عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا تحاول تغيير العالم.. ابدأ بنفسك

لا تحاول تغيير العالم.. ابدأ بنفسك

بقلم : محسن عبدالستار

يعد العلم شيئًا مهمًا جدًا لجميع الدول ومواطنيها، والمقصود بالعلم هنا ليس القدرة على القراءة والكتابة فقط، بل يتعدى ذلك بكثير.. إذ يصبح الإنسان المتعلم أكثر رضا عن نفسه، وعن مكانته في المجتمع، واحترام الآخرين له، وبالتالي تزداد سعادته وشعوره بالاطمئنان والاستقرار، والأمل في المستقبل، إذ إن العلم يفتح للإنسان أبوابًا متعددة، وآفاقًا واسعة، كما يصبح أقوى بالاعتماد على نفسه بالأمور المختلفة، بسبب ثقته بقدراته ومهاراته.



يحكى قديمًا أن ملكًا كان يحكم دولة واسعة مترامية الأطراف، وأراد هذا الملك يومًا القيام برحلة، برية طويلة، وخلال عودته من رحلته الشيقة، وجد أن قدميه قد تورمتا بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسومًا يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد. حتى لا تصاب قدماه!

فما كان من أحد مستشاريه – وكان من المهتمين بالعلم ويعرف مدى أثره في حياة الشعوب – إلا أن أشار على الملك برأي أفضل من ذلك بكثير، وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط.. فكانت هذه بداية نعل الأحذية.. فإذا أردت أن تعيش سعيدًا في هذا العالم، فلا تحاول تغيير كل العالم، بل اعمل التغيير في نفسك أولًا.. ومن ثم حاول تغيير العالم بعد ذلك ما استطعت.

إن العلم يساهم في رفع قدرة الأفراد على وصف بعض الظواهر الاجتماعية، والطبيعية والتعرف عليها، وإيجاد الحلول اللازمة للقضاء على المشكلات التي تلحق بها.. فبالعلم يخرج الفرد من حياة الجهل والظلامات إلى الانفتاح على المجتمع والعالم بأكمله.

ومن المعلوم لدينا أن العلم خير من المال، لأن المال تحرسه أما العلم فهو يحرسك، والمال تفنيه النفقة والبذخ، والعلم لا يفنى بل ينمى ويبقى.. العلم يعتبر حاكمًا والمال محكومًا عليه.

 لقد مات من خزنوا المال وجعلوه شاغلهم الأوحد وهم أحياء، أما العلماء فهم باقون ما بقي الدهر، وآثارهم في القلوب موجودة حتى بعد رحيلهم.

فما فائدة القلم والعلم إذًا، إن لم يفتح فكرًا، أو يضمد جرحًا، أو يرقأ دمعة، أو يطهر قلبًا، أو يكشف زيفًا، أو يبني صرحًا ينقذ الإنسان من ضلاله وغيه.

إن العلم يساهم في قوة المجتمع وتطوره وتقدمه، الأمر الذي يميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى المتخلفة عن ركب الحضارة،فانتشار العلم، مؤشر لنجاح عملية التنمية في المجتمعات.

عندما يكون أبناء المجتمع مثقفين، وقادرين على الاعتماد الذاتي على أنفسهم، ينمو اقتصاد الدولة، ويكون لديها مجتمع يكتفي اكتفاء ذاتيًا، وبالتالي يكون مستقلًا اقتصاديًا، وهذا عنصر مهم بالنسبة للدول التي تريد التقدم ولا تتخلف عن ركب الحضارة، فهو نقطة انطلاقة قوية لتكون الدولة معتمدة على نفسها لا على غيرها.

فالعلم يجعل الإنسان متسامحًا مع نفسه ومع الآخرين، فهو يعزز القيم الأخلاقية لدى الأفراد، وإدراكهم لمدى أهمية العمل لتحسين مستوى الدولة التي يعيشون فيها، ليستطيعوا الانتفاع من خيراتها ومواردها بأفضل شكل، وبالتالي تساهم الاستقلالية المادية، وقدرة الفرد على مشاركة أفكاره في محيطه بأن يصبح المجتمع أكثر تسامحًا ومحبة.. اللهم احفظ مصر وأهلها.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز