت الدولة أول طريق بناء الدولة الجديدة.

وهى دولة تحمل سمات القوة والتنمية والتعمير والسلام ومحاربة الفساد، وتلك الدولة لا تولد بمجرد الأحلام أو الأمنيات. لكنها تبنى بالدم والدموع والعرق وبالإرادة الحديدية النابعة من الإيمان بمصر. وقف الرئيس يحلف اليمين الدستورية ليعلن أن الأمة فى طريقها لعهد جديد. ومستقبل أفضل وحياة كريمة آمنة. تحية لسيادة الرئيس. وتحيا مصر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز