عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"عبدالله كمال".. لن أنساك حتى يقضى الأجل

"عبدالله كمال".. لن أنساك حتى يقضى الأجل

بقلم : عادل عبد المحسن

4 سنوات مرت على رحيل الأستاذ والمعلم عبدالله كمال، ولكن من الذي ينساه، وهو من غرس فينا مبادئ وقيمًا مهنية ثابتة الجذور، ومهما اشتدت الأنواء وعلا الخطب تُعيننا على مواجهة كل غث في هذه المهنة، كلما تعرضنا لموقف ما يتبادر إلى الذهن ماذا كان يفعل في مثل هذا الموقف الأستاذ عبدالله كمال!



لا أجد طوال 4 سنوات كاملة من رحيل الأستاذ عبدالله كمال من يعوضه في مهنة صاحبة الجلالة، وأصبحنا مثل الأيتام، بحق أيتام، لقد رحل رجل كان بمثابة الأب في مهنتنا، لا أعرف كيف اكتسب عبدالله كمال كل هذه الصفات المهنية، ولم يكن قد جاوز مرحلة الشباب ويدخل مرحلة الكهولة.

عندما تتعامل مع عبدالله كمال في العمل لا بد أن تتعلم منه حتى لو كنت محترفًا ومهنيًا لا يشق لك غبار، قد تكون معلمًا في المهنة، ولكن مع أستاذنا لا بد أن تكون تلميذًا نهل من مهنيته، ومن حسن حظى أنني عملت تحت رئاسته طوال ٦ سنوات قبل أن يترك رئاسة تحرير "روزاليوسف" في إبريل ٢٠١١ وفي هذه الفترة تعلمت على يديه الكثير، وما تعلمته منه بمثابة المعين الذي يساعدني في معترك هذه المهنة.

بعد 4 سنوات على رحيل الأستاذ، أستطيع بكل يقين أن أؤكد وأقسم أن مهنة الصحافة لن تجود بمثله، فمن يتأمل حياة الأستاذ عبد الله كمال - رغم قصرها - يجدها ثرية جدًا بما أنتجه من أعمال صحفية، فحياة الإنسان لا تُقاس بعدد سنوات عمره، وإنما بما أنجزه من أعمال وأستاذنا حياته ثرية مليئة بالأعمال المهنية، حيث كان يمتلك ثروة لغوية لا تضاهي.. فلم يتناول قضية أو مسألة ما إلا واستفاض فيها واستزاد، ولم يترك لمن يريد الزيادة أن يضيف أي استزادة، حيث كان يتناولها من جميع جوانبها، ولم يترك لأحد شيئًا يضيفه.

 بعد 4 سنوات على رحيل الأستاذ عبدالله كمال أستطيع القول إنني لن أنسى أبدًا يوم رحيله وربما لا أنساه حتى يقضى الأجل.

كان يوم جمعة، عندما كنت أمام شقتي، وأهم لدخولها بعد صلاة الظهر، وإذا بجرس الموبايل يرن فوجدت اتصالًا من الزميل حسين فتحي فرددت عليه، وإذ به يبلغني بوفاة الأستاذ عبدالله كمال.

وكما هي العادة في مثل هذه المواقف، لم أصدق وعلى الفور اتصلت بصديقي أيمن عبد المجيد، رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف"، ولم أجد لديه معلومة أكيدة فأسرعت إلى جهاز اللاب توب، ودخلت على المواقع الإلكترونية وتأكدت أن قضاء الله قد نفذ.

أعدت الاتصال بصديقي أيمن عبد المجيد، رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف"، ووجدته هذه المرة يبكي، واتفقت معه على الذهاب إلى مستشفى كليوباترا، حيث يوجد جثمان الأستاذ عبد الله.. لم يكن الأمر يُصدق حتى المارة في الشارع كانوا يسألون، وعندما نجيبهم بأن الأستاذ عبدالله كمال توفي كنا نجدهم يندهشون من وفاته المفاجئة.

انتظرنا حتى جاء إخوته من شرم الشيخ وتوجهنا إلى قريته، حيث وُوري جثمانه الثرى في مقابر أسرته، هناك فقط سالت دموعي على فراقه، رغم أنه معروف عني أنني عزيز الدمع.. رحم الله أستاذنا عبدالله كمال في ذكراه الرابعة.. ووداعًا حتى نلتقى.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز