عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يوم انقشعت سحابة الإخوان السوداء (2)

يوم انقشعت سحابة الإخوان السوداء (2)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي استمر التوتر السياسي في التصاعد بعد أحداث قصر الاتحادية وغيرها من الأحداث التي شهدت استقطابًا سياسيًا كبيرًا حتى وصل ذروته في يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، عندما خرجت مظاهرات عارمة في محافظات مصر كافة من أقصاها إلى أقصاها، دعت إليها حركة (تمرد) التي قامت بجمع توقيعات شخصية تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وفي اليوم التالي أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بيانًا أذاعته عبر وسائل الإعلام، تمهل فيه جميع الأطراف ٤٨ ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن.



وفي الثاني من يوليو ألقى مرسي خطابه الأخير الذي لم يستجب فيه لمطالب المتظاهرين أو مرونة في التعامل مع بيان القوات المسلحة وأصر على التمسك بشرعية حكمه، وتحدث عن مؤامرات تُحاك ضده وضد الديمقراطية، وفي الثالث من يوليو ألقى الفريق عبد الفتاح السياسي وزير الدفاع (آنذاك)، خطابًا على الهواء محاطًا بقيادات الجيش وأمين عام حزب «النور» ومحمد البرادعي رئيس حزب «الدستور» والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والأنبا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وممثلين عن حركة تمرد من الشباب، أعلن فيه عن خارطة طريق جديدة تبدأ بتعطيل الدستور وتولي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيس جديد.

وثمة خصائص لاحتجاجات ٣٠ يونيو تتمثل في حجمها ومؤيديها، حيث خرج المصريون بالملايين إلى الشوارع، فضلًا على انتشارها وتغلغلها في النسيج المصري الذي لم يستوعب أخونة الدولة المصرية وإفقادها لهويتها الوسطية، خاصة أنها وصلت إلى المحافظات المصرية، وبالتالي فقدت القاهرة وميدان التحرير مركزيتيهما رغم قوة الحشد فيهما، هذا الانتشار الأفقي شمل محافظات ومدن الدلتا والصعيد المحسوب دائمًا على القوى الإسلامية.

من ناحية أخرى، انتشرت الموجة الثورية لـ٣٠ يونيو رأسيًّا، فهذه المرة كانت عابرة للطبقات والشرائح الاجتماعية، فقد شملت الريف والبرجوازيات الحضريات وأجزاء من أرستقراطيات المدن الكبرى.

اللافت أيضا هو مشاركة فئات من غير المسيسين؛ إن خروج فئات متنوعة إلى الشارع ومساندة القوات المسلحة لها جاء تدليلًا على تعثر حكم جماعة الإخوان، وإثارته السخط لدى قطاعات عريضة من الشعب المصري. ولا يغيب عن المشهد الحشد المؤيد للسلطة المعتصم منذ أحداث الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣ في ميداني «رابعة العدوية» في مدينة نصر، و«النهضة» في الجيزة، غير أن تركيز جماعة الإخوان على مركزية الحشد، في مقابل انتشار المعارضين أضعف من تكتيكات ومحاولات جماعة الإخوان في إجهاض ثورة ٣٠ يونيو، كما أن تعامل الرئيس المخلوع محمد مرسى الذي استخف بالمعارضين واعتبرهم مجرد ثورة مضادة أسهم في عدم قدرته على إدارة الأزمة، وبدا ذلك في خطابات مرسي الذي اكتفى بتوجيه اتهامات، وتفسير التظاهرات على أنها مجرد مؤامرة. في الوقت نفسه، غلب على خطاب جماعة الإخوان حالة الإنكار وربما الصدمة التي سببتها ضخامة الحشود وراديكالية مطالبها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز