عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فتنة السلفيين والإخوان في رمضان

فتنة السلفيين والإخوان في رمضان

بقلم : د. شريف درويش اللبان

لا يزال السلفيون والإخوان يمارسون دورًا مشبوهًا في محاولة إفساد أي أجواء إيجابية يمر بها المصريون، ويحاولون إثارة سخط الشعب المصري على الدولة في كل مناسبةٍ وحين، سواء في مجالات الحياة العامة المتعلقة بأمور الدنيا أو في أمور الدين، وليس أدل على ذلك مما حدث في شهر رمضان الحالي.



فقد خرج علينا جهابذة السلفيين والإخوان في منتصف شهر رمضان ليفتوا بأن المصريين قد بدؤوا صيام الشهر الكريم في يوم الثاني من رمضان، وهو ما فوت عليهم صيام اليوم الأول منه، مستشهدين بأن القمر كان بدرًا يوم 13 رمضان، وهو ما توصلوا إليه من خلال الرؤية بالعين المجردة، وهو ما كذبه معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية وعلماء الفلك، الذين قالوا بأن القمر لم يكن بدرًا في ذلك اليوم بل كانت إضاءته 92% من القمر عند تمامه، وهو ما وأد هذه الفتنة في مهدها.

ثم أثار السلفيون فتنة أخرى بأن أذان الفجر يُؤَذَنُ له قبل موعده في رمضان، وهو ما نفته أيضا وزارة الأوقاف المصرية، وهي الجهة الوحيدة في مصر المخولة بتحديد مواقيت الصلاة بعد الرجوع إلى الحسابات الفلكية والعلماء المتخصصين في هذا المجال.

إن السلفيين والإخوان يريدون أن يكونوا دولةً داخل الدولة، يحددون بدايات الشهور الهجرية ومواقيت الصلاة، ليثبتوا أنهم الأقرب إلى الله، وبالتالي يجب على المصريين أن يأخذوا عنهم دينهم، وأخشى ما أخشاه أن مثل هذه الفتاوى والخزعبلات قد تشق صف الأمة، فتختلف في مصر مواعيد بداية شهر رمضان وكذلك موعد الأعياد، وهو ما يحدث في دولة كالعراق، وهذا هو جُلُ ما يريده دعاة الشر وأهله من السلفيين والإخوان.

والأدهى من ذلك، أن الفتنة لم تقف عند هذيْن الأمريْن فقط في شهر رمضان، بل أفتى السلفيون– لا بارك الله فيهم- بأنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر مالًا بل يجب أن يتم إخراجها حبوبًا كما كان يحدث على عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وأن يتم إخراجها قبل يوم الفطر بيوميْن على الأكثر، ومن فعل غير ذلك فعليه أن يعيد إخراج زكاة الفطر مرةً ثانية وفقًا للفتوى السلفية المشبوهة التي نشرتها المواقع السلفية ومن بينها موقع "صوت السلف"، كما قام بعض مثيري الفتن من السلفيين بطباعة آلاف النسخ من هذه الفتوى وتعليقها على حوائط المساجد وفي الأماكن العامة تحت جُنحِ الظلام، رغم أن هذه الفتوى باطلة، وأن هناك من الأئمة مثل أبي حنيفة وابن تيمية علاوة على دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف من أفتى بجواز إخراج زكاة الفطر مالًا، وتم تحديدها هذا العام بـ13 جنيهًا للفرد، وأنه يجوز إخراجها من اليوم الأول من شهر رمضان وطوال الشهر وحتى قبل صلاة عيد الفطر، وهي فتوى مستقرة، لكن ماذا نفعل في مثيري الفتن الذين يريدون شق صف الأمة الإسلامية.

والفتنة الأخيرة التي أثارها السلفيون والإخوان في الجمعة الأخيرة من رمضان، هي الشائعة المغرضة برفع الأذان الشيعي في مسجد الحسين رضى الله عنه في قلب القاهرة، وهو ما نفته إدارة المسجد ووزارة الأوقاف جملةً وتفصيلًا.

إن الفتنة نائمة لعن الله مَن أيقظها، لقد كنتم تدعون أنكم تحملون الخير لمصر، ولم يكن فيكم خير بل شر تضمرونه لهذه الأرض الطيبة التي تلفظ شجرة الحقد والغل والشر الذي تضيق به صدوركم، وتنفثونه في كل مَن يريد النماء والتقدم والازدهار لهذا الوطن.

حمى الله مصر من كل أعدائها في الداخل والخارج خاصةً من يريدون أن يلبسوا على المسلمين دينهم، لأنهم لا يزالون يمارسون لعبتهم القذرة في اتخاذ الدين مطيةً لهم للوصول إلى أهدافهم السياسية، ولكنني أطمئنهم وأقول لهم لن تنالوا خيرًا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز