عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شبكات إنتاج الشائعات وترويجها (1)

شبكات إنتاج الشائعات وترويجها (1)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

أصبحت شبكة الإنترنت في الآونة الأخيرة وسيلة اتصال على درجة كبيرة من الأهمية، بحيث لا يمكن التخلي عنها بالنسبة لكثيرٍ من الأفراد، وانتشرت بشكل كبير بين فئات الجمهور المختلفة ولأسباب متعددة، أهمها ما تتميز به من سمات تختلف عن غيرها من الوسائل، وهو ما يمكنها من تقديم خدمات كثيرة لمستخدميها.



فقد ساهمت التطورات المتلاحقة التي طرأت على شبكة الإنترنت في إيجاد شكل جديد من أشكال الإعلام، فهناك من يسميه بالإعلام الرقمي أو الإعلام الشبكي أو الإعلام البديل أو الإعلام الاجتماعي سواء كان قائمًا على شبكة الإنترنت وتطبيقاتها أو الأجهزة المحمولة على اختلافها من تليفونات ذكية أو أجهزة لوحية، ويشير هذا النمط الجديد من الإعلام إلى المحتوى الإعلامي الذي يُبث أو يُنشر عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

وتُعد مواقع التواصل الاجتماعي Social Networking Sites (SNS) أحد أهم أشكال الإعلام الجديد، حيث أحدثت طفرة ليس فقط في مجال الاتصال بين الأفراد والجماعات بل في نتائج وتأثير هذا الاتصال؛ فقد نقلت الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، ومنحت مستخدميه فرصًا كبيرة للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا رقابة إلا بشكل نسبي محدود.

وفي السنوات القليلة الماضية غيرت شبكة الإنترنت من عادات مستخدميها من الشباب بسبب الانتشار الواسع لمواقع الشبكات الاجتماعية التي جعلتهم المتحكمين في طبيعة المحتوى المنشور على هذه الشبكات بشكلٍ جعل هذا المحتوى منافسًا لمحتوى وسائل الإعلام التقليدية، وهو ما أعطى أولوية للمضامين التي ينشرونها ويتبادلونها مع الآخرين بدرجة عالية من الحرية والإبداع بدلًا من الاستخدام القاصر على متابعة ما تقدمه شبكة الإنترنت من مضامين.

وعلى الرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في ظهور ما يُعرف بـ”المواطن الصحفي”، فإن عدم توثيق الأخبار، وصعوبة التحقق من صحتها، وسلامة مصادرها؛ قد أسهم في جعل شبكات التواصل الاجتماعي أداةً فاعلة في نشر الشائعات وسهولة تداولها، ومن ثمّ تصديقها والاعتقاد بصحتها، وبناء الأفكار والرؤى على أساسها.

وكما تقول الباحثة سالي بكر الشلقاني، المدرس المساعد بقسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة كفر الشيخ، في رسالتها للماجستير إنه في ظل وسائل التواصل الاجتماعي التي أوجدت مجتمعات افتراضية ذابت خلالها الحدود الجغرافية والقيود الاجتماعية. فقد أصبحت الشائعة تنتقي مادتها وأدواتها من مصادر أكثر ثراءً بكثير من حيث المحتوى بعكس الكلام المنطوق؛ فالشائعة في الوقت الحالي تعبر عن محتواها بالنص المكتوب والمنطوق والصورة المرافقة والصوت والرسم والفيديو أيضا.

وقد أورد أحد استطلاعات الرأي على شبكة الإنترنت أن 80% من مصادر ترويج الشائعات كانت عن طريق "واتس آب" بينما تجاوز "تويتر" و"فيس بوك" شبكات التواصل بما نسبته 85% في مجال تدوير الشائعات في عدد من الأحداث المهمة، كما قامت إحدى الصحف باستطلاع عبر موقعها الإلكتروني عن مروجي الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت نتيجة الاستطلاع كالتالي، (45% أكدت أن وراء انتشار الشائعات عابثين يمارسونها للتسلية) و(38,8% لهم أهداف وأجندة خارجية)، و(15,8% مرضى نفسيون).

وفي الواقع فإن الشائعات لم تعد مجرد أخبار كاذبة أو معلومات مزيفة، يُلقيها شخصٌ ما بقصد الفكاهة أو التضليل أو البلبلة بدون هدف، بل أصبحت أكبر من ذلك بكثير، حيث أصبح يقف خلفها مؤسساتٌ متخصصة ووسائل إعلام احترفت استثمار التقنية والتلاعب بالمعلومات، وتقديمها بهدف إضعاف الجبهة الداخلية في أي دولة، وهذا ما دفع بعض الباحثين إلى النظر إلى الشائعة باعتبارها أنماطًا بديلة للتعبير السياسي. ولعل هذا ما جعل مصر هدفًا لحرب الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي كما ذكر الرئيس السيسي مؤخرًا في تخريج دُفعة جديدة من الكلية الحربية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز