عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مُعِزْ مسعود "الداعية الفشنك"

مُعِزْ مسعود "الداعية الفشنك"

بقلم : محمد الشرقاوي

صَبرت كثيرا حتى لا أنجرف وراء هدير شلالات السوشيال ميديا بمقال [ينتقص] من مساحات الليبرالية والحرية التي أؤمن بها أو [يُزيد] عبارات تضيف همّا آخر على الأزهر والأزهريين والخطاب الديني المتحجر الذي نادى الرئيس السيسي مرارا وتكرارا بإعادة ترميمه.



ومن منطلق أن أفعال الدعاة ليست حجة على الإسلام أكتب!

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بزواج [الداعية] مُعِز مسعود بـ [الممثلة] شيري عادل، وبات الزواج المبارك الذي تم على سنة الله ورسوله كـ [حديث الإفك]، حتى لفتت انتباهي ردود الأفعال التي استنبطت منها مساحات من جواز المرور بالخوض في الحياة الشخصية للمشاهير دون ضابط ولا رابط وهي ظاهرة يجب التوقف عندها – ولها مقال آخر-

ولمن لا يعرف لقد لخص "معز" حياته قبل ارتدائه عباءة الداعية قائلًا في أحد تصريحاته [اللهو والعبث] كلمتان تستطيع بهما تلخيص حالي في فترة مراهقتي حتى أواخر1995

لكن بقي [سر] اتجاهه إلى [الوعظ والدعوة لغزا] خاصة بعدما تعرف أنه كان يُدخن [السجائر] ويتردد على [البارات] ومحترف [العزف] على الجيتار و[يشارك] فرقا موسيقية بفنه، ومن التصريحات المنسوبة إليه قوله: كنت أشرب السجائر.. لكنى تركت المعاصى! وكنت أذهب للبار.. ولا أرقص أو أفعل المحرمات الكبيرة!

فحقيقة [تحوله] من حياة اللهو واللعب إلى نهج الالتزام والتدين هو [إصابته بورم] وتم استئصاله، ثم تعرضه لـ [حادث سير] كاد يودي بحياته في نفس العام.

فالداعية خريج الجامعة الأمريكية [المطلاق] لملكة جمال الجامعة الأمريكية وبعدها المرشدة السياحية – المحجبتين- و[المزواج] من الثالثة الممثلة شيري عادل، حققت فعلته "تريند" على الفيس وتويتر بما يفتح النقاش حول تصرفات الدعاة وتأثيرها على الدين والدنيا والخلق.

 فرأي البعض في الزيجة الأخيرة [فراغة عين لا تليق بفضيلته] وآخرون رأوها [يتناقض مع تشبيه للزوجة] بـ"قطعة شوكولاتة مغطاة بورق سولفان – أي محجبة- وأخرى غير مغطاة وقال الأفضل أن تأخذها مغطاة" وفريق ثالث حمل وجهة نظر مفادها [أن هذا الزواج "عكس عكاس" بين شخص يحمل لقب الداعية الإسلامي وطرفه على النقيض تمامًا وتعمل في المجال الفني].

 ويرى مغردون أن كثرة زيجاته وارتباطه من ممثلة غير محجبة [يتنافى] مع النصائح التي يقدمها في برامجه مستدلين بقوله تعالى "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" فيما [أشاد] البعض ورفضوا الخوض في زواجه واعتبروه شأنا شخصيا خالصا.

ففي كل الأحوال أعاد معز النقاش حول البرامج الدعوية و"تناقض وازدواجية" مقدميها، ويطرح السؤال المهم هل تخلى الأزهر عن دوره؟ فأفرز المجتمع "دعاة" يعتبرون الدين سبوبة تُعلي [الكروش] وتُنعش [الإيداعات البنكية] وتَملأ [الجيوب].

ففي السبعينيات والثمانينيات ظهر دعاة الكاسيت وخطباء المساجد مثل كشك، والمحلاوي، والقطان، والقرضاوي، وفي التسعينيات ظهر دعاة الفضائيات مثل عمرو خالد..طارق سويدان..القرني..العريفي، ومؤخرا علتْ موجة – دعاة الإنترنت واليوتيوب- مثل معز مسعود ومصطفى حسني وشريف شحاتة وشريف مهران ومصطفى عاطف وغيرهم، وهؤلاء ابتعدوا عن مساحات عذاب القبر وأهوال يوم القيامة وانتقلوا إلى سيرة النبي وخصال أصحابه والمعاملات وبناء الإنسان ومكارم الأخلاق والتعايش مع الآخر.

فبعض من هؤلاء قدموا أنفسهم على أنهم حماة الدين ودرعه الواقي مما يجعل أفعالهم –غير المنطقية مع الدعوة- تنتقص من الدين الذي وظفوه في المجال العام والمتاجرة به، لنطلق عليهم «الداعية الفشنك» الذي خالف ما يقوله للناس عبر برامجه.

فبات من الثابت أن الدعاة الجدد، يخصمون كل يوم من رصيد الدعوة وعلمائها، فكل نقيصة يفعلونها [تهبط] بالصورة الذهنية للدعاة [درجة سلم] في البيوت والشوارع [وكأنهم محسوبون على الأزهر] والأزهر منهم براء، لقد ترك الأزهر لهؤلاء ساحة السوق الدعوي ليبيعوا بضاعتهم دون ترخيص أو تصريح أو حتى اجتياز للمقابلة الشخصية أو اختبار قدرات لتحديد مدى تأهيلهم لتحمل مسؤولية الدعوة.

وعليه وجب على الأزهر أن [يلبس] دُعاته [زي الحداثة] و[منطق] المتغيرات و[فقه] الأولويات و[حديث] الروح و[تفسير] العصر، وأدوات قياس حديثة تعتبر الفتوى بوقتها وليس بمن أفتاها، والتعامل مع قضايا المجتمع بوسطية الإسلام لا بنصوص جامدة.

والخطورة كلها تكمن في وضع الدين كله في سلة الداعية فيضيع الدين هباء منثورا مع نواقصه أو زلاته، أو تشويه صورة كل الدعاة بمقولة "آدي دول اللي بيدعونا للفضيلة والالتزام" فأي داعية مهما علا شأنه [ليس هو] الدين و[ليس الدين] هو.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز