عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رحيم

رحيم

بقلم : محمد دويدار

اسمه "رحيم" لكنه ليس هذا الـ"رحيم" بطل المسلسل الرمضاني الشهير.. إنه ذلك الفتى الإنجليزي الأسمر ذو الجسد النحيل والأصول الإفريقية اللاتينية.



نشأ رحيم في بيئة شديدة الفقر وما زاد الأمور سوءا أن أباه لقي حتفه في جريمة بشعة حدثت أمام أعينه، ما اضطر والدته للعمل كمنظفة مراحيض بمستشفى المدينة حتى تتمكن من تربية رحيم صاحب السنوات السبع وأخته التي تكبره بتسع سنوات، وهنا يقول رحيم "كنت اذهب كل صباح مع أمي لأساعدها في عملها، وذلك قبل أن أذهب لمدرستي ولم أكن أشعر بالخجل أبدا من ذلك".

تمر الأيام ويجد الطفل نفسه فاشل دراسيا لكنه موهوب جدا في كرة القدم، فتلتقطه أعين مُعلمه الذي تبنى موهبته ولم ينهره لفشله الدراسي، بل شجعه على تنمية موهبته الرياضية ووضعه على بداية الطريق الصحيح، ليبدأ لعب الكرة في ناد مغمور بالقرية، قبل أن تقرر أمه الهجرة بمفردها لإنجلترا كي تكمل دراستها وتلتحق بعمل أفضل هناك كي تتمكن من استكمال المسيرة مع ابنيها، في حين تركت طفليها للجدة التي كانت ترعاهما على خير وجه، وظل الأمر هكذا لمدة عامين كانت الجدة ومن بعدها الأخت الكبرى هما من يهتمان بأمر الطفل حتى تمكنت الأم من استقدام طفليها للإقامة معها بإنجلترا لتبدأ نقطه تحول في حياة رحيم ويلتحق بأندية إنجليزية صغيرة حتى جاءته فرصة العمر يوم ان عرض عليه نادي ليفربول العريق ان يلتحق به في فريق الناشئين، وهنا يقول رحيم "كانت أمي تخشى عليّ الذهاب بمفردي فظلت أختي الكبرى ترافقني يوميا من السادسة صباحا وتظل تنتظرني خارج النادي في المقهى المقابل له حتى أنتهي من تدريباتي عصرا ثم تعود بي مساء للمنزل، وكان ذلك يوميا لمدة عامين.. يالها من أخت عظيمه حقا".. بعد العامين ذهب رحيم إلى ليفربول تلك المدينة التي تبتعد عن لندن وهنا اضطرت امه- ولأول مرة- أن تترك ابنها ليستقل ويواجه الحياة منفردا رغم متابعتها له يوميا وما طمأنها نوعا ما انه أقام هناك في منزل مشترك مع زوجين مسنين كانا يهتمان بأمره ويعاملانه كابنهما.. في ذلك الوقت تفرغ الفتى تماما لإثبات نفسه وأحقيته باللعب للفريق الأساسي في الدوري الإنجليزي وهو حلم ظل يراوده لعامين قبل أن يتحقق حلمه ويلعب أول مباراة في الدوري ويتألق رحيم ويذيع صيته وشهرته تصل لمسامع وأعين الإنجليز، بل وتتعدى حدود الوطن ليعرفه العالم كله ويصبح رحيم سترلينج نجم المنتخب الإنجليزي لكرة القدم، الذي يصل سعره حاليا لعشرات الملايين وربما قريبا يتخطى مئات الملايين.

انه رحيم الذي تعرض لانتقادات واسعة حين نشر صورة لقصر فاخر وسيارة فارهة اشتراهم مؤخرا بينما هو يقف بفخر أمامهم ما أدى لاتهامه بالغرور، فما كان منه إلا أن كتب "نعم أنا فخور بهذا القصر لأنه الآن صارا ملكا لمنظفة المراحيض.. نعم أنا فخور بهذه السيارة فهي الآن باتت ملكا لأختي الرائعة.. نعم أنا فخور لأنني ابن تلك المرأة الرائعة وأخو تلك الفتاة الجميلة".

رحيم الآن هو مهاجم نادي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي وهنا يقول رحيم مازحا "يوم فوزنا بالدوري الإنجليزي عُدت إلى منزلي سريعا سعيدا جدا بالنصر وفور دخولي وجدت ابنتي الصغرى تجرى في المنزل وهي تغني أغنية.. هل تعرفون بماذا كانت تشدو؟! كانت الخائنة تشدو وتقول.. "مو صلاح مو صلاح إيجيبشن كينج" لقد قتلتني بدم بارد.. إنه رحيم ستيرلينج يا سادة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز