عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"منير حجاب" يستصرخ تلاميذه

"منير حجاب" يستصرخ تلاميذه

بقلم : عادل عبد المحسن

ترك القاهرة الساهرة وصخب المدينة وضجيجها، وحزم حقائبه وذهب إلى محافظة سوهاج في الصعيد الجواني، ليؤسس أول قسم صحافة بالجامعات المصرية بعد كلية الإعلام بجامعة القاهرة التي تخرج منها، هذا فعله المرحوم الدكتور منير حجاب، منذ ما يقرب من نصف قرن.



أراد منير حجاب أن يبدأ بنقل العلم من قلب القاهرة الصاخب إلى  قلب الصعيد الجواني المتشوق إلى ضياء ونور علم العلماء، فهكذا هي رسالة العلم التي آمن بها ومنحها جل حياته، حتى لقي ربه راضيا مرضيا، وفي قاعة قسم الصحافة الذي أسسه بفرع جامعة أسيوط العريقة في محافظة سوهاج قضى حياته، يُخرج جيلا بعد جيل من نجوم الصحافة المصرية والعربية، لا يوجد ركن بهذه القاعة إلا ويوجد بها لمنير جحاب وتلاميذه صولات وجولات وذكريات، هناك كانوا يتصببون عرقا من قيظ صيف الصعيد الحارق ويرتعشون من زمهرير البرد القارس.

فجأة وبدون سابق إنذار فوجئ خريجو هذا القسم العريق بأن ذكرياتهم في القاعة التي قضوا فيها فترة تفتح العقول وأحلام المستقبل ورومانسية الشباب الحالم بأنه سيبدد بقلمه ظلام العقول ويقاوم الجهل الساكن في ثناياها.

أيام الدراسة الجامعية لا تقاس بعددها فهي أقل من عدد أصابع اليد ولا بأيامها ولا ساعاتها، إنها فترة النضج العقلي وصقل الموهبة بالتعليم والتدريب في محراب العلم.

إنها يا سادة ليست مبنى من أحجار وصخور ورمال، إنها محراب علم لا يعرف قيمته ومعناه سوى من تمرغ بين جناته.

السنوات التي قضاها خريجو قسم الصحافة بكلية الأدب في جامعة سوهاج هي وحدها التي أهلت زملاء يشار إليهم بالبنان  في مهنة صاحبة الجلالة، هل من السهل عليهم أن ينسف أمام أعينهم المبنى الذي يتذكرون من خلاله سنوات تكوين الذات وبناء الشخصية.

لماذا يريد رئيس جامعة سوهاج قطع صلتهم بالمكان؟ إن الدكتور منير حجاب ينادي ويستصرخ تلاميذة للدفاع عن موطن ذكرياتهم وموطئ أحلامهم في شموخ الشباب وعنفوان الطموح.

قد لا يرى رئيس جامعة سوهاج في مبنى قاعة قسم الصحافة بكلية الأدب سوى الحوائط والأعمدة الإسمنتية والصبة المسلحة، ولا يدري أنه ينتزع من كل أستاذ وخريج من هذا القسم ذكرياته، ففي كل ركن بأركان هذا المبنى ذكرى محفورة في القلوب قبل الذاكرة.

لم أتشرف بالدراسة في قسم صحافة سوهاج، لكن أجدني منحازا بكل وجداني لهم في الدفاع عن القاعة التي شهدت تكوينهم المهني وبناء الذات، أشعر بمدى حبهم لهذا المكان من كثرة ما سمعته منهم عن قسمهم العريق، أتذكر يوم حفل تأبين الدكتور منير حجاب بنقابة الصحفيين في القاهرة والذي حضره رئيس جامعة سوهاج الأسبق وكيف كانوا يتحدثون عن الدراسة في هذا القسم.

وبعيداً عن ذكريات خريجي قسم صحافة سوهاج الذى لا يقدرها رئيس الجامعة كيف يتم تخصيص بدروم لطلاب القسم الذين يمثلون قادة الرأي مثل من سبقوهم صحفيين وأعلاميين ملء السمع والبصر، ويقود مهنة صحابة الجلالة في مصر والعالم العربي.

هل يريد أن ينكل بطلاب قسم صحافة سوهاج قبل تخرجهم، لماذا يريد أن يكون نتاج جامعته خريجين قتلى منكسرين نفسياً؟!

إنني أناشد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، التدخل لإنقاذ قادة المستقبل من تدميرهم نفسياً والحفاظ على قاعة قسم صحافة سوهاج كأثر تاريخي يشهد على أول قسم تأسس للصحافة المصرية بعد كلية الإعلام بجامعة القاهرة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز