عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حكومة البشر بعد الحجر!

حكومة البشر بعد الحجر!

بقلم : وليد طوغان

بعد الحجر يأتى البشر. الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى  هى الأقرب لحكومة التنمية البشرية، بعد تنمية البنية التحتية. الرئيس قال انها مرحلة جديدة، وهى فعلا كذلك. لذلك فالملف الاهم امام الحكومة الجديدة  هو ملف التعليم.



التعليم ازمة دائمة للحكومات المختلفة، كما هى معضلة فى ذهن المواطن. المشكلة احيانا فى السياسات التعليمية، وكثيرا فى المفهوم الدارج عن التعليم فى ذهن العائلة المصرية. 

السؤال المهم: يعنى أيه تعليم؟ وما نظرة المواطن المصرى للعملية التعليمية، أو ما ينبغى ان تكون عليه، خصوصا وان المواطن  نفسه هو الذى يرغى ويزبد فى كل مناسبة عن عدم ملاءمة هذا النظام، ورفضه لذلك النظام.

التعليم فى الإصطلاح هو تدريب الأجيال الجديدة على التعامل مع فنون الحياة. يعنى التأقلم مع كل ظروف البيئة المحيطة. والتعليم أيضا هو أن يجيد المتعلم فنون العلاقات مع الآخر، والارتقاء بسلوكه  العام، والتدريب العقلى على المسائل المجردة، والعلاقات المنطقية بين الأشياء، إلى أن يحين دور التخصص الجامعى.. أو التخصص على وجه العموم.

التعليم مرحلتين اذن فى جوهره.

المرحلة الأولى فهم الحياة، واكتشاف قوانينها، وعاداتها والتعامل مع المجتمع، وفق نمط من التأدب والتهذيب. المرحلة الثانية، تأهيل نفس الطالب، بما تعلمه من أخلاقيات لسوق العمل بالحرفة أو بالمهنة، ناهيك عن انخراط أقلية من الطلاب فى سلك البحث العلمى.

النظرة للتعليم اختلفت فى المجتمع المصرى بداية من الحقبة الناصرية. فى تلك المرحلة انفتح طوفان التعليم للجميع حتى المرحلة الجامعية. صحيح المجانية من أهم ما حصل عليه المصريون فى تلك المرحلة، لكن مسألة المجانية حتى المرحلة الجامعية هى التى لخبطت الميزان.

أغلب دول العالم لا تتيح المجانية فى مراحل التخصص. فى أغلب الدول، حتى النامى منها يدفع الطالب الكثير للتعليم الجامعى، بينما تقدم المنح المجانية الخاصة للمتفوقين.

ارتبط نظام القوة العاملة بالقطاع العام، فتكدس الألوف فى وظائف حكومية لاستيعاب متخرجين  لا تحتاجهم  الدولة، ولا يحتاجهم المجتمع. تحول التعليم إلى وجاهة اجتماعية، وطال الحلم الجامعى الجميع على حساب الفلاح، والعامل، وعلى حساب الأعمال الحرفية، ورغم أن الدولة حاولت تطوير التعليم الحرفى، الا أن العزوف عنه كان أساسا. 

أصبح التعليم غاية ليس وسيلة. غاية للتخرج فى الجامعة، دون قدرة أو تعليم حقيقى. 

النهاردة مفهوم التعليم فى الذهنية الجمعية عبارة أرقام نهائية، أو عبور السنة الدراسية. لم يعد التعليم وسيلة للفهم أو  استيعاب المناهج، ومن ثم التأهل للسوق. 

فى المفهوم الشعبى الدارج نحن الوحيدون الذين يتداولون مصطلح «امتحان صعب» بين أكثرية دول العالم، مع أن الأصل فى مصطلح الامتحان  أنه اشتقاق من  محنة أو أزمة يعنى وضع الطالب فى محنة وصعوبة مقدرة لاختبار مدى قدرته على تجاوزها بعلمه.

للآن.. أى محاولة حقيقية لإصلاح التعليم، لا بد أن تواجه بسيل من اعتراضات الأهالى. غير ملايين من المتسربين، هناك ملايين من اهالى تلاميذ المدارس فى مصر، ومن طبقات مختلفة متأكدون من إصلاح العملية التعليمية، يعنى سهولة اجتياز أبنائهم  امتحانات آخر السنة. هنا الأزمة. وللكلام بقية. 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز